بأفلام وتانجو وكرة قدم مع الأصدقاء وانعزال في منزله بضاحية إيزيزا ، يحتفل دييجو مارادونا غدا السبت بعيد ميلاده الخمسين ، ويبدو أنه يعيش بعيدا عن الإفراط والطيش اللذين كادا أن يكلفاه حياته مرتين من قبل.
ويؤكد الممرن البدني فرناندو سينيوريني ، أحد أفراد الجهاز المعاون الذي قاد به مارادونا المنتخب الأرجنتيني في مونديال 2010 إن الأسطورة "يعيش حياته يوما بيوم".
ويضيف "إنها طريقته في الحياة. يعيش كل لحظة كما لو كانت الأخيرة ، وذلك أثمن ما يملكه. عندما يختفي دييجو من العالم سيتحول إلى شخصية تتمتع بقدر أكبر من الحب. سيتحول إلى دون كيشوت".
ومنذ عودته من كأس العالم ، يقضي مارادونا أغلب أيامه في منزله بحي التريبول في إيزيزا ، مع رفيقته فيرونيكا أوخيدا.
ويحكي سنيوريني "إنه منعزل في منزله ، لا يخرج كثيرا. كي تراه لابد أن تذهب لتزوره".
هناك ، في المنطقة الجنوبية من بوينس آيرس الكبرى ، وبعيدا عن العاصمة ، يقضي الساعات متابعا البرامج الرياضية والأفلام.
ويقول هيكتور إنريكي أحد مساعدي مارادونا في المنتخب خلال المونديال الماضي "يتابع كثيرا كرة القدم. في كل مرة نتحدث فيها كأصدقاء ، يكون هو أفضل من يعلم. أنا أتابع ابني الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية ، ومع ذلك يعلم دييجو عن اللاعبين أكثر مني".
ورغم أنه عادة ما يتجاهل الصحف ، يقرأ أحيانا بعض الكتب. بشكل عام يهتم بالسير الذاتية للشخصيات المعروفة مثل المناضل الأسطورة إرنستو جيفارا "التشي"، الذي يحمل وشما له على ذراعه الأيمن.
وفي الآونة الأخيرة ، وبناء على نصيحة سنيوريني ، بدأ في قراءة "أرامبورو: الجريمة غير الكاملة"، وهي رواية للصحفي إيوخينيو مينديز حول مقتل رئيس حكومة الأمر الواقع التي حكمت الأرجنتيني بين عامي 1955 و1958 .
وأحيانا يقطع عزلته لحضور حدث ما عام ، مثلما فعل أمس الخميس عندما توجه إلى قصر الحكومة من أجل معانقة رئيسة البلاد كريستينا فرنانديز وتقديم تعازيه لها عن وفاة زوجها الرئيس السابق نستور كيرشنر.
ويؤكد أخصائي اللياقة البدنية الذي عمل مع اللاعب السابق 12 عاما أن الأخير "يخلق لنفسه كل يوم حياة جديدة ، وكل ذلك سيسهم في زيادة أسطورته".
كما يحب مارادونا قضاء الوقت مستمعا إلى الموسيقى ، ولاسيما التانجو والفلكلور.
ولا يزال يترنح في مشيته منذ حادث السيارة الذي تعرض له في كوبا عام 2000 ، خلال فترة تعافيه من إدمان المخدرات.
لكن لا شيء يبعده عن عشقه الأبدي: الكرة. لذلك ، ورغم ألم ركبته اليسرى ، لا يزال يلعب كرة القدم كل أسبوع عادة الأربعاء أو الخميس مع لاعبين آخرين سابقين مثل أليخاندرو مانكوسو وإنريكي ومارسيلو جوميز وهيكتور ألماندوز وكلاوديو حسين وروبين كابريا وليونيل كانسيدو وفرناندو جامبوا ودييجو سنيورا وإجناسيو جونزاليز وسيرخيو جويكوتشيا.
وهي نفس المجموعة تقريبا التي يظهر معها في مباريات استعراضية أو خيرية ، مثلما فعل قبل أسابيع لدعم زميله السابق في المنتخب فرناندو كاسيريس.
وتتضمن المباراة الأسبوعية شعيرتين لا تتغيران. فقبل كل مباراة وبمجرد وصولهم إلى منزل مانكوسو يجلسون إلى طاولة من أجل تناول نوع معين من الحلويات. وبعد اللعب يتجمعون على نفس الطاولة من جديد لتناول اللحم.
ويؤكد إنريكي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "إنها بمثابة عائلة. كلنا نلعب الكرة ونتحدث كثيرا عن كرة القدم. لكن الأمر الأهم هو تواضع مارادونا. لقد كان دوما الأفضل ، لكنه بالنسبة لنا ليس أكثر من فرد آخر. إنه شخص بسيط".
ولا يزال إنريكي يفخر بأنه صاحب التمريرة التي وصلت لمارادونا ليسيطر على الكرة ويمر من عدة لاعبين إنجليز ، قبل أن يحرز في مونديال المكسيك 1986 واحدا من أفضل الأهداف في تاريخ بطولات كأس العالم.
وتكتمل أجندة الأسطورة الرياضية نهاية كل أسبوع بلعب التنس الزوجي مع مانكوسو رفيقه الذي لا ينفصل عنه ، ضد ألماندوز وجوميز. ويقول سنيوريني "عادة ما يواجه لاعبين يفوز عليهم".
ويؤكد القريبون منه أن مارادونا ترك وراء ظهره الهزيمة التي تعرض لها فريق التانجو في المونديال بخروجه من دور الثمانية على يد ألمانيا صفر /4 .
ويقول أخصائي اللياقة البدنية"إنه لا يهتم بما يمكن أن يقال عنه"، قبل أن يضيف "الأمر المقلق هما والداه ، خاصة مع تقدمهما في السن. لأنه بالنسبة للسيد دييجو والسيدة توتا ، لا يزال مارادونا طفلا. وفي كل مرة يتحدث احدهم عنه بشكل سيء ، يكون ذلك بمثابة سكين يغرس في قلبيهما".