القدس تهود جهارا -1-

القدس تهود جهارا -1-
----------------

منذ أزيد من قرن من الزمن، يواصل الكيان الصهيوني محاولاته المستمرة لتهويد القدس العربية الإسلامية وفق مخطط مدروس ونهج واضح ومرسوم على مرأى ومسمع من العالم بأسره. وتتمثل هذه المحاولات أساسا بهدم المسجد الأقصى وذلك من خلال الحفريات التي يقوم بها الصهاينة بغرض إنشاء مدينة سياحية تحته حسب ادعائهم، وقد أكد الشيخ رائد صلاح بعد رؤيته لتلك الحفريات أن الأقصى مهدد بالانهيار في وقت قريب.

ويبدو أن هذا الوقت محدد مسبقا من قبل العدو في زمن يكون فيه العالم وخصوصا العرب والمسلمون مشغولون بخطب آخر قد يكون من صنع اليهود أنفسهم. ومع ذلك تجدنا لا نزال نسعى وراء سلام زائف لن يجر نفعا للفلسطينيين. وهكذا كلما تنازلنا عن حق أصر اليهود على باطل لهم مقابل وعود مزعومة.

ولقد ساعدت الظروف العالمية والمحلية في نجاح وتوسع المخططات الصهيونية، وتتمثل تلك الظروف التي سنفصلها لاحقا في الاستسلام الفلسطيني والعجز العربي والوهن الإسلامي والغياب العالمي والتفرد الأمريكي أيضا. لكن بالنظر إلى سنن الله في الكون وقراءة التاريخ من قبل، يتبين لنا أن دوام الحال من المحال، وهو ما عبر عنه القرآن في صورة عامة: (وتلك الأيام نداولها بين الناس) (آل عمران: 140).

- الاستسلام الفلسطيني

دفع الاستسلام الفلسطيني الذي سببه الوهن الذي أصاب بعض النفوس واليأس الذي تسرب إلى بعض القلوب من تخاذل العرب وتواطئهم مع الأعداء ، وكذلك الرعب من البعبع الأمريكي الذي يساند ابنه الصهيوني المدلل واستطالة الجهاد وكثرة تكاليفه وضحاياه إلى مسارعة عدد من القادة الفلسطينيين إلى قبول المعاهدات الخادعة التي عرضها الصهاينة الماكرون تحت عنوان "الأرض مقابل السلام"، فلم يغنموا لا بالأرض ولا بالسلام، وإنما ظل اليهود محتلين أو محاصرين لكل الأراضي الفلسطينية وخصوصا أرض القدس الشريفة، ولا زال الاستيطان يتسع وينمو في كل مكان في فلسطين والمنازل الفلسطينية تهدم على أصحابها، ولا زال عدد اللاجئين يزداد يوما بعد يوم، ولا زالت مشكلة الحدود عالقة إلى يومنا هذا...

وقد أصبح هدف الكيان الصهيوني بعد أن أصبح كل شيء بين أيديه أن يضرب الفلسطينيين بعضهم بعضا وأن يسلط بعضهم على بعض ليقف متفرجا على صراع الإخوة ولكي تتحول بندقية الفلسطيني إلى صدر أخيه عوض صدر عدوه، وقد طلب بصراحة من السلطة تدمير حماس وجعل ذلك شرطا أساسيا للجلوس على طاولة السلام المزعومة.

وفي ذلك الحين، لا زال الصهاينة يواصلون مخططهم المدروس لتهويد القدس وتفريغها من العرب ومحو آثارها الإسلامية، في حين يكتفي العرب بالشجب والتنديد الذي لا يجدي نفعا، ولم يعد من هو قادر على التصدي لهؤلاء الصهاينة الجبابرة سوى الشباب الفلسطيني الذي ليس له هم بعد الشهادة غير بث الرعب في نفوس اليهود. فما كان لهؤلاء الصهاينة إلا أن ينتقموا منهم بتصفية الواحد تلو الآخر بطرق مخزية وشنيعة وتهديد كل من يشكل خطرا عليهم.

ولا أظن أحدا قادرا على تحرير الأقصى وتخليص الأرض المباركة من الاحتلال غير الشعب الفلسطيني المجاهد الرافض للاستسلام الممثل أساسا بأبناء حماس وإخوانهم في الجهاد المقدس. ولا ريب أن الاستسلام الذي جر إليه الفلسطينيون قد دنا موعد انتهائه وقد اقترب أجل الانتفاضة الشاملة التي ستجمع السلطة والشعب جميعا في وجه عدوهم الصهيوني الموحد.

القدس قضية كل مسلم
الشيخ يوسف القرضاوي
-بتصرف-

» https://www.facebook.com/Tayyar.org/posts/10155000363487125 وفاة بطل القضية الفلسطينية ومطران القدس في المنفى إيلاريون كبوجي انتقل من القدس الأرضيَّة إلى القدس السماويَّة، المثلَّث الرحمة المطران إيلاريون كبوجي مطران القدس في المنفى والنائب البطريركي العا
» رئيس بلدية القدس يرحب بسفارة فلسطينية في القدس ويرفض تقسيمها
» القدس زهرة المدائن فيروز ...وصور من سلسلة قراء حول اسوار القدس
» حديث جريدة القدس الفلسطينية / أنقذوا شركة كهرباء القدس
» القدس موطننا القدس منزلنا / للاستاذ الشاعر عدنان عصفور

صفحة 1 من اصل 1