ذكريات لاجئ

ذكريات لاجيء

يـوم الرحيل لامشفــق ولا اشفــاق...والكــون مظلـم فــأصبنـي اختنــاق

هجّـرتُ مـن أرضــي قهـراوعنــوة...ومنــذ ذاك اليــوم حــزن وفـــراق

وافترشت الأرض والتحفت السمـا...وكــان الوضـــع مُـــذلا لا يطــــاق

ووُضعـت فــي المخيمــات لاجئــا...وأرضـــي ينعــــم بهــــا السـُـــرّاق

الكـل من حولي كاذب لم يبـق لي...إلا الْمُنَـــى والخيمــــة والإخفـــاق

البـردُ والخيمــة المشرّعـة للهــوا...حولـي وقلبــي والجـــراح رفـــاقُ

هنا الدُّجَى يَسطوعلى الخيمة كما...يسطـوعلى المستضعـفِ العمــلاقُ

فلمن هنـا أُصغي وكيـف وما هنا...إلا أنا،والصمتُ رفيقـي والإطـراقُ

وأم تئـن مـن شــدّة الآلام لكنهــا...لذكـــرى أيـــام الحصـــاد تشتــاق

وصبيـة الجوع ينهش أجسادهم... ولخبـــزالقمــح هـــم قــد اشتـاقـوا

والشيــخ تعلــوالآهـــات صــدره...حديثـه عـن ارضـه بلســم وترياق

أغفى الوجـودُ ونامَ سُمَّارُ الدُّجَى...إلا أنـــــا واليــــأس والأشــــواقُ

وحدي هنا في الليلِ ترتَجفُ الْمُنَى...حولي ويرتعش الجـوى الخفّاقُ

يصبرنــي على مــابي مـن النـوى...الاه عـادل رحيــم لعبـاده رزّاق

و خـلـف الخيمة هنا بستـانٌ ذوتْ... أغصــانُــه وتَهَــــاوَتِ الأوراقُ

فكــأنـه نعـــشٌ يَمـــوج بصمتـــهِ...حُلــمُ القبـورِ ويعصِـفُ الإزهــاقُ

نَسِـيَ الربـيعُ مكــانَـه وتشـاغلتْ...عنــه الحيـــاةُ وأجفــلَ الإشـراقُ

عُريان يلتحـفُ السَّكِينةَ والدُّجَـى... وتئـنُّ تَحْــتَ جـذوعِـهِ الأعـراقُ

حاله حالي لامؤنس غريب عيشه...يحـنّ للماضي يرويه ماء رقـراق

والليـل يرتَجـل الهمـومَ فتشتكـي...فيـه الجــراح وتصــرُخُ الأعماقُ

والذكــريــات تتجلىُ فيه وتَنْثَنِـي...ويتيـــه فيـــه الحـــبُّ والعشّـاقُ

الأشـواقُ تتغــازل فيــه وتلتقـي...ويضــمّ أعطــافَ الغــرامِ عِنــاقُ

والنّـاس تَحْــتَ الليـلِ : هذا ليلُهُ...وصـــلٌ وهــذا لـوعــةٌ وفـــراقُ

أناجـي الليـل وأبـث لـه حـرقتـي...على وطــن أضــاعـه آثــم أفّـاق

والحـبٌّ مثل العـيش:هذا عيشُهُ...تَــرَفٌ وهــذا الجــوعُ والإمــلاقُ

فـي النَّـاسِ مَـنْ أرزاقُـهُ الآلاف أو...أعلــى وقـــومٌ مـا لَهــم أرزاق

هذا أخي يَـرْوَى وأَظْمـَأُ ليسَ لي...في النَّهْـرِ لا حَـقٌّ ولا استحقـاقُ

وتسوَدّ ُالحياة ببعدي عن موطني...أبكـي خيـراتـه وأنـا لها مشتــاق

يا حسرتي هل أموت في غـربتي...منتظـر العـودة وأملهـا البـرّاق

لا بــارك الله فــي بلفـور ووعــده..أعطى البلاد لصهيون لأنه بواق

لومي على أمتي مــازالت واثقـة...بالغرب لم يوقظها الكذب والنفاق

اقف اجلالا لعبق حروفك وابحارك في مكنونات
الذات الانسانية فاجدني عاجزا عن الرد حيث
تسمرت الحروف على الشفاه جزيل شكري وتقديري
لما سطرت يداك المباركتان من حروف ذهبية
دمت بخير

حبي واحترامي وتقديري لمعلمنا وقائدنا وعميد شعراء المقاومة
الدكتور لطفي الياسيني اطال الله عمره بشرفني ويسعدني مرورك
واطلالتك على بعض كتاباتي جزاك الله خير وبارك الله فيك استاذي
تلميذك الخلص محمد غلقم