كانت التظاهرات في اليمن تنتهي ظهرا عندما يحين موعد الهواية الوطنية -الآفة، تخزين القات، لكن المحتجين في وسط صنعاء يخزنون في ساحة الاعتصام ويقولون: لن نرحل قبل ان يسقط النظام.
وفي الباحة امام جامعة صنعاء حيث بدأ الالاف اليوم الاثنين اعتصماما مفتوحا، تحلق نصف المتظاهرين تقريبا داخل خيام او على الارض حول اكياس من القات اشتروها من الاسواق القريبة، وكانوا يمضغون النبتة الخضراء المنبهة كما يفعلون كل يوم في مجالسهم، في اشارة الى ثباتهم في ساحة الاعتصام.
وقال الطالب معمر الحيدري لوكالة فرانس برس من الساحة "الطلاب لن يرحلو من امام جامعة صنعاء الا بسقوط النظام".
وقال "اما ان يسقطوا او نسقط نحن".
وانضم حوالى عشرة نواب معارضين وناشطون من المجتمع المدني ومعارضون من غير الطلاب الى الاعتصام امام جامعة صنعاء التي تحولت خلال الاسابيع الاخيرة الى معقل للحركة المناهضة للنظام، بعد ان كان الطلاب يشكلون العمود الفقري لهذه التظاهرات.
وشكل المعتصمون لجانا تنظيمية لتنظيم الاعتصام ومنع اي تدخل من مناصري الحزب الحاكم الذين كانوا يهاجمون الطلاب المتظاهرين بشكل يومي بالحجارة والعصي والهراوات، وحتى بالفؤوس والاسلحة بحسب بعض المتظاهرين.
وذكر احد المعتصمين لوكالة فرانس برس ان المحتجين شكلوا "ثلاث لجان شعبية، لجنة امنية ولجنة طبية ولجنة تغذية".
وفيما تقوم اللجنة الامنية بحماية المعتصمين من هجمات يخشى ان تاتيهم من مناصري النظام المعتصمين في ميدان التحرير القريب من المكان، تقوم اللجنة الطبية بالاهتمام بشؤون الصحة العامة وباسعاف المعتصمين عند حصول اي طارئ.
اما اللجنة الغذائية فمهتها تتركز بشكل اساسي على تقديم المأكل والمشرب للمحتجين الذي يتوقعون ان يطول اعتصامهم، فالرئيس علي عبدالله صالح اكد اليوم الاثنين انه لن يرضخ لمطالب المتظاهرين ولن يرحل "الا بصناديق الاقتراع".
وذكر مسؤول في اللجان لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه انه تم منذ بداية الاعتصام جمع ما يقارب مليوني ريال (9300 دولار) "من تبرعات المعتصمين والمواطنين" المتعاطفين.
وتستخدم هذه الاموال لتقديم الغذاء لمن ليس بوسعه دفع ثمن الوجبة، ولمن يود تخزين القات ايضا ولا تسمح له امكانياته بذلك.
ورفع المعتصمون ايضا صورة كبيرة للرئيس اليمني مشطوبة باللون الاحمر مع عبارة "ارحل"، فيما حمل آخرون لافتات كتب عليها "الشعب يريد اسقاط النظام".
وفيما كانت الشرطة تقف على بعد امتار من الاعتصام دون ان تحتك بالمتظاهرين، قام عدد من الشباب المعتصمين باغلاق الشوارع التي تؤدي الى ساحة الاعتصام.
وغاب العنصر النسائي بشكل تام عن الاعتصام الذي تخللته مداخلات لنواب وناشطين معارضين ومشايخ عبر منصة خاصة.
وبشكل مواز، نصب المعتصمون الخيام عند مدخل جامعة صنعاء مؤكدين عزمهم المبيت في المكان، فيما بدأت نداءات عبر مكبرات لتقديم البطانيات والثياب السميكة لمساعدة المعتصمين على احتمال برد الليل في العاصمة اليمنية التي تقع على ارتفاع 2150 مترا عن سطح البحر.
وقال النائب احمد سيف حاشد المشارك في الاعتصام لوكالة فرانس برس ان الشباب يعتقدون بان دور الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد حان بعد الرئيسين التونسي والمصري اللذين اطاحت بهما انتفاضات شعبية غير مسبوقة.
وقال النائب المستقل ان "ارادة الشعوب لا احد يمكن ان يثنيها، وكما راينا في تونس في عهد زين العابدين بن علي كان لا احد يستطيع ان يتلفظ بكلمة واحدة، لكن ارادة شعب تونس جعلت من الطاغية عبرة لجميع الشعوب".
واضاف "الآن نرى الرؤوس تتساقط بارادة الشعوب. سقط (الرئيس المصري حسني) مبارك واليوم ننتظر (الزعيم الليبي معمر) القذافي والدور على الرئيس اليمني".
وحصل المتظاهرون على دعم معنوي قوي اليوم الاثنين من علماء اليمن.
وحرم العلماء بزعامة الشيخ عبدالمجيد الزنداني الاعتداء على المتظاهرين السلميين.
كما اعتبر العلماء ان التظاهر شكل من اشكال "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وبالتالي تحول المعتصمون الذي افراد يقومون بعمل، لا بل واجب اسلامي.