وجدتني أكتب

بسم الله الرحمن الرحيم
وجدتني أكتب .. لست أدري.
ليتكم تدرون كم هي مؤلمة وممتعة في آن لحظات مخاض المرأة عند الولادة.. سعادة تخرج من جوف الألم.
وإن كان المخاض يُبشر بأنثى، اختلفت متعته، واختلف ألمه عن مخاضٍ يُبشر بذكر. هكذا.
والقبلة أيدري أيٌّ منكم سرها، فهذه قبلة على يدي والِدِينا،
وهذه قبلة من والدة لوليدها، وأخرى من جدٍ لحفيده، وهكذا دواليك،
تتعدد القبل، وهل يدري أحدٌ كيف اختلف طعم القبلة ومذاقها، وفرحتها، ومتعتها، وكيفيتها؟
تلامس الأنامل، أيكم يدري كنهه، إن كان بين زميلين (ذكر أو أنثى)،
أو صديقين حميمين، أو لقاء بعد فراق بين حبيبين،
ولقاء الأكف بكل صوره وأشكاله، أيدري أحدكم كيف تنتقل المشاعر والأحاسيس عبر وسائط الكف والأنامل،
وكلٌ له إحساسه، ولغته، ومعناه. ؟
لغة العيون، والتي هي لغة عالمية، ولا تحتاج إلى مترجم، ولا تكذب (إلا عند المنافين المحترفين النفاق)،
ومن أبدع صنع سهام الريف التي ترشق القلوب، ودمعتها، والتي لها ما لها،
وفي جميع الأحوال هي نظرة، وهي دمعة، ولكن كل منها يختلف عن الآخر في كثير من المعاني والتعبيرات؟
ونظرات الأطفال غير نظرات الذين شارفوا على الانتقال إلى سن الشباب،
ونظراتهم في مرحلة عمرهم الحرجة، كلُ له مدلول ومعنى يختلف.
فكروا وتدبروا في آياتِ الله سبحانه وتعالى..
قال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ فصلت: 53
أسأل الله أن يروقكم ما جال بخلدي
ونقلته منه إليكم.
أبو الفرج تميم فرج