ملك الزجل الشعبي الفلسطيني موسى حافظ .. لاجئ نصر قضيتهُ بالزجل الشعبي

الشاعر الفلسطيني موسى حافظ

-------------------------------------------------------------

ملك الزجل الشعبي الفلسطيني

موسى حافظ .. لاجئ نصر قضيتهُ بالزجل الشعبي



حوار- فارس صقر- جنين

يحظى الفنان الشاعر موسى حافظ بالكثير من الاحترام والتقدير في الأواسط الفنية الفلسطينية وغيرها، حيث باتت كلماته وأهازيجه حول الأرض والوطن والهوية والأجداد، تتردد على لسان الكبير والصغير.

حافظ الذي لجأ وعائلته إلى مدينة جنين في أعقاب تهجيرهم من قرية السنديانة قضاء مدينة أم الفحم، اتخذ من الشعر والزجل والكلمات سبيلا للدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية، وبخاصة قضية اللاجئين التي هي لب القضية.

ونحاول من خلال حوارنا هذا مع الفنان القدير، اقتحام أسواره الخاصة، والتعرف على قصة حياته ونجاحه في عالم الفن الشعبي، حيث يطلعنا على حكايته، ورؤيته للفن الفلسطيني المعاصر ومنزلة الشعراء.

وفيما يلي نص الحوار:

** تركز في أناشيدك وزجلك عادة على اللاجئين والحنين إلى الوطن، لماذا قضية اللاجئين بالذات رغم تعدد قضايا الشعب الفلسطيني؟

في الحقيقة، ما يدعوني إلى التركيز على قضية اللاجئين، هو كوني أولا لاجئًا من قرية السنديانة هذا من جهة، ومن جهة أخرى أركز على الموضوع نظرا إلى البعد الذي تحمله قضية اللاجئين الذين شردوا من وطنهم، ويعانون الويلات في المهجر.

** كيف كانت نشأتك خاصة انك ولدت لعائلة هُجرت من ديارها ؟

أنا من بيت الفنان حافظ السنديانة ، وتتلمذت على يديه ، وبدأت مشوار الغناء من دافعي لأني كنت أحب ذلك، وبدأت اغني في المدارس والقرى والحواري وتطورت إلى ما أنا عليه الآن .

كانت نشأتي مليئة بالمتاعب بسبب الوضع السياسي ولكن أبي كان يشجعني على الجد في هذا المجال ، تعبت فأصبحت .

** ما هي المهارات ( الصفات الشخصية ) التي تتمتع بها وأبرزتك ؟

يقول حافظ أنا بحمد الله أتمتع بكثير من الصفات ومنها ، التعليم ، الثقافة ، ودراستي الجامعية وقربي من الناس التي جعلتني اعرف أكثر بأحوال الناس السياسية والاجتماعية ، واعتبار الفن الشعبي أمانة وعلى الإنسان وخصوصا الشاعر ، أن يحافظ عليها كما يحافظ على أرضه وماله لأنها تعبر عن الماضي والمستقبل بالنسبة لي ولأي شاعر يدافع عن القضية الوطنية .

** هل يُعد الفن بالنسبة للشاعر مجرد هواية أم مصدر لكسب المال ؟

الاثنتان معًا الفن حياة بالنسبة لي وعدم قدرتي على العيش بدونه وأيضا اعتبر الشعر جزء كبير من شخصيتي التي تكونني سواء في الحياة السياسية أو الاجتماعية، فلا بد للفنان أو الإنسان أن تكون له هواية وعندما تكبر وتنضج هذه الهواية تصبح مهنة لكسب رزقه في الحياة .

** ماذا تحسب انك أضفت إلى عالم الفن والزجل الشعبي ؟

نعم ، قمت بإعادة التراث الشعبي والميداني ، ولحنت الكثير من الأشعار الشعبية الفلسطينية وابتكار العديد من الشيء الجديد في القصيد والزجل والعتابا ، ولقد خصصت الكثير من شعري لأدافع عن قضيتي الوطنية .

** هل يمثل الشاعر الفلسطيني شعبه من خلال كلماته في العالم؟

نعم الشاعر يمثل شعبه وهو عبارة عن تجسيد لطموحات وآمال الشعب فهو ينقل أحاسيسهم ومعاناتهم وهو الذي يعبر عن أحلامهم والذي يدافع عن قضيته التي توحده من مكان إلى آخر ومن زمان إلى آخر .

** هل الفن في عائله الفنان موسى حافظ مسألة يتوارثها الأجيال ؟

أنا ورثتها عن أبي وتعلمتها منه وهي الآن مهنة عند ابني حافظ وهو يغني بطريقة رائعة وتتماشى مع متطلبات الجيل والعصر . وجميع أبنائي يحبون الفن والشعر منهم من يبتكر الأشعار ومنهم من يحفظه ويعرفون ويعلمون بأساساته وهذا بالفطرة .

** كيف تقيّم الفن الفلسطيني في الوقت الحاضر؟

الفني الشعبي الآن في تتطور واشعر بان الشعب هو الذي يريد ويطلب العودة إلى التراث لأنه يشعر بان المعركة الثقافية موازية للمعركة السياسية وعلينا أن لا نخسر المعركة الثقافية ، لان بها ضياع مستقبل هذا الشعب إذا ضاع ماضي هذا الوطن لا يعود له أي مستقبل . والفنانين ( الشعراء ) بحاجه للتطوير والى الدعم المادي والمعنوي من الشعب والحكومة حتى يتسنى لنا أنا نواكب هذه المسيرة وهذه الثقافة التي من خلالها ندافع عن القضية .

** الفن الشعبي من الممكن أن يكون في طريقة إلى الاندثار ، كيف بالإمكان الحفاظ عليه من وجه نظرك ؟

الفن الشعبي لا يمكن أن يندثر لأنه ينمو ويعيش مع الشعب ولأن الشعب فطرة والفطرة تعادل الدين والشعب الفلسطيني شعب مؤمن بان التراث يجب أن يبقى حتى لو تغيير الزمان.وأن اجتماع أهل القرية على صوت الحادي في العرس الفلسطيني من شيوخ وأطفال مما يعبر على تمسك الشعب بهذه العادات والتقاليد الذي نحن بدونها سنكون شيء آخر .

** بماذا ينصح الشاعر موسى حافظ فنانين اليوم ؟

انصحهم بالدراسة والقراءة والثقافة العامة والبحث عن الصور الجميلة للشعر والتقرب للجمهور والابتعاد عن الأنانية والذاتية في الشعر .

** حصلت مؤخرا على درجة الدكتوراه الفخرية من اليونسكو هل لك أن تحدثنا عن هذا ؟

نعم الشهادة تقديرية فقامت اليونسكو ( منظمة التراث العالمي ) بدراسة كل أعمالي النثرية والأدبية وتم ترجمتها إلى اللغة الانجليزية وبناء على ذلك قامت رئاسة اليونسكو بمنحي هذه الدكتوراه الفخرية في الفلكلور الشعبي الفلسطيني .

** ماذا يعني لك الفنان الراحل أبو بسام العراني ؟

كان الشاعر الراحل احد جهابذة هذا الفن الذي ظلم في حياته وبعد مماته ، ويعني إلي الأستاذ العراني الذي تتلمذ على يديه كثر من الفنانين والشعراء وتأثروا فيه وهو بحد ذاته مدرسة مميزة من مدارس التراث الشعبي. ويعني إلي أيضا الأب الثاني الكريم الذي رهن كل حياته لخدمة هذا التراث وهو من صقل شخصيتي منذ صغري وأدعو له بكل الرحمة

** من هو عرّاب الفنان موسى حافظ ؟

في البداية والدي ( حافظ السندياني ) وبعدها الشاعر أبو بسام العراني وبعدها أبو جاسر الحفيري وبعد ذلك أصبح هناك شاعر فلسطيني أسمة موسى حافظ .

** كتاب ( تعب السنين ) ماذا يعني لك؟

تعب السنين هي مجموعه من القصائد كتبتها بمسافة عشرين عاما وهي عبارة عن قصائد وخواطر أثرت بي وهي عبارة عن قصائد تحدثت في اغلبها عن القضية الوطنية والعلاقات الاجتماعية وقد عملت على تدوينها في كتاب لكي يكون من بعدي تراث ثقافي للوطن .

هل لك ان تهدينا شيئًا من اثمن كلماتك في نهاية اللقاء؟

انهي هذا اللقاء ببعض أبيات العتابا اهديها للطلبة ولكل الذين يهتمون بقضايا وخدمة هذا الوطن
الوطن يا يما يرجع علمنا بنضحي بروحنا ونرفع علمنا
نبني مدرسة تأسس علمنا بوحدة شعب ضد الاغتصاب
ضربنا العدو بضرباته ترثنا وسرق وطنا وزيف ترثنا
بدنا ولآد ديرتنا ترثنا ونظل نشوف الفرحة بديرتنا

ألف شكرا جزيلا لك