اعتبرت الكاتبة الأميركية ريبيكا سولنيت أن الثورات العربية التي شهدتها بعض البلدان العربية -منها مصر وتونس والآن ليبيا- تحمل في طياتها مفاجآت، مشيرة إلى أن درجة غليان الماء معلومة لدى الجميع، ولكن درجة غليان الشعوب تبقى غامضة.
فقد تفاجأ العديد في الغرب بأن العالم العربي -الذي قيل لنا إنه من القرون الوسطى وهرمي وغير ديمقراطي- يشهد جيلا من الشباب بجنسيه، يستخدم الإنترنت والأجسام العارية في الشوارع والساحات من أجل إحداث تغيير عبر الديمقراطية المباشرة والقوة الشعبية.
وتقول الكاتبة في مقالها بصحيفة لوس أنجلوس تايمز إن ثمة مفاجأة بأن الأنظمة التي لا تتزعزع تفتتت بطرق دبت الهلع في الأنظمة القوية بدءا من السعودية إلى الصين والجزائر والبحرين. كما أن عامل التوقيت يشكل عنصر مفاجأة آخر، وفق سولنيت.
"
من يتحرر من الخوف يخرج عن السيطرة، وعندما يفقد الناس خوفهم تحدث بعض الأشياء المذهلة
"وطرحت عدة تساؤلات، منها لماذا كانت وفاة شخص –في إشارة إلى التونسي محمد البوعزيزي- هي التي أشعلت الانتفاضات؟ ومتى تصبح الإساءات غير المحتملة محتملة؟ ومتى يتبخر الخوف؟
وتقول سولنيت إن تونس ومصر لم تكونا تعيران بالا للمآسي والحالات غير المحتملة قبل إحراق البوعزيزي نفسه، مشيرة إلى أن درجة غليان الماء واضحة ولكن درجة غليان المجتمعات تبقى غامضة.
وتتابع أن مواقع ويكيليكس وفيسبوك وتويتر ساهمت بتلك الثورات، ولكن هذه المواقع كانت موجودة من قبل، فالشابة المصرية أسماء محفوظ حاولت أن تستخدم الإنترنت لتنظيم مظاهرة احتجاج بالسادس من أبريل/ نيسان 2008 ولكنها لم تفلح، إذ لم يتقدم معها سوى عدد ضئيل تمكنت الشرطة من تفريقهم.
في حين أن الفتاة المذكورة تمكنت في يناير/ كانون الثاني الماضي من دعوة الملايين إلى ميدان التحرير، وعجزت القوات الأمنية عن فض الاعتصام.
وبعد أن ذكرت الكاتبة أمثلة من التاريخ، تقول إن نشوب ثورة بدعوة من أسماء -التي لم تملك سوى حساب في فيسبوك- يجب ألا يفاجئنا، لأن "الثورة عادة ما تشعلها الأعمال الشجاعة" كما حصل بالإمبراطورية السوفياتية.
فمن يتحرر من الخوف –تقول سولنيت- يخرج عن السيطرة، وعندما يفقد الناس خوفهم تحدث بعض الأشياء المذهلة.
وتقول أيضا إن محصلة نظرية الفوضى تشير إلى أن رفرفة الفراشة لأجنحتها بالبرازيل ربما تؤثر في الطقس بتكساس، مشيرة إلى أن ثمة المليارات من الفراشات التي ترفرف بأجنحتها، ولكن عندما يحرك طيرانها رياح التمرد فلا يستطيع أحد أن يتكهن بما سيحدث.
وتختتم بما قالته أسماء "طالما تقول إنه لا يوجد أمل فلن يكون هناك أمل، ولكن إذا ما خرجت واتخذت موقفا فسيكون هناك أمل".