ستمنح عودة كيني دالجليش الى تدريب ليفربول المدرب الاسكتلندي ستة أشهر لاعادة التوازن للفريق على المدى القريب بالإضافة لاقناع اللاعبين الكبار بأن للنادي الذي ينافس في الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم مستقبل في المدى البعيد يستحق استمرارهم بين صفوفه.
وعقب تعيينه أمس السبت ليخلف روي هودجسون يتعين على دالجليش أن ينفض الغبار عن نفسه سريعا بعد أكثر من عقد كامل ابتعد فيه عن التدريب عندما يحل فريقه ضيفا على مانشستر يونايتد اليوم الاحد في كأس الاتحاد الانجليزي.
ويمر النادي الذي فاز معه دالجليش بثمانية ألقاب في الدوري كلاعب ومدرب بفترة سيئة ويتقدم باربع نقاط فقط على منطقة الهبوط ولم ينجح في تحقيق نتائج جيدة ويفتقر الى الثقة للهجوم.
وفي حين سيعيد الانتصار في كأس الاتحاد الانجليزي على المنافس التقليدي مانشستر يونايتد الشعور الجيد داخل النادي إلا أن الهدف الأساسي أمام دالجليش خلال الأسابيع المقبلة سيكون تحسين وضع الفريق - الذي يحتل المركز الثاني عشر - في الدوري واعادته الى احد المراكز المؤهلة للعب في البطولات الاوروبية.
وبنفس القدر من الأهمية يملك دالجليش حتى نهاية الموسم ليقنع لاعبين بارزين مثل فرناندو توريس وبيبي رينا والقائد ستيفن جيرارد بأن هناك بصيصا من الأمل في أن النادي قد يعيد العصر الذهبي الذي ساهم دالجليش بنفسه في صنعه.
ويبتعد المركز الحالي لليفربول كثيرا عن فبراير شباط 1991 عندما أقنع التعادل 4-4 مع ايفرتون في كأس الاتحاد الانجليزي دالجليش المرهق بأن الوقت قد حان للرحيل.
وفي هذا الوقت كان ليفربول لا يزال بطل انجلترا.
والان لم يفز ليفربول بالدوري منذ أكثر من 20 عاما وأمضى أغلب الموسم في النصف الأسفل من الجدول ولا يمكنه سوى مشاهدة مانشستر يونايتد وهو يمضي قدما نحو لقبه التاسع عشر الذي سيتجاوز به الرقم القياسي لليفربول.
ولا يزال الملاك الجدد الذين استحوذوا على ليفربول في أكتوبر تشرين الأول بعد معركة حامية الوطيس يملكون مساندة الجماهير الذين قبلوا بأنه لا يوجد أي حلول فورية في النادي الذي يحتاج الى استاد جديد وثورة في تشكيلته.
وتظهر عودة دالجليش - وهو الرجل الذي سجل 172 هدفا في 515 مباراة مع ليفربول وتعتبره الجماهير أعظم لاعب ارتدى القميص الأحمر الشهير للنادي - أن المالك الجديد جون هنري وشركاه يستمعون لنداء الجماهير.
لكن وبينما سيحظى دالجليش باستقبال حافل فان هناك علامة استفهام حول حقيقة أن الرجل الذي يبلغ عمره 59 عاما لم يدرب أي فريق منذ ترك سيلتيك عام 2000.
وأبلغ دالجليش رويترز في مقابلة جرت في أكتوبر الماضي بانه لا يشعر بالقلق من فقدان لمسته.
وقال المدرب الاسكتلندي الذي بقيت علاقته بليفربول قوية إذ كان يعمل سفيرا لأكاديمية الناشئين بالنادي "لم أبتعد أبدا عن اللعبة.. لا أعتقد أنها تغيرت. إنها ليست مثل التكنولوجيا."
وأضاف "لا يزال الأمر يتعلق بالناس.. الأمر يتعلق بتحقيق نتائج. ربما تغير الناس لكن المباديء لم تتغير كثيرا."
وبعدما ترك ليفربول قاد دالجليش بلاكبيرن روفرز لاحراز لقب الدوري الانجليزي الممتاز عام 1995 ورغم أن فترة وجوده في نيوكاسل يونايتد وسيلتيك لم تكن ناجحة بالقدر نفسه إلا أنه يملك عددا من الألقاب في مسيرته المهنية شعر الكثير من المشجعين بأن هودجسون يفتقر اليها.
لكن السمعة ربما لن تكون كافية لتحويل فريق متوسط المستوى الى فريق عالمي.
ويحتاج ليفربول - الذي يعول بشكل مبالغ فيه على عدد قليل من اللاعبين البارزين - بشدة الى دماء جديدة لكن بدون اللعب في دوري أبطال اوروبا سيكون اجتذاب أسماء كبيرة صعبا وربما حتى الاحتفاظ بلاعبيه الكبار.
ووجود دالجليش قد يثني بعض اللاعبين الذين ربما كانوا اتخذوا قرارا بالرحيل لكن تعيينه أثناء فترة الانتقالات تعني أيضا أنه قد لا يملك الوقت الكافي للتخطيط لأي صفقة.
وأكد الملاك الامريكيون للنادي أنهم يسعون خلف حلول طويلة الأمد لكنهم لم يكشفوا حتى الان حجم الأموال المتاحة للتعاقد مع لاعبين جدد.
وسيرث دالجليش نفس التشكيلة الضعيفة التي كانت متاحة أمام هودجسون عندما تولى المهمة خلفا للاسباني رفائيل بنيتز والتي ينظر اليها الكثير من المشجعين على أنها من اثار الملاك السابقين الذين أثقلوا كاهل النادي بالديون التي تركت القليل من المال للانتقالات.
لكن لا يزال هناك مجال للتطور بدون شك حتى في ظل عدم وجود انفاق ضخم على شراء لاعبين.
واذا وصل دالجليش بالفريق الحالي الى المراكز المؤهلة للبطولات الاوروبية ومع وضع خطط أكثر ايجابية وتحسين الأجواء بين المشجعين فان بوسع دالجليش اعتبار مهمته نجحت تماما.
وتغنى مشجعو ليفربول باسم دالجليش في بعض المباريات هذا الموسم وقد حصلوا على ما يريدون. والنتائج فقط هي التي ستثبت ما اذا كان هذا هو ما يحتاجه الفريق.