السلطة تعود للتفاوض وإسرائيل للاستيطان
----------------------------------------
أعمال بناء في مستوطنة بيتار عيليت أيلول الماضي (رويترز-أرشيف)
وافقت إسرائيل على بناء عشرات الوحدات السكنية بالضفة الغربية رغم تجميد للاستيطان أعلنته قبل أشهر، في خطوة جاءت بعد يوم من قبول اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إجراء مفاوضات غير مباشرة، وتزامنت مع زيارة مبعوثين أميركيين يمهدان لإطلاق محادثات توقفت 14 شهرا، تحديدا بسبب ملف الاستيطان.
وفي لقاء مع إذاعة الجيش برر وزير البيئة غيلاد إيردان منح تراخيص للوحدات، التي ستبنى بمستوطنة بيتار عيليت قرب بيت لحم، بقوله إن الحكومة عندما أعلنت تجميد الاستيطان عشرة أشهر، وضعت استثناءات تسري عندما تكون هناك مسائل تتعلق بالسلامة والبنية التحية لمشاريع أطلقت قبل صدور القرار، وهو ما ينسحب حسبه على بيتار إيلات.
وقالت إسرائيل في نوفمبر/ تشرين الثاني إن أعمال البناء ستستمر بـ3000 وحدة سكنية بدأ تشييدها قبل صدور قرار التجميد الذي استثنى القدس الشرقية التي تريدها السلطة الفلسطينية عاصمة لدولة فلسطينية في حدود 1967.
ثمن باهظ
وهاجم المتحدث باسم السلطة نبيل أبو ردينة منح التراخيص الجديدة، وقال "إسرائيل تواصل تدمير جهود السلام، وعلى الإدارة الأميركية التحرك لجعلها توقف كل النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية".
ميتشل يحضر لمفاوضات غير مباشرة حدد لها الفلسطينيون أربعة أشهر سقفا زمنيا (رويترز)
كما قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "الحكومة الإسرائيلية تريد تدمير جهود (المبعوث الأميركي جورج) ميتشل بهذه الخطوات. دعونا نتحدث لميتشل عن احتمال عدم القيام بذلك (المحادثات غير المباشرة) إذا كان الثمن باهظا جدا".
وقال هاغيت أوفران مسؤول ملف الاستيطان بمنظمة "السلام الآن" الإسرائيلية إن "الحكومة الإسرائيلية تستقبل (جوزيف بايدن) نائب الرئيس (الأميركي) بأن تظهر أنها لا تملك للأسف نية جدية في تحقيق تقدم في مسيرة السلام".
تراجع فلسطيني
وهاجمت إسرائيل على لسان الوزير إيردان تحديدَ السلطة سقفا زمنيا للتفاوض غير المباشر "بعد أشهر من وضع شروط تفاوض غير مسبوقة" وقلل من رد الفعل الأميركي على بناء الوحدات الجديدة.
وقبلت السلطة إنهاء مقاطعتها للمفاوضات لـ"منح فرصة للجهود الأميركية" وتراجعت عن شرط الوقف الكلي للاستيطان، لكنها حددت أربعة أشهر سقفا زمنيا لمفاوضات غير مباشرة أيدتها الجامعة العربية وقبلتها إسرائيل.
وقال أمين سر اللجنة المركزية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه إن المفاوضات ستجري دون ضمانات أميركية لكن "واضح بأنها (الولايات المتحدة) ستتخذ الموقف المناسب تجاه أي طرف يتحمل مسؤولية التعطيل".
كما استبعد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) نجاحها لكن "نرغب في منح الإدارة الأميركية فرصة".
فصائل تعارضها
وعارضت فصائل فلسطينية أبرزها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إطلاق مفاوضات جديدة، وعدّتها غطاء لممارسات إسرائيل.
وبحث جورج ميتشل أمس إطلاق المفاوضات غير المباشرة بالقدس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف محادثاته بالجيدة، ويبحثها الرجلان مجددا اليوم قبل لقاء محمود عباس في رام الله.
ويبحث بايدن موضوع المفاوضات أيضا في زيارة إلى المنطقة بدأها اليوم، ويجتمع فيها بمسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين ومصريين وأردنيين.