تصريحات ايرانية مأزومة ونوايا ملغوم
ت علي عرمش شوكت
[size=32]تصريحات ايرانية مأزومة ونوايا ملغوم[/size]
تعددت في الاونة الاخيرة تصريحات المسؤولين الايرانيين العابرة او حتى تستحق ان تسمى متجاوزة للاعراف الدبلوماسية وللسعي في سبيل الوحدة الاسلامية، التي يدعون بها، والتي لا تحسب ادنى اعتبارللسياد العراقية باعتبارها تدخلاً سافراً في امور البلد الداخلية!!. وتأتي على السن شخصيات عسكرية وسياسية ذات شأن في النظام الايراني، بدأت بقول احدهم بان الجيشين العراقي والسوري ظهير للقوات المسلحة الايرانية، ويعقبه مسؤول اخر بتصريح مفاده ان ايران لن تسمح ببناء قواعد عسكرية امريكية في العراق، واخر ينطق بتصريحات استفزازية خارجة عن الادب السياسي، اما عضو المجلس الاعلى للثورة الايرانية " رحيم بور ازغدي " زعم بان ستة بلدان في المنطقة تحت قيادة المرشد " الخامنئي " وتصريحات اخرى قد جاءت على لسان "علي ولايتي " مستشار السيد ولي الفقيه "علي خامنئي" المرشد الايراني الاعلى، وكانت هذه المرة موغلة بالتجاوز على السيادة العراقية حيث قال حضرة المستشار بان ايران والعراق وسورية ولبنان هي جبهة مقاومة ضد الولايات المتحدة الامريكية، متجاهلاً بان العراق لازال مشتركاً بتحالف ستراتيجي مع واشنطن !!. وهنا لا نعلم ان كانت ثمة جبهة على هذه الشاكلة تمت بالخفاء،
ولم تنته هذه التعبيرات عن الاحلام الامبراطورية التي تجاوزها الزمن لدى المسؤولين الايرانيين بحدود الجانب العسكري فقط، انما تعدت ذلك الى الاوضاع السياسية الداخلية وبدت ساخطة على ممارسة العملية السياسية في البلد، حتى وان كانت بوضعها البنيوي المخرب والمغتصب من قبل القوى المتحاصصة الحاكمة، حيث قال هذا المستشار ( ان ايران سوف لن تسمح للشيوعيين والقوميين والليبراليين ان يحكموا العراق!! . ) وبعد هذه التخريفات فهل توجد في عالم السياسة اليوم،ان تدعي دولة عضو في الامم المتحدة باشرس واقبح من هذه النوايا الاستعمارية المتكالبة، التي يراد بها فرض الهيمنة على المنطقة. وقبل هذا وذاك تتلخص كل تلك العنجهيات بهدف شد عزائم التابعين والذيوم المرتعبة من غضب الجماهير المكتوية بخراب العراق بفعل الفساد والفشل واللاوطنية لدى الحكام، ولكن الادهى من ذلك هو موقف الحكومة العراقية والبرلمان العراقي الذي بدا مجسداً لذلك المثل القائل " السكوت من الرضا " اذن اين باتت الوطنية يا ترى لدى هؤلاء الحكام المتخاذلين..؟.
ظهر هذيان هؤلاء السياسيين الايرانيين يحمل اوجه عديدة، اذ يعني اول مايعنيه هو الخشية الصاعقة من ان تأتي الى الحكم العراقي القوى الوطنية المدنية الديمقراطية واليسارية، التي تكون مهمتها الاولى قطع الطريق على الفساد والغزو والامتداد الايدلوجي الديني المتخلف، الذي بهدف لاقامة دولة " الولي الفقيه " ومن جانب اخر لا تخلو من الدعاية الانتخابية المضادة للقوى الوطنية، كما انها ليست ببعيدة عن محاولة لتاجيج الصراع الايراني الامريكي المحتمل. وجعله خارج الحدود الايرانية، بغية ابقاء التدهور الاقتصادي والاجتماعي الداخلي مبرراً، بزعم وجود مخاطر خارجية . منطلقة كل تلك المخاوف من ما يعتمل من صحوة مدنية تقدمية في اوساط الجماهير العراقية والايرانية على حد سواء ، التي تجلت في الاونة الاخيرة، ولحد هذا اليوم، في التظاهرات الصاخبة المحتجة حول الاوضاع المعيشية المتردية بفعل الفساد والفشل وفرض الحجاب على النساء الايرانيات.
وبناء على ما تقدم من اقوال وحتى افعال ايرانية . اليس ذلك اجمالاً يعني تصدير" الثورة " الايرانية بصورة سافرة والتاكيد على فرض الهيمنة الاستعمارية ومحاولة لاستعادة الامبراطورية الفارسية التي طواها وامثالها التاريخ ، هذه التصريحات تاتي متزامنة مع اشتداد الازمة الداخلية الايرانية. وخلاصة القول هو الفزع الذي غدا يؤرق حكم ولاية الفقيه. فتصدير " الثورة " ربما يمكن بالادعاء والتدخل في شؤون الغير من دول المنطقة ، فليس من الممكن تصدير الازمات الداخلية ولا تصدير غضب الشارع الايراني الى الخارج. الا اذا هنالك نوايا ايرانية لاشعال حروب بين شعوب هذه المنطقة، وهذا ما يتناقض مع ادعاءات المستشار ولايتي بالعمل على الوحدة الاسلامية.