منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشاعر لطفي الياسيني

لطفي الياسني ،منتدى لطفي الياسيني شاعر المقاومة الفلسطينية
 
الرئيسيةبحـثدخولالتسجيل

أختر لغة المنتدى من هنا


 

 رحيل يوسف الشريف

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ليفربول
ليفربول


الإدارة العامة
الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : وسام الإدارة
فلسطين
رحيل يوسف الشريف Bookwo11
ذكر
المشاركات المشاركات : 8418
نقاط نقاط : 142144
التقييم التقييم : 200
العمر : 33

رحيل يوسف الشريف Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رحيل يوسف الشريف   رحيل يوسف الشريف I_icon_minitimeالخميس 4 فبراير 2010 - 11:50

رحيل الكاتب المصري يوسف الشريف: إرث من الأدب الساخر
محمود قرني

04/02/2010




عن عمر يناهز الخامسة والسبعين رحل عن عالمنا الكاتب الصحافي الكبير وأحد رموز الكتابة الساخرة في مصر يوسف الشريف وشيعت جنازته من مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، حيث وافته المنية بعد صراع مع مرض السرطان استمر نحو ست سنوات. تخرج يوسف الشريف في كلية الحقوق بجامعة القاهرة وبدأ حياته الصحافية في مجلة ' روزاليوسف'، مع السيدة فاطمة اليوسف والكاتب الروائي إحسان عبد القدوس وتخصص في شؤون اليمن والسودان والقرن الأفريقي، وحصل على وسام العلوم والفنون من مصر، والنوط الفضي ووسامي الثورة والوحدة من جمهورية اليمن، ومن أهم مؤلفاته: ' السودان وأهل السودان- أسرار وخفايا المجتمع'، ' كامل الشناوي آخر ظرفاء ذلك الزمان'، و' صعاليك الزمن الجميل'، و' مما جرى في بر مصر'. وقد عرف عن الشريف انتماءاته القومية وقد بزغ نجمه في الحقبة الناصرية الى جوار مجموعة من كبار المفكرين والشعراء والفنانين. وكانت قد جمعته صداقات عميقة بالكثير من نجوم المجتمع آنذاك. وقد أصدر الشريف عشرات الكتب التي ترصد الجانب العميق في علاقته الانسانية والفكرية. في الوقت نفسه عاش الشريف كواحد من أعلام الأدب الساخر وكان يتمتع ببديهة فريدة رشحته ليكون واحدا من ظرفاء عصره. وهنا نحاول أن نلقي الضوء على واحد من أكثر كتب يوسف الشريف تأثيرا في هذا المجال حيث يرصد جوانب انسانية فريدة في عشرة من أشهر شخوص عصره من الظرفاء، وهو كتاب ' صعاليك الزمن الجميل' بعد أن أصدر في هذا السياق كتابه ' عبد الرحمن الخميسي.. القديس الصعلوك'، وكذلك كتابه عن كامل الشناوي، هذا بالاضافة ـ طبعاً ـ الى مؤلفاته في السياسة ولا سيما في المسألة السودانية. وكما يقول الكاتب الراحل كامل زهيري احد كبار مثقفينا وظرفائنا أيضاً في مقدمة الكتاب أن يوسف الشريف الى جانب شغفه بالصحافة منذ أن التحق بمجلة ' روزاليوسف' كان شغوفاً بالتعرف الى الظرفاء الموهوبين من أدباء وصحافيين، فقد تميز بقدرة مذهلة على السهر، إذ كان يستطيع أن يواصل عدة سهرات في عدة ليال متصلة متوالية وكانت أي سهرة عنده رمضانية متلألئة حتى لو كان الشهر رجباً أو شعباناً.. أو شوالاً.
ويرصد كامل زهيري أن يوسف الشريف كان هاوياً لهذه السهرات مدعواً على الأغلب.. أو داعياً في الأقل الى مآدب الكلام قبل مآدب الطعام! والأفضل والأغلب أن يكونا معاً! .
ويواصل زهيري وصفه للشريف قائلاً: اعتقد يوسف الشريف دائماً أن النوم عادة ضارة، فانطلق الى خفايا القاهرة الأخرى، التي تحتقر النوم وتهجره، وتردد على مجالس الظرفاء وأوكار الفكاهة، لا فرق عنده بين نجم مشهور أو موهوب معتكف، ولم يترك لذلك وكراً، ولم يهجر مجلساً من حوش قدم الى الباطنية والفيشاوي ثم من قاهرة المعز الفاطمية الى جزيرة الروضة المملوكية، ذهاباً واياباًُ حتى كافيتريا ' داي آند نايت' ( أو يوم وليل) الشهيرة في فندق سميراميس. أما يوسف الشريف نفسه فيشير في فاتحة كتابه الى ان هؤلاء الحرافيش الظرفاء أو الصعاليك النبلاء ـ على حد تعبيره ـ كانوا منارات شامخة في مجتمع ذلك الزمان، وبينهم صحافيون وكتاب كبار وشعراء لامعون، ونجوم في السياسة.. والفن.
ويقارن الشريف بين الضحك في أيامنا والضحك في أيامه ويشير الى أن كثيراً من ضحكنا الراهن يشير الى نوع من الاختلال الثقافي والسياسي الذي شاب ظواهر السخرية والفكاهة في زمان الانفتاح والسطحية الجوفاء.. ويقول الشريف مردفاً: كان شبابنا - قبل أن يستعيدوا وعيهم السياسي في الأيام الأخيرة ـ قد اختاروا من بين وسائل النسيان الكثيرة أن يضحكوا ضحكاً أجوف خالياً من أي فكر أو موقف سياسي أو اجتماعي، كما كانوا قد اختاروا لأنفسهم مصطلحاتهم الخاصة في لغة لا يفهمها الكبار ويعجبون لغرابتها وطرافتها.
ويستعرض يوسف الشريف تاريخه الشخصي الذي لا ينفصل عن التاريخ العام منذ أن كان يجلس الى جوار والده ـ الشيخ إمام الشريف أحد كبار علماء الأزهر ـ في غرفة للمسافرين ليتعرف على وجهاء المجتمع المصري في ذلك الزمان، فقد تعرف على صادق المجدي سفير أفغانستان بالقاهرة ومحب الدين الخطيب الشامي الذي استوطن مصر وأصدر مجلة ' الفتح' قومية واسلامية التوجه، والشيخ علي الضباع أحد أهم مشايخ المقارئ المصرية عبر خمسين عاماً، وكان ألمع علماء عصره في علم القراءات العشر للقرآن الكريم ـ حسب الشريف ـ الذي يضيف أنه ظل يوقع ـ الضباع ـ بامضائه على مراجعة واجازة طبعات المصحف الشريف في مصر وشتى ربوع العالم الا سلامي على مدى نصف قرن. تعرف أيضاً على الدكتور علي الخشن وزير الزراعة ومصطفى رضا مدير معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية، وكيف تحول والده الى عضو لجنة اختيار مقرئي القرآن بالاذاعة، ويحكي انه كان أول من سعى الى الشيخ مصطفى اسماعيل لكي ينقله من مدينة طنطا الى القاهرة بعد أن استمع الى قراءته المدهشة في أحد مآتم محلة مرحوم بمحافظة الغربية، ويذكر الشريف أن والده ـ رغم كونه أحد علماء الأزهر ـ الا أنه لم يكن يرى غضاضة في حضور حفلات أم كلثوم ونجيب الريحاني، وكانت تذاكر ريبورتوار موسم الأوبرا الايطالية تصله هدية كل شتاء بالمجان من صديقه الشاعر عبد الرحيم صدقي فترة ان كان مديراً للأوبرا، وقد التقطت له عدسة مجلة ' الاثنين والدنيا' في الأربعينيات صورة نادرة بزيه الأزهري وسط جمهور الأوبرا، ويذكر أيضاً أن عشقه للأوبرا دفعه لاقناع واحد من شباب المشايخ يتمتع بصوت رخيم من طبقة الباريتون بالانضمام الى فريق كورال الأوبرا الذي كانت مدام رطل تشرف على تدريبه آنذاك وشارك في كثير من الأوبرات، لكنه ظل رغم ذلك ملتزماً بزيه الأزهري في حياته الخاصة، هو والشيخ عبد المجيد سليم.
ويعتبر يوسف الشريف أن كتابه ' صعاليك من الزمن الجميل' يأتي في سياق سلسلة لا بد أن تتم عن أعلام ورواد أسسوا لأفكار وأخلاق لا بد أن تتعرف عليها الأجيال الجديدة.

الباشا الصعلوك

كان أول من تناولهم يوسف الشريف هو حفني محمود باشا الذي لقبه بـ ' أمير المقالب' وحفني باشا سليل عائلة مصرية عريقة فقد كان والده محمود سليمان باشا زعيماً وطنياً ورئيساً لحزب الأمة منذ تأسيسه، وكان يملك قصوراً وأرصدة في البنوك وأسهما في الشركات وتفاتيش تربو على 3800 فدان من أجود الأراضي الزراعية المنتجة، وظل ينفق من ريع أملاكه على خدمة القضية الوطنية ويسجل له التاريخ ـ حسبما يذكر الشريف - أنه رفض اعتلاء عرش مصر، عندما أدرك أن عليه دفع ثمن هذا الملك من وطنيته وهو أن يعلن تأييده للاحتلال الانكليزي، أما الابن حفني محمود فقد ورث عن والده تركة كبيرة لكنه لم يسع الى زيادة ثروته أو الحفاظ عليها، وقد سخر ثروته لخدمة الشعب والدفاع عن قضاياه والتخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين، حتى أنه عندما رحل عن الدنيا جرد الورثة تركته فلم يجدوا له رصيداً في البنوك، وأن ما تبقى من أملاكه الزراعية لا يتعدى 175 فداناً مكبلة بالديون.
وينقل الشريف عن مصطفى أمين قوله عن حفني باشا: عرفته شخصية لا تتكرر، يهرب من الأمراء ويعاشر الصعاليك.. يسخر من العظماء ويحتضن الفقراء، شقيق رئيس الوزراء وينتقده. كان أخوه محمد محمود باشا رئيس الوزراء وقريب وزير العدل ووزير الحربية ولا يكف عن الهجوم عليهما، متعته أن يعبث بالرجال الكبار ويدبر لهم المقالب ويحفر الحفر، ليقعوا فيها، ويضحك ملء شدقيه وهو يرى ضحايا الكبار نكتة على أفواه الصغار. ويذكر الشريف أن حفني باشا تولى الوزارة ثلاث مرات، حيث تولى وزارات العدل والتموين والتجارة والمواصلات، فكان يوزع راتبه الشهري على محدودي الدخل من الموظفين والفراشين، ولم يكن يؤمن بالاحسان وسيلة لحل مشكلات الفقراء والمحتاجين وانما مجرد اسعافات أولية الى حين وضع الحلول الجذرية الشاملة التي تسد هوة الفوارق السحيقة بين من يملكون كل شيء ويزدادون ثراء وبين المعدمين وسواد الشعب الذين يزدادون فقراً وفاقة. ويروي الشريف أن حفني باشا عندما كان وزيراً للتموين كان الفقراء يقصدون للحصول على بونات الأقمشة المدعومة ابان الأزمة الاقتصادية التي سادت العالم ـ ابان الحرب العالمية الثانية ـ عانت مصر من وطأتها، فلا يعطيهم البونات فورا بل يأخذ عناوينهم حتى يرسلها اليهم بالبريد، وبدلا من استلامهم البونات يفاجأون بطرود تحتوي على القماش الصوف من جيبه الخاص، ويذكر الشريف أن حفني باشا كان من أنصار مجانية التعليم في جميع المراحل وكان مؤيداً لطه حسين الوفدي الذي كان يناهضه، ويذكر أن حفني باشا كان ينفق على تعليم الفقراء في الجامعة ـ وحسب الشريف ـ فان خصومه السياسيين اتهموه بالشيوعية رغم أن نهجه وسلوكه كانا مع الاشتراكية الفابية ـ حسب توصيف الشريف ـ وليس الاشتراكية العلمية.
ويذكر الكاتب انه عندما كان وزيراً للتجارة والتموين أعلن عن عزمه وضع الفاكهة في قائمة السلع الشعبية التي تخضع للتسعير الاجباري حتى يتذوقها الفقراء، وفوجئ برئيس الخاصة الملكية يطلب مقابلته ويرجوه ارجاء قراره بضعة أسابيع حتى يتم بيع ثمار بساتين الفاكهة التي يملكها جلالته، لكنه اعتذر قائلاً: آسف.. لقد أصدرت قراري بالفعل ولا رجوع عنه، ولم يكن قد وقع القرار بعد، فأسرع الى ذلك بتاريخ سابق على رجاء الملك.
يذكر بعد ذلك الشريف الأدوار السياسية لحفني باشا الذي تخرج من جامعة أكسفورد وكان مثقفاً كبيراً وكاتباً صحافياً لامعاً، ويذكر أيضاً أنه ـ وان لم يكن مبدعاً ـ كان صديقاً للمبدعين وراعياً لبراعمهم، وينقل عن عباس محمود العقاد أن حفني محمود كان من باشوات مصر وأثريائها الذين أسهموا بقسط وافر في ميدان التنمية الثقافية على نفقتهم الخاصة، وكان شريكه في جلسة الاطلاع على المؤلفات العالمية الجديدة بمكتبة الأنجلو. ويحكي العقاد احدى طرائف حفني محمود باشا قائلاً: كان حفني وكامل الشناوي وهما يغادران منزل السيد علي المنزلاوي عضو مجلس الشيوخ السابق، قد اعترضهما أحد أبناء الصعيد يسألهما عن فندق يستطيع أن يقضي به الليلة. قال حفني: أنت غريب؟ فأجاب بالايجاب.. فرد حفني مبادراً: ولماذا لا تقضي ليلتك في بيت الحكومة؟ وظهرت الدهشة على الرجل فأردف حفني: أيوه.. البيت اللي عملته الحكومة؟. انه بيت عظيم ومريح والمبيت فيه مجاناً! وحملا الرجل في سيارة حفني وهو فرح أشد الفرح.. واتجها به الى بيت المستشار أحمد شرف الدين أول شارع الهرم. ولم يكن المستشار هناك ولكن الخادم كان يعرف طبعاً حفني وكامل الشناوي فرحب بهما، وقدم له حفني الرجل الغريب، ثم انتحى به يقول: انه صديق للمستشار ومن بلدياته.. أرسله معنا وهو يأمرك بأن تعد له الحمام وتقدم له طعاماً وتفتح له غرفة النوم ليستريح، ثم انتحى حفني بعد ذلك بالرجل يفهمه أن الشخص المشرف في البيت مختل الشعور الى حد ما، فاذا احتك به أو طلب اليه الخروج فينبغي ألا يكترث له، وأن يتمسك بالمبيت في بيت الحكومة، ونفذ الخادم الأوامر وتسلل حفني وكامل الشناوي خلال ذلك الى الحديقة وانزويا في ركن منها ينتظران. ولم يلبث المستشار أن أقبل وسأل الخادم عن الأخبار فذكر له أنه نفذ أوامره بشأن الضيف الذي أرسله.. وبدت الدهشة على صاحب البيت وسأل: أي ضيف؟ .. وأسرع الى المخدع وهو يحسب أن محتالاً قد احتال على خادمه ليسرق البيت.. ودخل فوجد الرجل على فراشه الوثير متجرداً الا من سرواله التقليدي الطويل وقد ارتفع شخيره عالياً.. فانقض عليه وهزه، فاستيقظ، فصاح به صارخاً: من أنت.. جيت هنا ليه؟ وفتح الرجل عينيه فلم يكد ير المستشار حتى هب في وجهه وهو يقول: ابعد عني.. انا جالولي انك مجنون! وضاعفت هذه الاجابة من ثائرة المستشار، فأطبق على الرجل يحاول انتزاعه من الفراش.. فأمسك به الرجل يدافع عن نفسه وهو يصرخ: انت مالك ومالي؟ .. انا نايم في بيت الحكومة! وظلا يتدافعان حتى وصل الخادم فأخرج الغريب من المخدع ثم من البيت كله. عند ذلك فقط ـ أطل حفني محمود وكامل الشناوي من بين الأشجار وعرف صاحب البيت انه كان ضحية مقلب من مقالبهما المختارة!
أما أمين بك المهدي فقد نال طرفاً من كتاب يوسف الشريف الذي تناول الرجل باعتباره أحد كبار الصعاليك الظرفاء، وهو لم ينل لقب البكوية كما يطلق عليه الناس ولكنه ـ حسب الكتاب ـ نال اللقب بسبب كرمه الحاتمي ونسبه العريق وصرفه البذخي وأبهته العارمة، وكان المهدي أهم عازفي العود في عصره في الفترة من العشرينيات وحتى الخمسينيات فضلاً عن كونه حجة في تراث الموسيقى والغناء العربي، فكان المرجعية الأولى التي تطمئن اليها أم كلثوم في كثير من الأغنيات قبل أن تقدمها للجمهور، وكان يوسف الشريف قد تعرف ـ بعد جهد جهيد ـ على أمين المهدي عن طريق المحامي المعروف عباس الأسواني وكان ذلك الى جانب رسام الكاريكاتير أحمد طوغان عام 1956، ولم تتكرر جلسات الشريف مع أمين بك المهدي الا مرة واحدة، غير ان حياة الرجل تغيرت واختلفت بعد ان انتهى عصره وزمنه وانتهى به المطاف في ساحة العوز والتشرد والادمان، وينقل الشريف عن حسن سليمان رواية تؤكد هذا المعنى بعد أن تحول الرجل الى مدمن حقيقي خسر كل شيء في حياته، بينما كل شهود عصره يجمعون انه أهم عازف عود في تاريخ هذه الآلة، وقد مات بعد أن تم طرده من بيته لعدم قدرته على سداد أجرته، ويفسر حسن سليمان الأمر على أن كراهية الموهبة كانت سبباً مباشراً من خوف ابناء عصره منه وتجاهله على هذا النحو القاتل، بعد أن كان ملء السمع والبصر منذ العشرينيات. ويتساءل الشريف: من يذكر الآن امين بك المهدي كما يصر على تسميته الى الآن كل موسيقي جاوز السبعين أو الثمانين؟ لكنه مضى بلا أثر، بلا اسطوانة له أو تسجيل لأنه رفض أن يطرق الأبواب وأن ينحني!

مصطفى حمام وعشرون ضميراً

يعتبر يوسف الشريف أن رحيل الشاعر مصطفى حمام عام 1964 هو فقدان لواحد من أركان مجالس الأدب والسياسة والصحافة بعد أن كان الرجل أحد كبار الظرفاء وأحد أبرز الناثرين وكتاب المقال المتميزين، وقد ولد محمد مصطفى حمام في 18 آب (أغسطس) عام 1906 بمدينة دمياط. وبسبب نبوغه المبكر قرر السلطان حسين كامل أن يتكفل بهذا الفتى منذ صغره حيث كان أبوه قد توفي بينما لم يبلغ عامه الرابع بعد، وبعد وفاة حسين كامل واصل السلطان احمد فؤاد الذي أصبح ملكاً لمصر الانفاق على مصطفى حمام. ويشير الشريف الى الدور الذي قام به حمام في ثورة 1919 التي قادها سعد زغلول، حيث وظف موهبته الشعرية وفصاحته في تأييد الثورة والخطابة في المظاهرات وهو في الحادية عشرة من عمره حتى اطلقت عليه الحركة الوطنية آنذاك لقب فاسوخة الثورة وكان ذلك يعد فألاً حسناً، لكنه لم يكمل تعليمه بمدرسة المعلمين العليا بسبب كثرة المرات التي سجن فيها والاقامة شبه الدائمة في المعتقلات.
ويحكي الشريف أن حمام عرف بذاكرته القوية كما جهاز التسجيل، فكان يقرأ خمس صفحات كاملة مرة واحدة، ثم يحفظها بنصها وشكلها ووقفاتها، لا ينساها أبداً، حتى ان الشاعر بيرم التونسي كان دائماً يرجع اليه حتى يذكره بما ألف وسمعه عنه من منظوم ومنثور وعرف أيضاً حمام - حسب الشريف - بقدرته الهائلة على العمل أياماً متصلة بلا كلل أو راحة يكتب مجلة كاملة من الألف الى الياء، في تنوع وأساليب مبتكرة، من المقال السياسي الى التحقيقات الى الأخبار وحتى أبواب المرأة والطفل والرياضة، والبخت والفكاهة والرد على رسائل المعجبين وأصحاب المشكلات، الى جانب الشعر المقفي والعامي والحلمنتيشي، حتى يخيل للقارئ أن وراء اصدار المجلة جيشاً من الكتاب والمحررين والشعراء والظرفاء، مضحياً بالشهرة مقابل جنيهات قليلة.. اذ كان دائماً في حاجة الى المال. وهو كان حين يكتب يشترط سلفاً أن يقبض المقابل قبل أن يجف مداد قلمه، ويضيف الشريف أن حمام كان يكتب لبعض الزعماء السياسيين خطبهم ويقنع بجنيه واحد عاجل على مئة جنيه آجلة، ويكتب مقالاً يكيل فيه الثناء لحزب ما، ثم يكمل حاجته الى المال بمقال آخر في صحيفة معارضة يحمل فيه على الحزب نفسه بنفس القوة والجزالة والمنطق السليم، وكان يكتب مدافعاً عن حقوق المرأة في مقال يوقعه باسمه، وفي الأسبوع التالي يفند الأدلة والحجج التي استند اليها في مقال آخر ضد حقوق المرأة يوقعه باسم مستعار. ويرصد الشريف أن محمد مصطفى حمام كثيراً ما تعرض للحبس على مقال كتبه بعشرين قرشاً، وحدث أن رئيس تحرير كتب مقالاً ضد الانكليز والقصر وعندما تم التحقيق معه قال عن الكاتب الحقيقي الذي هو حمام لا غيره، وعندما القي القبض على حمام في هذه التهمة ولم يكن هو كاتب المقال، لم ينكر التهمة وظل محبوساً لمدة أسابيع رفقاً برئيس التحرير الذي كان يعاني مرضاً عضالاً.
ويقول الشريف: من غرائب أطوار الشاعر مصطفى حمام فهمه لطبائع الناس والطوائف والملل والنحل، فكان علية القوم من المسلمين والأقباط يلجأون اليه لكتابة نعي موتاهم في الصحف بأسلوب يبكي العيون ويجلب الأحزان عل فراقهم مقابل المعلوم، ونورد هذا النص المنشور في الأربعينيات بصحيفة الأهرام في تأبين الراحل يوسف باشا وهبة بتكليف من أسرته وكان من وزراء العهد الملكي، ويقول الشريف الذي ينقل النص أن القارئ يخيل اليه أن كاتب النعي بطريرك أو قسيس متمكن من لغة الكنيسة القبطية واصطلاحاتها الكهنوتية في ذلك الزمان. كتب حمام يقول في نص النعي:
انه في تمام الدقيقة الثالثة من الساعة السادسة ليلة الأحد الحزين 7 بابة، الجرس الكبير تعلق، الكاتدرائية سقطت، وأيقونة بولس الرسول وقعت من اعالي المحراب وعلى الأرضين تكسر قزازها راسماً صليباً براقاً للغاية، وفي المنام أتى ملكان زاغدان.. قوم يا يوحنا.. وقع هرميلكم الثابت لا الى يعود ولا الى يرجع.. يوسف باشا وهبة ابن المتنيح المقدس وهبة بشارة بديري.. أزرق الشيب شنباً، بارز الوشم صليباً وحاجباً.. سبل العينين لاحظاً، سيد الكل وزيراً وبالأكرمية.. الآن أبكون يا كتبة الدواوين.. ابكون يا أعضئيون الجمعيات الخيرية القبطية الكثير.. ابكون جيداً وبحرارة، فقد وقع هرميلكم الثابت لا الى يعود ولا الى يرجع.. صنو النافرين اسكندر بك مسيحة وبشري باشا حنا..الخ.





رحيل يوسف الشريف 03qpt87
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
Anonymous


زائر

معلومات إضافية

رحيل يوسف الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحيل يوسف الشريف   رحيل يوسف الشريف I_icon_minitimeالخميس 4 فبراير 2010 - 17:18

إنا لله وإنا إليه راجعون ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لطفي الياسيني
لطفي الياسيني


أمير المقاومين

أمير المقاومين
معلومات إضافية
الأوسمة : شاعر متميز
فلسطين
رحيل يوسف الشريف Pi-ca-10
ذكر
المشاركات المشاركات : 78649
نقاط نقاط : 701380
التقييم التقييم : 313
العمر : 118

رحيل يوسف الشريف Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رد: رحيل يوسف الشريف   رحيل يوسف الشريف I_icon_minitimeالخميس 4 فبراير 2010 - 18:35

انا لله وانا اليه راجعون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رحيل يوسف الشريف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
«أستعرض الموضوع السابق | أستعرض الموضوع التالي»
 مواضيع مماثلة
-
» * رحيل الأنسان الطيب المؤمن الاخ العزيز مربي الاجيال الاستاذ الفاضل في القانون في كليات القانون في دمشق , بيروت , وباريس ( الدكتور جاك يوسف ال حكيم ) ,, أبو يوسف ,, زوج الانسانة الطيبة الاخت العزيزة منى ,, أم يوسف ,, رحمه الله الى الأخدار السمـاوية في دمش
» رحيل عمر الشريف الممثل المصري الذي فتن العالم اعتنق الإسلام من أجل حبّه الأول فاتن حمامة... وصعد نجمه عالياً في أفلام خالدة كـ«لورانس العرب» و«الدكتور جيفاكو» July 10, 2015 لندن ـ «القدس العربي» من أنور القاسم: رحل الممثل العالمي عمر الشريف عن 83 عاما،
» رحيل الشاعر يوسف الخطيب "مجنون فلسطين"
» .* رحيل الأنسان الطيب المؤمن الكرمليسي الاخ العزيز الشماس سليمان توما ال محل زوج الانسانة الطيبة الاخت العزيزة وردة يوسف هرمز ال أيسفا الى الأخدار السمـاوية في العاصمة الاردنية عمان عن عمر يناهز 87 عام*
» بسم الثالوث الأقدس ... الآب ... والأبن ... والروح القدس ... الله الواحد ... امين . ،، انـــا هو القيامة ... والحق ... والحياة ... من امن بي وان مــات فسيحيـــا ،، * رحيل الأنسانة الطيبة المؤمنة الاخت العزيزة زريفة يوسف ججي العبدلي ,, أم فارس ,, زوجة الا

خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
 Konu Linki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 Konu HTML Kodu HTML code
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ رحيل يوسف الشريف ] مخالف ,,من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشاعر لطفي الياسيني :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: