طالبت وزارة الأسرى والمحررين في غزة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي، بتشكيل "لجنة تحقيق" فورية للتحقيق في حالات استشهاد 52 من الأسرى المرضى داخل السجون الصهيونية، نتيجة الأمراض التي عانوا منها، والتي قد تكون تسببت بها وبشكل متعمد إدارة السجن، خاصة وأن الاحتلال لم يعلن عن الأسباب الحقيقية لحدوث الوفيات.
محاولة اغتيال فاشلة
وتأتي مطالبة وزارة الأسرى هذه عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي قام بها "الشاباك" الصهيوني بالتعاون مع إدارة سجن "السبع/ ايشل" للأسير هيثم عزات عبد الله صالحيه من رام الله والمحكوم بالسجن المؤبد عدة مرات.
وطالبت الوزارة: "المؤسسات الإنسانية والحقوقية الوقوف على طبيعة الدواء الذي دس للأسير صالحية، على يدي جهاز المخابرات الصهيوني"الشاباك"، بعدما أوعز ضابط "الشاباك" المدعو "طلال" وبحضور الضابط "يعقوب كدورى" رئيس الاستخبارات في سجن "السبع/أيشل" إلى أحد (العملاء) بدس حبة دواء لا يُعرف ماهيتها، - حمراء اللون ومربعة الشكل- في فنجان القهوة الخاص بالأسير.
وبعد أن تناول الأسير فنجان القهوة أصيب مباشرة بوعكة صحية خطيرة وأعراض تشبه أعراض الجلطة، حيث عانى من فقدان التركيز وخدران وثقل في الشق الأيمن من وجهه وجسده وإطرافه، وفقدان السيطرة على عملية التبول.
وأضافت الوزارة في بيانها الذي "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة عنه: "وإمعانا في جريمة "الشاباك" النكراء تعاملت إدارة السجن مع الأمر باستهتار تام مما يدل على النية المبيتة لقتل الأسير، ولم تبدى أي اهتمام لتدهور حالته الصحة، رغم مطالبات الأسرى بضرورة نقله إلى المستشفى لخطورة حالته، بل قامت فقط بإخراج (العميل) من أقسام الأسرى بعد أن اعترف أمامهم بفعلته".
جرائم سابقة مع سبق الإصرار
وقالت الوزارة: "حذرنا سابقاً مراراً وتكراراً من محاولات الاحتلال قتل الأسرى سواء بشكل مباشر عبر الإعدام العمد بإطلاق النار المباشر أو التعذيب الذي يفضى إلى الموت، وبشكل غير مباشر عبر الإهمال الطبي المتعمد لمئات الحالات المرضية الخطيرة بين الأسرى".
وأضافت "أن التقارير التي تصل إلينا من داخل السجون، أكدت على انتهاج الاحتلال لسياسة قتل الأسرى بشكل بطئ عبر الإهمال الطبي، وترك الأسرى يموتون دون علاج، إضافة إلى جريمة استخدام أدوية منتهية الصلاحية، تتسبب بتدهور حالات الأسرى المرضى، وكذلك استخدام أدوية سامة في بعض الأحيان وغير مناسبة للأمراض التي تعطى من أجلها.
واستدلت الوزارة باستشهاد الأسير المحرر فايز زيدات من الخليل بعد تحرره من السجون بستة أشهر فقط، حيث أصيب بمرض السرطان داخل السجون، وكذلك استشهاد الأسير المحرر مهران رجب من طولكرم بعد عدة أشهر فقط من إطلاق سراحه، حيث أصيب بمرض غامض داخل السجون لم يعرف طبيعته، والأسير المحرر مراد ابوساكوت الذي توفى نتيجة مرض السرطان الذي أصابه داخل سجون الاحتلال".
كما استشهدت الوزارة بتأكيد الأسيرة المحررة (فاطمة الزق) التي اعتقلت وهى حامل: "بأن إدارة السجون صرفت لها دواءً وتبين فيما بعد انه يسبب الإجهاض"، وكذلك تأكيدات الأسرى المرضى في سجن مستشفى الرملة: "بأن الأطباء يصرفون لهم أدوية أدت إلى إصابتهم بأعراض مرضية غريبة وخطيرة".
وقالت الوزارة: "أن ما سلف ذكره ما هو إلا دليل على استهتار هذا المحتل بحياة الأسرى وتعمد قتلهم أو إصابتهم بأمراض مستعصية يصعب شفاؤها، ونقف اليوم أمام حدث جلل وخطير لا يمكن السكوت عليه، أو المرور عليه مر الكرام".
الوزارة تقرع ناقوس الخطر
و طالبت الوزارة: "بحماية دولية للأسرى، منعاً من تكرار مثل هذه الممارسات وغيرها من الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى، وخاصة الإهمال الطبي المتعمد لمئات المرضى، حيث يعتقل الأسير وهو بصحة جيدة، وما أن يمضى عدة سنوات داخل السجن حتى يصاب بمرض: السرطان أو الفشل الكلوي أو السكري وغيرها من الأمراض الخطيرة".
كما طالبت "المنظمات الطبية الدولية تشكيل وفود طبي لزيارة السجون، والإطلاع على عينات الأدوية التي يقدمها الاحتلال للأسرى، وذلك للتأكد من مدى صلاحيتها ومناسبتها للأمراض التي يعانى منها الأسرى".
ودعت أبناء شعبنا إلى ضرورة مساندة الأسرى، والتفاعل الدائم مع قضيتهم حتى لا يستفرد بهم العدو الصهيوني، وخاصة أن الأسرى في " السبع / ايشل" أعلنوا اليوم إضراباً عن الطعام احتجاجاً على محاولة الاحتلال اغتيال احد زملائهم.