حذرت مفوضة الشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، كاترين أشتون، ليبيا أنّ العنف ضد المحتجين يجب أنّ يتوقف على الفور، بعد أن تحدثت أنباء عن وصول عدد القتلى فى ليبيا منذ الثلاثاء الماضى إلى ما يزيد عن 170 شخصاً.
وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية BBC أنّ الرئاسة المجرية قالت للاتحاد الأوروبى أنّ ليبيا هددت بوقف التعاون مع الاتحاد لمنع الهجرة غير القانونية إلى أوروبا، إذا استمرت الأخيرة فى دعم الحركات الداعية للديمقراطية.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنّ وزير الخارجية البريطانى، وليم هيج، تحدث هاتفيا مع سيف الإسلام نجل الزعيم الليبى معمر القذافى حول الأوضاع المتدهورة فى ليبيا، معرباً عن قلق لندن العميق من تفاقم العنف.
وقال بيان الخارجية البريطانية: إنّ هيج عبر عن قلقه من أنباء مقتل أعداد كبيرة من الناس على يد قوات الأمن الليبية، وأن تصرفات الحكومة فى ليبيا غير مقبولة ومدانة على نطاق دولى واسع، داعياً طرابلس إلى الحوار وتطبيق إصلاحات.
وأشارت BBC إلى أنّ الأنباء الواردة من ليبيا كانت قد ذكرت أنّ موجة الاحتجاجات ضد نظام حكم القذافى اتسعت واقتربت من العاصمة طرابلس، إذ وصلت إلى مدينة مصراته، التى تبعد نحو 200 كم عنها.
ونسبت وكالة فرانس برس إلى شهود، قولهم إن قوات الأمن اصطدمت مع محتجين فى مصراته، لكن لا توجد أنباء حتى الآن عن حجم الخسائر أو الإصابات بينهم.
وقالت مصادر طبية من داخل مدينة بنغازى الليبية: إنّ نحو 200 شخص قُتِلوا وأصيب حوالى 700 منذ اندلاع الاضطرابات فيها قبل أيام قليلة.
وأوضحت BBC أنّ أنباء نقلت عن طبيب يعمل فى أحد مستشفيات المدينة، قوله: إنّ المرافق الطبية غير قادرة على التعامل مع العدد الكبير من الجرحى، وذلك لأن أغلبهم ذات إصابات خطيرة وفى النصف العلوى من الجسد. وقال أحد الأطباء لـ"BBC": إنّ 90% من الإصابات فى الرأس والرقبة والصدر.
وبث التليفزيون الحكومى الليبى صورا لبنايات محترقة ومنهوبة فى مدينة البيضاء، ثالث أكثر المدن الليبية، لكن من غير المؤكد متى التقطت تلك الصور.
ويقول معارضون: إنّ السلطات الليبية قمعت بسرعة محاولاتهم للاحتجاج فى العاصمة طرابلس، التى تعد المعقل الرئيسى لنظام حكم الزعيم الليبى معمر القذافى، الذى يحكم البلاد منذ أكثر من 40 عاما.
ووصفت الحكومة الاحتجاجات بأنها "تخريب"، متهمة أشخاصا من الخارج بإذكائها هدفاً لتهديد استقرار البلاد.
وقالت طبيبة، فى المدينة التى تبعد نحو 1000 كلم شرق طرابلس، إن المستشفيات تعج بجثث القتلى.
وفى السياق نفسه، نقلت وكالة أسوشيتدبرس عن طبيب آخر، قوله: إن جنودا من القوات الخاصة، ومرتزقة أجانب، وموالين للقذافى هاجموا المتظاهرين أمس، السبت، بالسكاكين والبنادق الهجومية والأسلحة الثقيلة، خلال موكب جنازة 35 شخصا قتلوا قبل ذلك.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن أحد الشهود، وصفته بأنه أحد زعماء القبائل، امتنع عن ذكر اسمه، قوله: إنّ قوات الأمن باتت محاصرة فى ثكناتها ومقراتها فى بنغازى.
وأضاف أن المدينة صارت فى حالة عصيان مدنى، وأن سكانها أصبحوا يديرون شئونهم بأنفسهم.
وقال شاهد آخر: إن عدد المنضمين لموكب جنازات عشرات القتلى الذين سقطوا فى موجة العنف الحالية بلغ نحو مائة ألف شخص، اتجهوا جميعا إلى المقبرة حيث دُفِنَ هؤلاء القتلى.
وقدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عدد القتلى الذين سقطوا فى ليبيا منذ اندلاع موجة الاحتجاج على السلطات بما لا يقل عن 173، إلا أن الرقم مُرَشَح أن يرتفع من جديد.