منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشاعر لطفي الياسيني

لطفي الياسني ،منتدى لطفي الياسيني شاعر المقاومة الفلسطينية
 
الرئيسيةبحـثدخولالتسجيل

أختر لغة المنتدى من هنا


 

 دمعة الشاعر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ليفربول
ليفربول


الإدارة العامة
الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : وسام الإدارة
فلسطين
دمعة الشاعر Bookwo11
ذكر
المشاركات المشاركات : 8418
نقاط نقاط : 142174
التقييم التقييم : 200
العمر : 33

دمعة الشاعر Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: دمعة الشاعر   دمعة الشاعر I_icon_minitimeالثلاثاء 13 أبريل 2010 - 21:01


دَمْعَةُ الشّاعِرِ
صلاح بن عياد
4/13/2010

ما دفعني للبتّ في شأن هذه الدّمعة هو مشاهدتي لها في كم مناسبة من كم شاعر. إنها دمعة ليست كالتي نعرفها، بل نحن لا نعرفها لغموضها، إذ هي ليست لسان الحزن ولا الفرح ولا هي بينهما. كأنّ لها منطقا خاصّا أو كأنها تثور على كلّ منطق. إنّها تنحدر من عينين متفرّدتين في نظرتهما للأشياء، من تلك العينين اللتين تستلاّن الصّورة الشعريّة العجيبة من أيّ شيء. إنّها تنحدر على الخدّين في بطء متعمّد كأنها تريد قول كلّ شيء قبل أفولها والتحاقها بركب الدّمعات الأخرى.
الشاعر بكّاء بطبعه وبكاؤه نزوة شعوريّة. يبكي بلا سبب وإن كان لسبب فهو ليس كالأسباب المعهودة. الشاعر كائن 'يبكي من القلب' كما يقول'فرلين' Verlaine الشاعر الفرنسي البكّاء بدوره. من القلب الشعريّ الأكثر غربة ووحدة تنزل تلك الدّمعة التي تدفعني للكتابة ولأتساءل: ما هي؟. هل هي بنت الوعي أم بنت غيره وليكن من بين غيره ذاك الوعي الحادّ الذي ليس في متناول أيّ كان؟ هل هي استرضاء للقصيدة المطلقة التي لا تكفّ عن الحفر في الدّاخل الشعريّ؟ أم هي فكرة لا يُعبّر عنها لغة وما هي سوى لسانها المائيّ الشفّاف؟ أم لعلّ لها ورقة خاصّة تنحدر من أجلها؟.
من الدّموع الشهيرة التي هي نوع من العمل الإبداعيّ المستقلّ بذاته 'دمعة محمود درويش' التي سالت في المسرح البلدي في أواسط التسعينات من القرن الماضي في أمسية شعريّة رفقة سميح القاسم، تلك الدّمعة التي كانت بطلا يلعب دوره فوق خشبة المسرح المهيب، كنت حاضرا ساعتها وقد لعبت دورها في نفسي أعواما شعريّة عديدة. أو 'دمعة' الشاعر الفرنسي 'رامبو' التي اتّخذ منها عنوانا لقصيدته فيها يعقد علاقة بين السّماء المغيمة والعينين وبين المطر والدمعة، فكنّا طوال مراهقتنا نحفظ تلك القصيدة كسقاء لعطش البكاء الإنساني اللذيذ الذي نصاب به حقبتئذ.
لنكن مسلّمين أن الشعراء العرب القدامى من أكثر البكّائين على وجه البسيطة إذ يمثّل بكاؤهم واجبا شكليّا ومعنويّا منه تنطلق القصيدة ونقصد المفتتح البكائيّ الطلليّ المعروف. كأن يقول امرؤ القيس:
قفا نبك (إلى آخر البيت) أو طرفة بن العبد الذي ينصحه صحبه بقولهم 'لا تهلك أسى وتجلّد' أو قول بن الأبرص في معلّقته 'عيناك دمعها سروب...كأن شأنيهما شعيب' وهو بكاء لم يفارق اللاحقين ومنهم المتنبّي إذ لا يسلم العديد من قصائده من انسياب تلك الدّمعة ولو كان رمزيّا ففي مطلع من مطالع قصيدة له ها هو يختصر مادّتنا بقوله:
دمع جرى فقضى في الرّبع ما وجبا لأهله وشفا أنّى ولا كربا.
تترقرق دمعة الشاعر وتتلألأ لذلك كثيرا ما شبّهت بالجوهرة النّفيسة كقول الشاعر 'أنثر دمعتي نثر الجمان' وعلى ما يبدو فليس هذا النوع من الدمع سوى لذة يتفرّد بها الشاعر عن غيره من البكّائين كقول ابن الرّومي (المنسرح):
أصبحت لي دمعة رأيت بها رشدي وقد كنت زائغ البصر.
هل هي دمعة العمق والحكمة؟. دمعة تجيء من الوعي الثقيل بالعالم، ابن الرّومي الذي لم يمدح أحدا بل وكان موته بسبب هجائه للسّاسة إذ عمد وزير المعتضد إلى دسّ السمّ له اتّقاء لسانه الحارّ، ها هنا فقط سنعتقد أن دمعة ابن الرّومي هي دمعة ثقيلة وحمّالة معاني عميقة فالدّموع 'بتلات القلب' كما يقول الفرنسيّ 'بول ايليوار'.
دمعة الشّاعر من طينة وجوديّة، ها هنا تتّضح فرادتها, البكاء على الأطلال بكاء وجوديّ كما حمّله الكثيرون وإنّا من أنصار هذا الاعتقاد. فما تكون دموع الحصري أو دموع الخنساء أو دموع المجنون إن لم تكن وجوديّة؟ ستكون مشابهة لدموع 'فيكتور هيجو' على ابنته المتوفّاة في ربيع العمر، هيجو الذي يقول 'الإله يقطر قطرة قطرة من السّماء، ودمعة دمعة من أعيننا'، ليقول قاصدا دمعة ما نقصد أي الشّاعر 'إنك تستطيع أن تجفف دمع عينيه لكن سيظل الدمع يتقاطر في مكان آخر منه.' لأنّه يظلّ يبكي بكاءه الفريد والغريب، فله من الكلمات ما يبكي ومن الدّموع ما يتكلّم.
في التّراجيديّات اليونانيّة العظيمة تعاظم البكاء وبلغ أوج المعاني مثله مثل بكاء فرسان العصر الوسيط الأوروبي، دمعة دليل عن الحبّ الذي لا شفاء منه ولنتذكّر 'المجنون' عرضا فدمعته قد نخصص لها مادّة كاملة إذ يقول'أنّ دموع العين يوم تحمّلوا/ جمال على جيب القميص يسيل'، بيت ورد في 'كتاب الأمالي' لأبي علي القالي.
دمعة الشّاعر ما يدفع للكتابة، أو قل كتابته دمعة كبرى وفيما عدا ذلك 'ماذا تصبح الدموع التي لا نسكبها'؟ ولا نكتبها، ها هنا نتساءل مع أبراهام كاولي abraham cowly الشاعر الانجليزي (1618-1667)، دموعه ما هي سوى موسيقى يرقّ لها القلب. بكى جمهور درويش في المسرح البلدي التونسيّ، لأنّها دمعة لا تشبه دمعات أخرى ولازال النّاس يتحدّثون عنها لأنّها موقف أو قصيدة تبكى ولا تكتب، فلا عجب أنّ نجد على الشبكة العنكبوتية فيديوهات لدمعة درويش يحلو للمتفرّج مشاهدتها ولمس عمقها الشعريّ.
كأنّها مطر في سماء بداخل الشّاعر، بعد تلك المطر تطلع ألوان قوس قزح هكذا يرى الفرنسيّون في حديثهم عن البكاء. أمّا 'ستاندال' الرّوائيّ الخالق لأبطال لم يسلموا من البكاء أمثال بطله الأشهر 'جوليان سورال' في روايته 'الأحمر والأسود' فيقول' الدّموع هي ابتسامة وقد بلغت أقصاها'، ها هنا تتداخل مادّتنا وكلّ دمعات شعرائنا العرب الميّالين أن يكونوا أكثر الكائنات حزنا.
الدّمعة تلك لحظة شديدة الصفاء والنقاء. 'لي عبرة في الخدّ سائرة وبيت سائر'، هذه دمعة أبي تمّام الموازية للبيت الشعريّ، هذه دمعة الشاعر الواضحة، الشاعر الذي لا يكفيه لسانه ولا قلمه في فيضان المعاني. هناك دمعة تجري وراء قناع ما أو قل دمعة محبوسة لا ترى يسبح فيها الشعر كما يشير 'سانت اكزوبيري' Saint Exup'ry هذا الرّجل الذي يعتبر أن الدّموع 'نوع من البلاد العجائبيّة'.
تدخل الدّمعة إذن في الجانب الفرجويّ أو المسرحيّ للقصيدة، هي مؤثّر خارج المكتوب من الشعر أو هي فشل الشّاعر في التعبير عن نفسه أو هي علامة على معضلة الشاعر مع اللغة فلا يجد سوى أن يبكي أو يتلعثم حال أبي الصوفي الشاعر العمّاني الذي ربّما اضطرّه الحال أن يكون شاعرا للسلطان ثمّ لابنه (تيمور) في نهاية القرن التّاسع عشر مع أن شعره أرحب من ذلك إذ يقول:
ما هذه الأيام إلا عبرة حار اللبيب لها وضاق المذهب
ها هنا تصبح تلك الدمعة السائلة مادّيا أو رمزيّا من عين الشاعر معنى للأيّام وفي لجّ تلك الحيرة كأننا نسلّم بغموض تلك الدّمعة.
هل نستطيع البكاء والتفكير في نفس الوقت؟. ذاك ما سنلمسه عند الرومنطقيين الذين يكتبون بكاء ويبكون كتابة. قد يقال أن 'الدمعة تمتصّ الفكرة' لكننا هنا نتحدّث عن دمعة تشبه إلى حدّ بعيد دمعة مراهقتنا في عفويتها إنها ترافق الفكرة كما ترافق الموسيقى الكلام المغنّى. 'الشعر ذاكرة طافية فوق الدّموع كما الموسيقى ذاكرة طافية على البحر'، هكذا يقول 'ميجال أنجال أوستورياس'الشاعر الغواتيمالي المتحصّل على نوبل 1967 بل ما تلك الدّمعة سوى نقاء ينعم به القلب، فهي له كما الماء للسمكة هكذا يقول فلوبير الذي بكى في أكثر من مناسبة مع أنه روائيّ.
الدّمعة تلك دليل على الحياة. ها هنا نلتقي مع 'روني شار' الذي يعتبر البكاء مناسبة للاغتسال ولتجديد النظام ذلك لأنّ الشاعر ليس من سكان الكلام فقط إنه يسكن الأحاسيس أيضا. قلب الشاعر، وهو يبكي لا يمكن أن يكون إلا خلال نافذة تطلّ على العالم. أمّا دمعته تلك فهي جوابه الوحيد على أسئلة تأتيه إلى حدود تلك النّافذة. على تلك النّافذة يصمت الشاعر الصّمت الذي يوزن بميزان الدمعة.
شاعر مثل 'هنري كالاي' Henri Calet الرّوائي الفرنسي المتوفى سنة 1956 يقول: 'لا ترجرجوني كثيرا فإنّي مليء بالدموع' سيعلن عاليا أن الشاعر كائن قدّ من بكاء. وها هنا فقط نفهم تلك الدّمعة ونجلّها. لذلك كثيرا ما يعتبر طفلا يبكي لأيّ شيء. ولأنّ الكتابة بكاء لا تنتظر منديلا من أحد فإنّ الشاعر يبكي دون أن ينتظر مواساة من أحد، يبكي من أجل البكاء. يبكي من أجل 'خصوبة المستقبل' على رأي 'ألفراد موساي'.
يبكي 'أراغون' لأنه يفتح دفتر العناوين القديم. ويبكي 'دانيال بانّاك' عندما يتفرّج على الأخبار ويبكي بشار بن برد من حمّاد لا لأنه هجاه بل لأنّه يرى 'بشارا' وبشار لا يراه (كتاب الأغاني)، إلى ما لا نهاية من تلك الدّمعات الشعريّة.
لأن الشّاعر يعرف تلك الدّمعة فإنه لا يستطيع الصبر عليها عند رؤيتها فهي قادح عظيم لأن يكتب أو لأن يُجنّ، فانظروا إلى الكات الفرنسي فريديرك بايقبيدير Fr'd'ric Beigbeder المولود سنة 1956 الذي يقول: 'أستطيع مشاهدة الحضارات وهي تندثر، المدن تلتهب أو الكواكب تتفجر أستطيع رؤية كلّ ذلك دون تفاعل. لكن دلوني على دمعة تسيل فوق خد امرأة لتفعلوا بي ما تشتهون'.
أو لنتذكر بطل 'نيكوس كازنتزاكي' ضحية دموع النساء 'زوربا الإغريقي' إسفنجة دموع المرأة ذاك الذي يجوب الأرض فقط من أجل أن يكفكف دموع الوحيدات المتلظيات فوق فراش الوحدة.
قد تكون الدّمعة أرقى أشكال التعبير الإنسانيّ، سنعثر عن الدّمعة الأولى أو الدمعة الأخيرة التي شهدناها أو شاهدناها في المنجز الشعريّ العالميّ وحتّى الرّوائيّ، من الشعراء من حوّل الدمعة تلك إلى مخلوق ملائكيّ شفّاف ومقدّس ومنهم ألفراد دو فينياي Alfred De Vigny الذي خصّص لدمعة المسيح التي تحوّلت إلى فتاة تحمل اسم 'إلوا' Eloa ملحمة شعريّة تمتدّ على أكثر من سبعمائة بيت.



شاعر من تونس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لطفي الياسيني
لطفي الياسيني


أمير المقاومين

أمير المقاومين
معلومات إضافية
الأوسمة : شاعر متميز
فلسطين
دمعة الشاعر Pi-ca-10
ذكر
المشاركات المشاركات : 78683
نقاط نقاط : 701606
التقييم التقييم : 313
العمر : 118

دمعة الشاعر Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رد: دمعة الشاعر   دمعة الشاعر I_icon_minitimeالأربعاء 14 أبريل 2010 - 17:11

جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
ادامك الله ذخرا لصرحنا الشامخ شموخ الكرامة العربية
باحترام اختك
كريمة الشاعر الكبرى
فلسطين
ام ادم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دمعة الشاعر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
«أستعرض الموضوع السابق | أستعرض الموضوع التالي»

خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
 Konu Linki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 Konu HTML Kodu HTML code
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ دمعة الشاعر ] مخالف ,,من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشاعر لطفي الياسيني :: القسم الأدبي ::  الشعر والشعراء-
انتقل الى: