أنشودة يا راحلين إلى منى بقيادي / قصيدة لعبد الرحيم البرعي
---------------------
كان الشوق إلى البقاع المقدسة يداعب الشيخ عبد الرحيم البرعي في حجه الأخير حينما أخذ محمولا على جمل، فلما قطع الصحراء مع الحج الشامي وأصبح على بعد خمسين ميلاً من المدينة هب النسيم رطباً عليلاً معطرا برائحة الأماكن المقدسة فازداد شوقه للوصول، لكن المرض أعاقه عن المأمول؛ فأنشأ قصيدة لفظ مع آخر بيت منها نفسه الأخير .. يقول فيها:
يا راحــــلين إلـى منـى بقيـادي ---هيجتموا يوم الرحيـل فـــــؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي ----الشوق أقلقني وصــوت الحـادي
وحرمتموا جفني المنام ببعدكـم--- يا ســـــاكنين المنحنـى والـوادي
ويلوح لي ما بين زمزم والصفا ---عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يا نائـما جـد الســُـرى ---عرفات تجـلو كل قلب صـادي
من نال من عرفات نظـــرة ساعة ---نال الســـرور ونال كل مــراد
تالله ما أحــلى المبيت على منـى ---في ليل عـــــيد أبـرك الأعيـــاد
ضحوا ضحاياهم فســال دماؤهــا ---وأنا المتيم قد نحـــرت فـؤادي
لبسوا ثياب البيض شــارات اللقاء ---وأنا الملوع قد لبسـت سـوادي
يارب أنت وصلتهم صــلني بهـم ---"فبحقهـم" يـا رب فُــــك قيـادي
فإذا وصلتـم ســــــالميـن فبلغـــوا ---مني الســلام أُهيـل ذاك الـوادي
قولوا لهـــــــم عبـد الرحيـم متيـم ---ومفـــــــارق الأحـبـاب والأولاد
صلى عليك الله يا علـم الهـــــــدى--- ما ســار ركب أو ترنـم حـادي
قصيدة لعبد الرحيم البرعي