من قصائد أبو الاحرار الشهيد محمد محمود الزبيري :
ونأبى الحياة, إذا دنست ** بعسف الطغاة وارهابها
ونحتقر الحادثات الكبار ** إذا اعترضتنا بأتعابها
ونعلم أن القضا واقع ** وأن الأمور بأسبابها
ستعلم أمتنا , أننا ** ركبنا الخطوب حناناً بها
فإن نحن فزنا فيا طالما ** تذِل الصعاب لطلابها
وإن نلقَ حتفاً فيا حبذا ** المنايا... تجيء لخطابها...!
أنفنا الإقامة في أمة ** تداس بأقدام أربابها
وسرنا لنفلت من خزيها ** كراماً, ونخلص من عابها
وكم حية تنطوي حولنا ** فننسل من بين أنيابها
ويارب مملكة كنت قد ** لهوتُ بها وبأ صحابها
تظن السماوات تعنو لها ** وتجثو خشوعا لأحسابها
وأن النبوة إرث لها ** تتيه بها وبألقابها
وأناّ عُبّد خُلقنا لها ** لنبقى سجودا بأعتابها
وليست بشيء سوى انها ** عجوز تجن بألعابها
تغذي البلاد بأسواطها ** وتسقي الرَعبة من صَابها
رجالهم عند سجانها ** واموالهم عند سلابها
لإن جرعتنا مرير الحياة ** فلا تشرب من صابها
أترمي بنا في عميق السجون ؟ ** ونصبح عباد أنصابها
وتطمع من سخفها أننا ** نكون كخلٌص احبابها
ولو عاملوا مثلنا السائمات ** لداست حماهم بأعقابها
نصحتُ فقالوا هدمت البلاد ** وزلزلتَ بنيان أقطابها
وما أنت و النصح في اسرة ** تنال السماء بأنسابها
وقد نزل الوحي من أفقها ** وحل النبي بأثوابها
وما الحق والعلم والعالمون ** إلا قرابين محرابها
حذار الخطابة إن السجون ** تهش إليك بترحابها
فيا ملكاً لج في بطشه ** وداس البلاد وأخنى بها
ودب لأمته في الظلام ** دبيب اللصوص لأسلابها
وذرّ الغبار بأجفانها ** وصبّ السموم بأعصابها
وقال لها مصر أمُ الفجور ** تسيل الخمور بأبوابها
وبغداد عاصمة الملحدين ** ومكة نهب لسلاّبها
وما الأرض إلا لنا وحدنا ** ولكنهم غالطونا بها
نهضتَ لتخريب عمرانها ** وقمتَ لتحطيم ألبابها
ووطدت عرشك فوق القبور ** وأزعجت رمة أصحابها
وشيّدت مملكة للفناء ** تقوم القيامة من بابها
ألم تخش من امة أصبحت ** إليك تكشر من نابها؟
وتزأر غضبى زئير الأسود ** وانت الملوم بإغضابها
ستلقى مغبة ما قد صنعت ** وتجني المخالب من غابها