بطاقة حب الى فارس الكلمة : الشيخ لطفي الياسيني !! بقلم:ابن الشاطيء
------------------------------------------
.. ايها البيدر الممتد بين سنابل الشمس و حرير الفجر الشارب خمرته من خيوط القمر المتهدلة على شرفات الصباح .. تجيء الينا كل يوم ، و نراك تقف هناك على قارعة الشوق .. تتمشى على خيط الانتظار القصير حاملا معك كل مناديل الفرح الملونة من اطياف قوس قزح .. مناديل قدت من اجنحة طير طروب ترف في سماءنا الناعسه لمزيد انتشاء و عبور الى المتشهى من الامل و الحب .. تحضر الينا ايها الرجل الماطر ! و في سلتك كل الاناشيد .. نشيد المطر ، نشيد الشجر ، نشيد السواقي .. نشيد الثوار .. تحضر عند كل صباح و عند كل مساء ، تحمل على كتفك اجولة الحنطة الباذخة و هي تنهمر من اكفك البيضاء .. الخضراء ، و ترانا نهرع اليك كاننا حمائم نلتهم حصتنا من حبات قمحك الذهبية .. نلتقطها بمناقير مشاعرنا العطشى و عقولنا الجوعى كي نبقى على قيد امل .. عمل !! فاصنع لنا من دقيق كلماتك خبزا للجياع .. اجعل حروفك سيالة معتصرة من وجدك المستفيض و عبيء منا السقاء ..!
.. يا شيخنا ، يا كروم العنب الشامخة ، اجمعنا تحت عريشك و اطعمنا من قطوفك المكتنزة .. الثرية .. بكل رحابة عطاء و حفاوة سخاء .. و انصب لنا من عبائتك المعتقة برائحة الياسيمن و الليمون ظلا ظليلا وقاية لنا من برد الشتاء و حر الصحراء ..
.. يا شيخنا توقف قليلا و افرد لنا كوفيتك البيضاء كي نصلي فروضنا الخمسة .. قف امامنا و رتل على مسامعنا ما شئت من سور الحب ، الحكمة ، الموعظة الحسنة .. و ادعوا لنا بالقبول العاجل ..
.. اعرنا قماشك اللغوي الزاخر كي نكتب ما تيسر لنا من شجون و هموم .. و اعطنا بعضا من مفرداتك كي نستر بها بعضا من عورات اشعارنا و خواطرنا ، علها تبلغ سن الرشد !! كي لا يتسنى لها اكمال نضجها اللغوي في حاضنات الخداج ..
فامض بعزيمتك الراسخة و اكتب ما شئت .. انكت في جراحنا كثيرا .. شد عنا غطاء راسنا .. اصفعنا .. اصرخ في اذاننا و اكتب على قماشك اللغوي ما تسنى لك من عبارات الفرح .. القدح .. و لكنك ستكون في غاية الحنو و العطف و انت تضمد جراحنا و تستر عوراتنا و تدثرنا بمواعظك و نصائحك الحكيمة .. نعم ستضمد جراحنا بملح الكلمات الشافية و هي تحملنا الى فجر اكثر اشراقا ..
تعال الينا !! ادفع لنا بكل وصاياك ايها الغيور على امتك و شعبك و وطنك و لا تلتفت الى من يرمون في طريقك حجارة الانتقاد ! و اشواك التراجع .. و ليكن قلمك دائما خارجا من غمده ، فحبرك لم يزل سخيا و فيه الكثير من الضوء و كثيرة هي الاوراق المتعطشة الى نبيذ محبرتك و مسامتها مفتوحة لمزيد انهمار ..
يا شيخنا الجليل .. لقد تذوقنا خبزك الطازج و هو يخرج من تنور عطاءك ، فارمي الينا مزيدا من تلكم الارغفة حد الشبع و ابقي لنا جرار زيتك البلدي مصفوفة كي نغرف منها حاجتنا في كل وقت و كل حين .. و لا تقطع مجيئك الينا ، فقد تعودناك ، احببناك ، فاطرق مسامعنا انى شئت و اجلس في باحة قلوبنا متى شئت ، فرائحتك الزكية و نفسك الطهور و قصائدك و خواطرك تشيع في نفوسنا البشر و الطمأنينة ..
فسلام عليك ! ابثها اليك صادقة و من ورائها اكاليل غار مركونة على ضفاف نهرك الجاري ..