بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لماذا العراق.. تساؤلات؟!؛ شبكة البصرة د. سامي سعدون لماذا العراق؟ احتلال وتدمير واستباحة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لماذا العراق.. تساؤلات؟!؛

شبكة البصرة

د. سامي سعدون

لماذا العراق؟ احتلال وتدمير واستباحة العراق،التي مرت ذكراه قبل أيام، يحتم إعادة التساؤلات الجوهرية وعلى رأسها لماذا العراق تحديداً؟! كل ما قيل من أسباب عديدة تناولتها الأقلام كالطمع في ثرواته وبالأخص النفطية وتركيع شعبه واضعافه واضعاف العرب عامة امام بقاء اسرائيل الأقوى في المنطقة وما يرتبط بذلك من أسباب أخرى سيقت لها مبررات وذرائع واكاذيب كامتلاك عراق صدام حسين أسلحة دمار شامل وما قيل عن خطورته على دول المنطقة ومصالح الكبار وعلى السلام والامن في العالم واتخاذ احداث الكويت في 2 آب 1990 التي دفعوا لها ذريعة لشن عدوانهم الثلاثيني الغاشم عام 1991 واستمرار الحصار الظالم وصولاً الى الاحتلال في 2003، فهذه الأسباب التي استخدمت اعلامياً لشيطنة النظام الوطني ولتبرير جرائمهم العدوانية والاحتلال الغاشم تشكل إجابات مطروحة وصحيحة عن تساؤلنا! لكنها لم تكن الإجابة الأساس! فما حصل للعراق وما حل بشعبه من بلاء لم يشهد له العالم مثيلاً يتجاوز كل ذلك..فلماذا العراق!؟

الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما في خطاب الوداع قال "ان العهدين الجديد والقديم تحدثا عن خطورة العراق اليوم وعن عقوبة الرب لطغاة هذا البلد، ولكي لا تتكرر جرائم وحشية كالاسر البابلي "اكملت المهمة (يعني جريمة بوش الابن) بالإبقاء على وجود لنا في العراق بعد ان جعلناه قسمة بين ميليشات شيعية تقمع السنة وتأخذه بعيداً عن محيطه العربي"!!؟ وانسجاماً مع هذا المخطط أضاف أوباما "اننا قررنا انهاء الخلاف مع ايران بعد ان اكتشفنا انها غير مسلمة وان التعاون معها لكبح جماح الإسلام السني وهو الأكثر أهمية من برنامجها النووي، فنحيّنا الخلافات مع طهران وركزّنا على المشتركات واتفقنا على وضع الشعب العربي تحت التحكم" ولهذا عدّ أوباما ان ابرز إنجازات ادارته عام 2011 هي "وأد الربيع العربي لانه كان تهديداً لأمن صديقنا إسرائيل لان بقاءها هناك هو جزء من هويتنا،فحولّنا ليبيا الى دولة فاشلة وقضينا على ما يسمى بالوليد الديمقراطي في مصر، ومكنّا حلفاءنا الشيعة من استباحة سوريا واغراقها بالدم!" اذن الهدف الأمريكي والصهيوني ابعد واعمق للانتقام من العراق وشعبه فلم ينسوا الاسر البابلي، وان العراق جمجمة العرب بقوته وتقدمه يقوى ويعّز العرب وهو دعامة الإسلام والمسلمين فلابد، في حرب أمريكا وقوى الشر الاستباقية وترسيخ ثقافة القوة وبما يأتي بالمنفعة على المجمع العسكري الصناعي الأمريكي، لابد من ضرب هذه الدعامة بمشاركة المعول الفارسي الحاقد وهو ما يفسر اطلاق يد ايران الملالي في المنطقة واستباحتها العراق وتمددها على حساب العرب، وحتى مساعي ايران غير الخافية لامتلاك السلاح النووي لم تعد لدى الولايات المتحدة بأهمية حربهم على العرب والإسلام حتى وان فرطوا او اصطدموا بالحلفاء العرب؟! فايران حليفتهم وقد انحازوا لها ودعموها ضد العرب وامثلتها ايران ـ غيت او الكونترا بامداد ايران بالسلاح عبر إسرائيل في حرب الثمان سنوات على العراق! واوضحها تواطؤ الأمريكان وبالذات موقف الرئيس أوباما من تمرير اتفاق فيينا للبرنامج النووي الإيراني في نيسان/ابريل 2015! فحقيقة الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على العراق،كما وصفها المجرم بوش،هي حرب صليبية ابتدأت بالعراق وبعض الدول العربية وستمتد عربياً واسلامياً اذ يتفاخر أوباما انهم قضوا على الاف المسلمين بالطائرات المسيرة تحت عنوان الحرب على الإرهاب!واعتبر حكم الدكتاتوريات للعرب بانه افضل خيار للحد من خطرهم الكوني! وبفم ملآن قال:" ان الإسلام هو المشكلة"؟! وتندرج تهديدات الرئيس الجديد جو بايدن لتركيا حول الأرمن وتجريمها بمجزرة المليون ارمني ضمن ذلك متناسين ان دولتهم قامت على افناء اكثر من 100 مليون من الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين!! فلا حلفاء ثابتين لواشنطن بالنسبة للعرب والمسلمين خصوصاً فالاصطدام وارد، ولذلك على العرب ادراك انهم على القائمة وكذلك الدول الإسلامية (لا صاحب ولا حليف للأمريكان!) فصراع الحضارات يعنيهم بالأساس وتفرد الولايات المتحدة كقوة غاشمة في العالم لا يردعها الا الوقوف متحدين بوجهها وعوامل هزيمتها وتمزقها اليوم اكثر واقوى من عوامل بقائها.

شبكة البصرة

الاثنين 16 شعبان 1442 / 29 آذار 2021

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس