سقوط مبارك..ينعى كامب ديفيد وينهي ملف التسوية
أيمن خالد
2011-02-01
كامب ديفيد بمعناه الحقيقي يعني الأمن، وتحقيق معادلة الأمن لإسرائيل، وسقوط مبارك يعني نهاية الأمن الذي كانت تحققه كامب ديفيد لإسرائيل، وبالتالي فقدت إسرائيل الجهة التي حمتها طوال السنوات الماضية، وانتقلت المعادلة للقوى التي كان يهددها ليبرمان بنسف سد أسوان، وهي القوى الشعبية، الناقمة، التي نامت على الجرح ولكنها لم تغف للأبد.
كامب ديفيد التي أنهت وجود الجيش المصري بشكل فعلي في سيناء، وأطلقت العنان للأجهزة الأمنية لتثير وتبطش، وتعلق مشانق للناس، هذه الأجهزة اليوم باتت مطلوبة، وبالتالي هناك فراغ كبير في سيناء بالنسبة لإسرائيل، وهذا الفراغ، يعني ان هذه الأرض الشاسعة والتي كانت الخاصرة المؤلمة، عادت من جديد أكثر إيلاما لإسرائيل لأسباب عدة، أبرزها وأهمها ان إسرائيل لم تعد إسرائيل المرعبة للشعوب، وان فكرة احتلال أي شبر من سيناء لا يعني الا مزيدا من الكوارث على هذا الكيان، الذي بات الان يستعد فعليا للمواجهة الشعبية القادمة عبر أشكالها المختلفة.
أيضا على المستوى السياسي، سيناء الان وغدا ستعانق غزة، وهذه معادلة الجغرافيا القادمة، بغض النظر عن أي سياسي قادم، وبغض النظر عن أي قوة ستكون في المنطقة، أضف إلى ذلك ان انكشاف دور إسرائيل في مواجهة انتفاضة الشعب المصري عبر تزويد النظام البائد بالمعدات القاتلة، كل ذلك سيعيد سيرة شهداء الماضي، ليصبحوا. مع شهداء الحاضر عناوين النقمة على إسرائيل، وهذا يعني ان أي تحرك شعبي قادم، سيكون باتجاه فلسطين، وليس باتجاه إسرائيل، ويعني أيضا ان المقاومة هي العناوين القادمة، خصوصا مع نهاية وفرار الأجهزة السرية التي كانت تروع الناس في القاهرة، وكانوا لا يختلفون عن الجنود الإسرائيليين الذين نسميهم المستعربين، وبالتالي نهاية عصر المستعربين، ومزيد من الجرأة في الشارع المصري، ومزيد من الرعب في الطرف الإسرائيلي، فهناك صورة للعالم العربي، لم تكون موجودة من قبل.
على المستوى العربي، هناك إحساس قادم لمعظم الأنظمة، ان ساعة الصفر قد اقتربت، وبالتالي ان شعب مصر، هو الان يعيد إنتاج وتقديم الثورة العربية، والكرامة العربية على أسس جديدة، هي المكاشفة والمعلومة، التي لم تعد حكرا على الساسة، بمعنى ان سياسة القطيع أصبحت من الماضي، وهذا يعني أزمة كبيرة للنظام العالمي القائم، وعلى رأسه أمريكا والتي ظلت تتعامل مع الشعوب العربية بمنطق الاستعلاء والاستحقار من خلال تسليط كلابها وحكامها على الشعوب العربية.
الأيام القادمة تعني نهاية أفكار التسوية، والاستعلاء الإسرائيلي، فالحقائق لن تختفي، والمكاشفة فوق الجميع، وبالتالي سيكون مأزق إسرائيل وأمريكا وكامل الذين لعبوا بالسياسة في انهم يسيرون في زمن مضاء، وليس زمنا معتما، وما سيقال وراء الأبواب المغلقة، لم يعد مجهولا للشعب، ولم تعد السياسة لعبة الكبار والقادة، ولكنها أيضا حاجة الناس ولغتهم اليومية.
فلسطين والقدس عناوين الأمة الخالدة، هي المستفيدة أولا من حركة الشعب في تونس ومصر، ونحن الان سنرى تحت مظلة الرعب الإسرائيلي، إعادة بناء الشعوب العربية في كل مكان، فقد مضى زمن إسرائيل، ومضى زمن أمريكا، التي لا تملك إذلال شعوبنا بعد اليوم.
الان ..على حدود غزة وسيناء يتم بناء سياسة المنطقة العربية بأكملها.
' كاتب فلسطيني