يعتبر التوجه لاختيار نوع من النظام الغذائي الهادف إلى التقليل من مستوى الكولسترول أمرا معقولا؛ إذ إن بعضا من الكولسترول الذي يتراكم على الشرايين يبدأ جولته مع الغذاء المتناول. ولكن تغيير العادات الغذائية بهدف التحكم في مستويات ضغط الدم لا يبدو واضحا تماما ومباشرا. ومع هذا، فإن الغذاء له تأثير مباشر بل ودراماتيكي أحيانا على ضغط الدم.
* أغذية مفيدة
* ويلعب الملح دوره بالتأكيد في زيادة ضغط الدم. وهناك كثير من الأغذية «الودّية» تجاه ضغط الدم التي تقلل من تناول الملح. فالفواكه، الخضراوات، الألبان القليلة الدسم، البقول، المكسرات، الكربوهيدرات من الحبوب الكاملة، والدهون غير المشبعة.. كلها تلعب دورها الصحي في التأثير على ضغط الدم.
ولا يوجد غذاء «سحري» واحد في هذه القائمة. وبدلا من ذلك، فإن وضع الأسس لخطط موجهة لتناول كل تلك الأغذية الصحية هو الذي سيكون مفيدا للتحكم في ضغط الدم، بل إن فائدته ستتعداه إلى جوانب أخرى.
وقد أظهرت التجارب الدقيقة أن الخطط الغذائية مثل النظام الغذائي المسمى «المنطلقات (أو المقاربات) الغذائية للحد من ضغط الدم المرتفع» الذي يعرف بالاسم المختصر «داش» Dietary Approaches to Stop Hypertension (DASH) diet ، وأشكاله المتنوعة مثل «النظام الغذائي لكل القلب» OmniHeart diet، وكذلك النظم الغذائية للبحر الأبيض المتوسط (المتوسطي)، تخفض من ضغط الدم لدى المصابين بارتفاعه ولدى الآخرين المهددين بالإصابة بضغط الدم المرتفع. كما أن هذه النظم الغذائية تساعد أيضا في درء بعض العواقب المخيفة لارتفاع ضغط الدم.
* مرض خفي
* إن ضغط الدم المرتفع هو حالة مرضية خفية؛ إذ إن الإنسان لا يعرف ألبتة أنه مصاب بها إلا بعد قياسه لمقادير ضغط الدم، أو بعد أن يبدأ ضغط الدم المرتفع في إلحاق الأضرار بالأعضاء الحيوية للجسم.
ولا يتحكم في مستويات ضغط الدم سوى نصف الأميركيين المصابين بحالات ارتفاعه. وهذا الأمر الخطير يؤكد العواقب الخطيرة لهذا المرض، الذي يعتبر المسبب الرئيسي للسكتة الدماغية في الولايات المتحدة، كما يساهم في حدوث آلاف النوبات القلبية، ويقود إلى إجهاد عضلة القلب مسببا عجز القلب، ويلحق الضرر بالكليتين، ويضعف البصر، ويؤثر على الذاكرة، ويقلل النشاط الجنسي، ويسرق سنوات عديدة من الأعمار.
* 10 نصائح
* وفي حين تؤدي عقاقير معالجة ضغط الدم المرتفع مفعولها بشكل جيد، فإنها لا تكافح بالضرورة سبب هذه المشكلة، كما أن لها آثارا جانبية مهما كانت سلامتها.
ولذا تعتبر النظم الغذائية الصحية الخط الأول للدفاع لدرء ارتفاع ضغط الدم. وهي تمثل علاجا أوليا ممتازا عندما يأخذ ضغط الدم في الارتفاع نحو منطقة حدوث المرض، كما أنها شريك مثالي للأدوية.
ولسوء الحظ، لم يكن من السهل ترجمة الاستراتيجيات الغذائية التي تم اختبارها في الدراسات الإكلينيكية وتحويلها إلى نظم غذائية يمكن اتباعها يوميا. ولكن الطبيبين فرانك ام. ساكس وهنّا كامبوس العاملين في قسم التغذية في كلية هارفارد للصحة العمومية قاما بهذه المهمة. وقد عرضا في 3 يونيو (حزيران) 2010 في مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين» جملة من النصائح المدعمة بالأدلة والبراهين حول النظم الغذائية لحالة ضغط الدم المرتفع، إضافة إلى تقديمهما قائمة بالأغذية التي يجب شراؤها أسبوعيا.
- تناول كميات أكثر من الدجاج، والسمك، والمكسرات، والبقول، وكميات أقل من اللحوم.
- اختر الحليب ومنتجات الألبان قليلة أو منزوعة الدسم بدلا من الكاملة الدسم.
- تحول إلى تناول الفواكه والخضراوات بدلا من الوجبات الخفيفة المالحة أو الحلوة، أو الحلويات.
- اختر الخبز والمعكرونة والأغذية الأخرى الغنية بالكربوهيدرات المصنوعة من الحبوب الكاملة بدلا من تلك المصنوعة من الطحين الدقيق الأبيض.
- تناول الفاكهة بدلا من عصير الفاكهة.
- استعمل الدهون غير المشبعة مثل زيوت: الزيتون، والكانولا، وفول الصويا، والفول السوداني، والذرة، وعباد الشمس، بدلا من الزبد، وزيت جوز الهند، أو زيت النخيل.
- اعتمد على المنتجات الغذائية الطازجة أو المجمدة بدلا من المعلبة والمعالجة صناعيا.
- اختر الأغذية التي تحتوي على القليل من الصوديوم قدر الإمكان: استعمل الأعشاب، والبهارات، والخل، وأية مضافات أخرى للطعم، بدلا من الملح.
- لا تهمل وجبات الطعام، حاول أن تتناول ثلث السعرات الحرارية اليومية في وجبة الإفطار.
- إن كنت بحاجة إلى مساعدة، فعليك تدوين كل ما تتناوله يوما بعد يوم لمدة أسبوع، لكي تعرضها على اختصاصي في التغذية.