ضرير فلسطيني يقود دراجة وتوكتوك ويعمل كهربائيا

ضرير فلسطيني يقود دراجة وتوكتوك ويعمل كهربائيا

وحدها الإرادة الحديدية تصنع منا أناسا غير عاديين ، وان كنا غير مكتملين خلقيا أو تضعنا الظروف في ركن قصي ولكن بالنسبة للفلسطيني يوسف قويدر فهناك محرك آخر ...

ضرير فلسطيني يقود دراجة وتوكتوك ويعمل كهربائيا 001

انها إرادته التي جعلها تتعايش مع إعاقته .بالتأكيد هو حب الحياة ما يمنحه العزيمة بالإضافة الى إيمانه القوي بالله وبقدره الذي اختاره له.
عند سماعنا بقصة يوسف قويدر الرجل الكفيف الذي كان يعمل " كهربجي" في مدينة خان يونس الفلسطينية، والذي يعمل بكفاءة وقدرة متناهية مع أدواته الكهربائية زادت من حدة اندهاشنا، أيقنا بصحة المثل القائل: "كل ذي عاهة جبار.." .
يوسف قويدر نموذج فلسطيني رفض الإعاقة منذ الاصابة اي قبل عشر سنوات ،وجه التشابه في فيلم"الكيت كات" أن كلا البطلين "أكفاء" ويقودون موتور، وتجذبك القصة وكأنها رواية وتريد أن ترى ما نهايتها.. التقيناه في ورشته الصغيرة في بيته بمخيم خان يونس وتجاذبنا معه أطراف الحديث.
بطاقتك الشخصية؟
" أنا يوسف قويدر صاحب"سبع صنايع ولكن بختي ضايع" ، متزوج ولدي ثلاثة أطفال، عمري30سنة.. أفقدتني غارة إسرائيلية قبل عشر سنوات بصري، من يومها قررت تحدي الإعاقة بمهنة معقدة ". ينتمي يوسف قويدر الكفيف الفلسطيني إلى مدينة خان يونس، ولولا مبادرته بالإخبار عن فقدان بصره، فإنه يصعب على من يلمحه أن يشك في أنه ضرير. يقول يوسف : " عملت في متجر لبيع الأدوات الكهربائية ، فكنت أجلس في المتجر كبائع، وبعد فترة وجيزة أصبحت أرافق معلمي كمتدرب ومع التجربة أصبحت أعرف مجال عملي ، وحتى الآن فقد عملت 12سنة في هذه المهنة،
ومعروف عني في قطاع غزة أنني معلم في الكهرباء ".

وما صحة وصفك بالمغامر؟
" أنا من عشاق المغامرة هذا ما دفعني إلى التقدم، تعلمت تصليح المواتير واصلاح الكهرباء ، أقود الدراجة والتوكتوك خلال تنقلي للعمل، ودائما أعمل له صيانة ومؤخرا أجريت له صيانة شاملة ، لا تندهش مني إذا علمت أنني أعمل التوصيلات الكهربائية والتيار موصل… " .

-رحلتك اليومية مع العمل كيف تبدأ ومتى تنتهي؟
" من يقصد "يوسف قويدر " يعرف أنه كفيف ولكن رغم دقتي في العمل الكل وجميع جيراني يشهدون دقتي ومعلميّ في الكهرباء ….. رحلتي بسيطة جدا تبدأ عند قدوم الزبائن للمتجر لي ولشريكي"أبو ياسر" للاتفاق على العمل و من ثم أتوجه له أنا وأبو ياسر للاتفاق على العمل ومن ثم أتوجه له أنا وأبو ياسر مع موتوري إلى بيت الزبون صباحا يبدأ أبو ياسر يرشدني على نقاط توزيع الخطوط والتركيبات، عليه حفر الجدران وأنا من خلفه أمدد التوصيلات وتركيب ما يلزم لأي نقطة سواء تجميع وخلافه، وكذلك التوصيلات الأرضية بنفس الطريقة ويقف الزبون مندهشا ويردد سبحان الله قادر على كل شيء ثم ننهي عملنا الشاق سواء بظرف يوم أو أكثر حسب العمل المطلوب ".

هل تعرضت لحرج من خلال عملك؟
" المشكلة في الزبون فهو يأتي ويكون على يقين أنه قادم إلى معلم في الكهرباء ثم يندهش . دائما المعاق خارج غزة يعامل كشيء مقدس، ولكن هنا العكس تماما ينظرون إلى المعاق نظرة العاجز، كأن المعاق البصري إنسان من كوكب آخر أحمد الله أننا المكفوفون أثبتنا للجميع وفي مجالات متعددة قدرتنا على النجاح بيننا طبيب.. ".

من حديثك وتكرار كلمة "المبصرين" هل تحقد عليهم؟
أنا لا أحقد على أحد ولكن أقدم لهم مزيدا من الإعجاب والاندهاش عند مشاهدتي أو السماع بي وأعكس مقولتهم أن مصير الكفيف اما المقبرة أو الجامع…. " .

يقولون أن مهنة الكهرباء تحتاج المبصرين فقط؟
صمت قليلا وابتسم ربما أزالت بقايا جهد يوم عصيب من العمل، فقال: " إن كل عمل يبنى على أحد فصاحب هذه المهنة فنان ويبدع في تقنية عمله ".

حدثنا عن موقف تعرضت له؟
صمت قليلا: فقال : " لا أريد إحراج " ، ثم تشجع قائلا: " يضرب سكين ويهزم عصابة. كنت سابقا أحرس متجرا لبيع الخضار والفواكه من الساعة العاشرة ليلا حتى السادسة صباحا وشعرت حينها بحركة غريبة وإذا بثلاثة لصوص أرادوا السرقة فتحدثت معهم و لت اجلسوا وتناولوا ما شئتم من طعام واذهبوا، لم يرضوا بحالي هذا وقالوا إذا لم تعطنا نقودا سوف نقتلك، فقلت لهم هل تعتقدون أنني خيال .. وأحدهم تعدى علي وضربني وكان بحوزتي سكين فضربته في صدره وهجم الاثنان الآخران هجما علي والحمد لله استقويت عليهم وضربتهم جاءت الشرطة وأخذتهم ".
يقود سيارة
ويضيف : " كان لدى إخوتي سيارة من نوع بيجو، في الليل سرقتها وقدتها من معسكر خان يونس حتى وسط المدينة ولهذه اللحظة لم أعرف كيف سرقت السيارة وكيف قدتها ولم أعمل أي حادث في الطريق لقد عدت بها إلى مأربها أمام المتجر..".
من المسؤول في نظرك ؟
" أتمنى أن أخذ وضعي الطبيعي ، هل يعقل إنسان.. أنا ورائي أفواه تريد الطعام والذي أشتغل به يذهب قوتا لأولادي. أرفض أن يمد لي أحد يد المساعدة ما دمت بصحتي ، وما أجمل أن تأكل من جني وجنتيك.. " .
ونحن نتمنى أن يكون هذا الرجل نموذجا يحتذي به ليس من قبل ذوي الحاجات الخاصة بل من قبل كل من تقف الظروف حائلا بينه وبين طموحه وكذلك نتمنى أن تعيد وزاراتنا ومؤسساتنا النظر في أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم وفتح الأبواب أمامهم كحق مشروع وليس تسولا!!! ( عبد الله عمر - غزة )

» استشهاد فلسطيني على دراجة نارية برفح
» فيسبوكي يقود دراجة نارية بسرعة بسرعة 213 كم/ساعة
» مُسن فلسطيني يقود محراثًا في تلال جنوب محافظة الخليل
» الجهاد الاسلامي: المفاوض الفلسطيني أثبت على مدار عقود أنه مهزوم، وأن الاحتلال لا يفي بوعوده ويعمل ما يصب في مصلحته فقط
» لله درك ....... قد الجمتني ..... فانا - شيخ ضرير ........ ونور الله يكفيني / د. لطفي الياسيني - من المشفى

صفحة 1 من اصل 1