الصدر يريد تعهدا من الإطار التنسيقي بالسير في مبادرته قبل عقد أي لقاء مع قادته
العرب/بغداد- يرفض زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عقد أي لقاءات مع مفوض الإطار التنسيقي زعيم تحالف الفتح هادي العامري قبل الحصول على تعهد من الإطار بشأن إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، في خطوة من شأنها أن تزيد من تعقيدات المشهد العراقي.
وكان الإطار فوّض العامري للتواصل مع التيار الصدري وزعيمه بشأن الأزمة السياسية في البلد.
ويطالب الصدر بحل مجلس النواب والسير في انتخابات جديدة، كشرط لفك الاعتصام المفتوح منذ أكثر من أسبوع لأنصاره في باحات البرلمان.
ويحاول الصدر فرض رؤيته للتسوية السياسية في العراق، الأمر الذي يضع قوى الإطار التنسيقي في موقف صعب بين القبول بشروطه وهو ما سيظهرها في ثوب الطرف الضعيف، وبين تحدّيه وهذا سيقود إلى بقاء الأزمة مفتوحة على سيناريوهات سيئة.
وأعلن الصدر مساء السبت أن حل البرلمان بات مطلبا شعبيا وسياسيا ونخبويا لا بديل عنه. وقال زعيم التيار الصدري في تغريدة على حسابه في موقع تويتر:
ودعا هذه القوى إلى “وقفة جادة لإنقاذ العراق من الفساد والتبعية لتصحيح مسار العملية السياسية”. وقال “لنعمل على أفعال جادة وحقيقية ولنبتعد عن الحوارات الهزيلة، فالعراق بحاجة إلى أفعال لا أقوال، والشعب يصبوا إلى الإصلاح الحقيقي الذي ينقذه مما هو فيه من معاناة”.
ويشهد العراق منذ نحو عشرة أشهر انسدادا سياسيا على خلفية تباين مواقف التيار الصدري والإطار التنسيقي الذي يشكل المظلة السياسية للقوى الموالية لإيران حول طبيعة الحكومة المقبلة وشكلها.
وقام الصدر في خطوة مفاجئة في يونيو الماضي بإعلان انسحابه من العملية السياسية وتقديم كتلته استقالتها من البرلمان، قبل أن يتحرك لحشد أنصاره والنزول بثقله إلى الشارع.
ويرى مراقبون أن تحريك الزعيم الشيعي لأنصاره يشكل الورقة الأخيرة في جعبته في مواجهة خصومه من الإطار ولاسيما رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، مشيرين إلى أن فرص نجاح تمرير هذه الورقة وفرض واقع جديد متمثل في الانتخابات من عدمها تبدو متساوية.
ويوضح هؤلاء أن قادة الإطار قد يعمدون إلى الالتفاف على مطالب الصدر بتبني سياسة النفس الطويل، والرهان على إضعاف إرادة أنصار الصدر مع طول فترة الاعتصام، وقد يكون ذلك من الدوافع التي جعلت الصدر يتحرك لاستقطاب المزيد من أطياف الشعب ولاسيما المشاركين في احتجاجات 2019، الذين يرفض عدد كبير منهم الانخراط في لعبة لي الذرع الجارية.
وقال كرار الخزعلي أحد المشاركين في الاعتصام من محافظة ميسان “إن شاء الله الاعتصام لو دام سنوات بأمر القائد مقتدى الصدر نحن باقون على هذا الاعتصام المفتوح إلى حين تحقيق مطالب القائد مقتدى الصدر”.
وصرح عراقي آخر يدعى حسن كريم وهو جالس داخل خيمة أقيمت بجوار البرلمان “معتصمون إن شاء الله ومطالبنا حل البرلمان وتغيير الوجوه القديمة الفاسدة ولن ننسحب إلا بأمر السيد القائد مقتدى الصدر”.
وتسبب الخلاف بين الصدر وخصومه السياسيين في ترك العراق بدون حكومة لفترة قياسية في حقبة ما بعد الرئيس الراحل صدام حسين.