قوة رسالتك التربوية في قوة مواهبك
اعلمي ايتها المرأة الام ، ان الله عز وجل قد بنا فيك القاعدة التربوية ، ووفر فيك عناصر الامومة ، الراعية الداعية الى بناء الجيل ، واهم هذه العناصر : أ ـ متعك الله بطاقة كبرى من العاطفة والحب لشتى الوان المعاناة من الاوجاع والسهر في سبيل الابناء ، وبهذه العاطفة والحب لمرفأ حياتك الزوجية جعلك تتناسين وتتجاهلين كل الاتعاب والاوصاب .
هذا الامر الذي تستحقين عليه الاجلال والثناء ، ويحق معه التأكيد على ثمرة احشائك ، ان يفي لك بالحق ويرعاك في كبرك كما رعيتيه في صغره .
وقد خاطبه الامام زين العابدين (ع) بقوله :
«واما حق امك ان تعلم انها حملتك حيث لا يحمل احد احدا ، واطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم احد احدا ، وانها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وجميع جوارحها مستبشرة بذلك» .
فهو (ع) يصف ما انت عليه من الحنان الزاخر والعاطفة الفياضة التي اودعها الله عز وجل في قلب كل ام من الحيوان والانسان ، لكنها في الانسان اظهر واقوى ، لانها تصاحب قلبك الى نهاية المطاف من حياتك .
ب ـ في مقابل ما تحملينه من زخم الحنان ايتها الام ، فقد غرس الله عز وجل ، حبك في قلوب صغارك ، وجعلهم يميلون اليك اكثر ، وسيحبّونك ويالفونه اكثر مما يالفون الاب ، ويسعون في كسب رضاك .
وبهذا ملكك الله عز وجل قوة التأثير فيهم صغارا ، وجعل فطرتهم تربة خصبة لبذر كلماتك الطيبة .
ج ـ انك ايتها الام ، اكثر دراية وامعانا بمزايا طفولة اولادك ، وتفهمين لغة الطفولة واشاراتها وتطلعاتها وبنائها النفسي ، والتالي فأنت خبيرة باخلاق وسلوك هذه الطفولة ، بحكم المعاشرة الدائمة لها من الصغر الى مرحلة النضوج .
وعلى هذا الاساس فانت قادرة على تفادي واصلاح اي خلل او انحراف في سلوك الابناء ، فكوني مدرسة تربوية ناجحة ، لأن سر النجاح في منهجك التربوي ، يكمن في امتزاج الفكرة والمفهوم الذي تريدين ايصاله الى ذهن طفلك بعبق الحنان والحب الذي تحملينه له .