انتهت محاولات انجلترا لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى بعد أكثر من نصف قرن بخيبة أمل مهينة بعد الخروج من الدور الأول للتصويت والحصول على صوتين فقط من أصل 22 صوتا لأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (الفيفا) أمس الخميس.
وأحد هذين الصوتين جاء من جيف طومسون ممثل انجلترا في اللجنة التنفيذية وهو ما يعني أن حملتها التي استمرت لعامين وكلفت 15 مليون جنيه استرليني (23.43 مليون دولار) لاستضافة نهائيات 2018 أي بعد أكثر من 52 عاما على الاستضافة الوحيدة في 1966 استقطبت صوتا وحيدا فقط من الخارج.
ويرجح أن صاحب هذا الصوت هو الياباني جونجي اوجورا الذي سبق وأعلن تأييده لانجلترا بينما يبدو واضحا أن أصواتا أخرى وعدت بها انجلترا ذهبت لعروض أخرى لتفوز روسيا بتنظيم تلك النهائيات في النهاية.
وكافح طومسون للتغلب على صدمته وهو يحاول توضيح هذا الفشل الذريع حين قال لرويترز "لا أصدق ما حدث.. بالتأكيد أشعر بخيبة أمل بالغة. من الواضح أن الأصوات التي وعدنا بها لم تكن لنا. لم أتخيل مطلقا أن نخرج من الدور الأول."
أما ديفيد دين الرئيس الدولي للعرض والذي سافر حول ا لعالم عدة مرات سعيا للحصول على أصوات أعضاء في اللجنة التنفيذية فقال لرويترز " أشعر بالصدمة. كنت أعرف أننا نواجه عقبات وكان من الواضح أنها ستكون مهمة صعبة. لكننا لم نتوقع خسارة كهذه.. ولا حتى في أسوأ كوابيسنا."
وأضاف "اعتقدت أننا سنصل للجولة الثانية أو الثالثة (من التصويت) على الأقل لكن هذا لم يحدث. مثلما هو الحال في كرة القدم.. في أرض الملعب أحيانا لا يفوز الفريق الأفضل. علينا أن نرى مكمن الخطأ لكن عناصر معينة لم تساعدنا."
واعتبرت لجنة التفتيش التابعة للفيفا عرض انجلترا الأفضل بين جميع العروض الخاصة باستضافة كأس العالم 2018 كما تفوق على عرض روسيا والعرضين المشتركين لاسبانيا مع البرتغال وهولندا مع بلجيكا في تقرير اقتصادي مستقل يتعلق بالإيرادات المستهدفة.
لكن أعضاء اللجنة التنفيذية تجاهلوا تلك النقاط وهو ما يعني أن مهد كرة القدم لا يمكنها أن تحلم باستضافة كأس العالم قبل 2026 على أفضل تقدير.
ووقتها فقط قد تلتئم الجراح التي خلفتها هذه الهزيمة القاسية.
وبعدما أعلن سيب بلاتر رئيس الفيفا فوز روسيا باستضافة النهائيات وبدأت التفاصيل الكاملة لهزيمة انجلترا في الظهور لم يكن هناك شك كبير في سبب الإخفاق.
فقبل أسابيع تسبب تحقيق نشرته صحيفة صنداي تايمز البريطانية إلى إيقاف اثنين من أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا بعد مزاعم بأنهما عرضا بيع صوتيهما قبل أن تبث هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) برنامجا وثائقيا أضافت فيه مزاعم أخرى بفساد في الاتحاد الدولي.
وكأنما لم يكن هذان السببان كافيين لإجهاض محاولات انجلترا ليقتحم جمهور مباراة في كأس رابطة الأندية الانجليزية في برمنجهام مساء يوم الأربعاء في بين الغريمين المحليين برمنجهام سيتي واستون فيلا ويلحق مزيدا من الضرر بمصداقية عرض انجلترا.
وبدا الذهول على وجه لاعب الوسط الانجليزي ديفيد بيكام الذي قدم عرضا رائعا في تقديم ملف بلاده.
وحين سئل إن كانت مزاعم الفساد قد أضرت بالعرض قال بيكام قائد انجلترا السابق "لا أعرف.. ربما يجب ان توجهوا هذا السؤال للاعضاء."
وكان عرض انجلترا يسير بخطى ثابتة حتى نشرت صنداي تايمز مزاعمها بشأن الفساد في الفيفا.
لذلك فإن الوعود بتحقيق إيرادات قياسية للفيفا وامتلاك الاستادات والبنية التحتية لاستضافة نهائيات رائعة لم تكن كافية لإنقاذ عرض انجلترا التي عانى فريقه الوطني لتحقيق نتيجة إيجابية منذ تتويجه باللقب على أرضه.
واليوم منيت سلطات البلاد بانتكاسة لا تقل وطأة لتؤكد وضع انجلترا بين المنافسين الذين قدمت لهم اللعبة الأشهر في العالم.