"موساد" داخل "موساد": عملية دبي اطاحت بثلث افراد وحدة "كيدون" السرية

"موساد" داخل "موساد": عملية دبي اطاحت بثلث افراد وحدة "كيدون" السرية
الجمعة فبراير 19 2010
"موساد" تراجع سمعة عملياته
تل ابيب قالت مصادر اسرائيلية امس انه، وفقاً لما نشرته وسائل اعلام اجنبية، ثمة منظمة منفصلة ومعزولة تعمل داخل المؤسسة الاسرائيلية للاستخبارات والمهام الخاصة "موساد"، وهي تشكل "موساد" داخل "موساد".

وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" انهم يطلقون على هذه المنظمة اسم "قيساريا" وهي عبارة عن قسم العمليات الخاصة. ويعمل افراد "قيساريا" على التسلل الى عمق الدول المستهدفة لجمع معلومات وايضاً لتنفيذ عمليات. وقال غوردون توماس الذي يعتبر نفسه خبيراً في شؤون "موساد"، والذي قال ان مونيكا لفينسكي (المرأة التي اتهم الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون بممارسة الجنس معها) عميلة لـ"موساد"، تعرف يوم امس الاول على الذين قاموا باغتيال محمود المبحوح في دبي، كأفراد في وحدة "كيدون" المنبثقة عن قسم "قيساريا" والمتخصصة بشؤون العمليات.

ووفقاً لما نشرته وسائل اعلام اجنبية فقد قامت وحدة "كيدون" منذ تشكيلها بسلسلة طويلة من العمليات بنجاح 100 في المئة. وهذه الوحدة هي التي قام افرادها باغتيال خليل الشقاقي الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في مالطا عام 1995، كما اغتالوا عاطف بسيسو في باريس عام 1992، واغتالوا ايضاً قادة عملية ميونيخ، وهم الذين قتلوا جيرالد بول مطور المدفع العراقي العملاق عام 1989. وقام افراد الوحدة قبل عشر سنوات من ذلك بإحراق مخزن فرنسي كانت فيه اجزاء من المفاعل النووي العراقي.

ويعمل افراد الوحدة في جميع انحاء العالم، حيث يطاردون رجال منظمات وعلماء نوويين وتجار اسلحة وحتى مجرمين نازيين ظلوا على قيد الحياة. ويعتبر افراد وحدة "كيدون" "نخبة النخبة"، اذ انهم افضل رجال "موساد" ويستطيعون العمل تحت هوية سرية، والصمود طويلاً امام ضغوط جسدية ونفسية قاسية جداً، ومسار تدريباتهم طويل، ويجري عزلهم بصورة تامة عن باقي اعضاء "موساد".

وتوجد في غرفة تخليد ذكرى قتلى قسم "قيساريا" ثلاث صور فقط، الاولى صورة ايلي كوهين الذي تجسس على سوريا والقي القبض عليه واعدم في دمشق، اما الصورتان الاخريان فهما لعضوين من "كيدون" "أ" و"ع" قتلا في حادث سير في شهر ايار (مايو) عام 1992 خلال مطاردتهما للشريك الايراني لتاجر الاسلحة الاسرائيلي ناحوم منبر. وقتل

سمعة داغان على المحك
الاثنان في حادث سير خلال مطاردة لم تكن هناك حاجة اليها، لكن هذا هو الحادث الوحيد الذي وقع خلال آلاف العمليات التي تكللت بالنجاح.

العملية "حرقت" ثلث افراد "كيدون"
وقال غوردون المعلق لشؤون الامن والاستخبارات في صحيفة "ذي ديلي تلغراف" البريطانية ان هناك دلائل واضحة تشير الى تنفيذ وحدة "كيدون" للعملية.

وقال في تقرير موسع نشره امس الاول ان المبحوح احتل العام الاخير مكانة على رأس قائمة الاغتيالات في "موساد"، الامر الذي ادى الى تحديد مصيره. ووفقاً لغوردون، فان كل عملية اغتيال لهدف في هذه القائمة تتطلب مصادقة رسمية وفقاً لاعراف محددة، منها مصادقة خطية من رئيس الحكومة.

ووفقاً لهذا التقرير تتكون الوحدة من 48 شخصاً ستة منهم نساء وبناء على ذلك فان 11 (او وفقاً لتقرير صحيفة "نيويورك تايمز" فإن 17) من افراد الوحدة "حرقوا في عملية دبي، اي ما يتراوح بين ربع وثلث افراد الوحدة، الامر الذي يشكل ضربة قاسية لـ "موساد".

ويمتدح غوردون في تقريره سرية "كيدون" وعدم وجود اي كوابح لدى افرادها، وكمحاولة لتأكيد قدرة الوحدة روى الحادث التالي: اشتكت والدة عماد مغنية الذي جرى اغتياله في دمشق خلال جنازته من عدم وجود اي صورة له لديها وبعد يومين من ذلك وصل اليها مغلف بالبريد مرسل من حيفا، يتضمن العديد من الصور الحديثة لابنها مأخوذة من ملف متابعة افراد "كيدون" له.

وفي سياق التفاصيل التي تورد جديدا كل يوم، قالت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الالمانية التي تعتبر مصدرا موثوقا وصادقا في الشؤون الامنية ان عملية اغتيال محمود المبحوح في دبي ادارتها "موساد" الاسرائيلية من غرفة قيادة شكلت في النمسا.

ووفقا للصحيفة الالمانية، حسب ما نقلت عنها صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية الجمعة، استخدم معظم افراد خلية الاغتيال ارقام هواتف خلوية نمساوية واجروا اتصالات مشفرة من دبي الى النمسا. ووفقا لشرطة دبي لم يجر افراد الخلية اتصالات مباشرة فيما بينهم، بل كانت الاتصالات تجري بينهم عبر مقر القيادة في النمسا، واعلنت الحكومة النمساوية في اعقاب نشر هذا النبأ عن بدء تحقيق في هذه القضية.

وقالت الصحيفة الالمانية ان افراد خلية

الاغتيال توجهوا جوا الى دبي بفارق ساعات قليلة، اذ سافر خمسة من المانيا (من مطاري ميونيخ وفرانكفورت) واربعة من زيوريخ واثنان من باريس واربعة من روما.

ونقلت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية عن مصادر في شرطة دبي قولها ان البحث يجري حالياً للتعرف على ستة اخرين من افراد الخلية، منهم امرأة اخرى، وقد شوهد الستة في مقاطع فيديو مختلفة لكن لم يتم تشخيصهم بعد، واذا كان الستة من افراد الخلية فسيبلغ عدد افراد الوحدة 17 وليس 11 كما ينشر حتى اليوم.

"موساد" داخل "موساد": عملية دبي اطاحت بثلث افراد وحدة "كيدون" السرية Mosad_web1

"موساد" داخل "موساد": عملية دبي اطاحت بثلث افراد وحدة "كيدون" السرية Mosad_web1

]

"موساد" داخل "موساد": عملية دبي اطاحت بثلث افراد وحدة "كيدون" السرية Myyr_dGn

صفحة 1 من اصل 1