قتل 15 وأصيب نحو ثلاثين عندما أطلق الجيش -وفق شهود عيان- رصاصا حيا لتفريق متظاهرين قرب مبنى محافظة مدينة تعز جنوبي اليمن، وهو ما نفاه مصدر حكومي. وفي الحديدة غربا أصيب المئات بعد إطلاق الشرطة القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين. ويأتي ذلك بينما تواصلت المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس في الضالع والبيضاء وسط البلاد.
وأكد مدير المستشفى الميداني في تعز صادق الشجاع إصابة أعداد كبيرة من المتظاهرين ووصف أكثر من حالة بأنها خطيرة، وأن أكثر من أربعين حالة اختناق وصلت المستشفى خلال مسيرة طالبت برحيل الرئيس علي عبد الله صالح وأبنائه وأقاربه كما دعت إلى عصيان مدني.
تصفية دموية
من جهته قال محمد مقبل الحميري -وهو نائب مستقيل من البرلمان- إن مجزرة كبرى وتصفية دموية تنفذ بشكل عشوائي بمدينة تعز. وفي السياق قالت شاهدة للجزيرة نت إن عشرات سقطوا بين قتيل وجريح أمام مبنى المحافظة برصاص القناصة.
يُذكر أن عشرات الآلاف خرجوا من مناطق عديدة بمحافظة تعز في مسيرة سلمية منذ الصباح الباكر للتنديد بما قالوا إنها مجزرة ارتكبتها أمس قوات الأمن ضد المحتجين بالمدينة.
وقالت مصادر للجزيرة إن نحو ألف شخص أصيبوا أمس، بعضهم برصاص قوات الأمن وآخرون جراء استنشاق الغاز المدمع في تعز.
نفي حكومي
في المقابل نفى المحافظ حمود خالد الصوفي سقوط قتلى وإطلاق النار عشوائيا على المتظاهرين اليوم، واعتبر أنهم حاولوا اقتحام مبنى المحافظة مما اضطر الجنود لإطلاق النار بالهواء في مرحلة أولى لتحذيرهم ثم اضطروا للدفاع عن أنفسهم بعد أن تمكن مندسون داخل صفوف الشباب من التهجم عليهم. ونفى هذه الرواية شهود عيان.
وفي الحديدة غربي اليمن قالت شاهدة عيان للجزيرة نت إن قوات الأمن المركزي أطلقت الرصاص والقنابل المدمعة على آلاف تجمعوا أمام مبنى المحافظة احتجاجا على قمع المعتصمين وطالبوا بإسقاط النظام، مما أدى لسقوط 25 جريحا أغلبهم عانوا من حالات إغماء. كما تحدثت عن إطلاق للرصاص أيضا من مبنى البنك الأهلي المجاور لساحة الاعتصام بالمحافظة.
رصاص المدرعات
وفي اتصال هاتفي مع الجزيرة تحدث عبد الحفيظ الحطامي -وهو صحفي من الحديدة- عن إطلاق رصاص حي ومدرعات كانت داخل محافظة الحديدة تطلق الرصاص من رشاشات تجاه المعتصمين بساحة التغيير مما أدى إلى سقوط ثلاثين جريحا على الأقل. كما قالت مصادر للجزيرة إن مسلحين بزي مدني يطلقون النار على متظاهرين بالمدينة.
وأصيب أمس بالحديدة أكثر من أربعمائة برصاص قوات الأمن ومن يسميهم اليمنيون بـ"البلاطجة" الذين تصدوا لمسيرة سلمية ليلية تضامناً مع المعتصمين في تعز.
وقالت وكالة رويترز إن المتظاهرين حاولوا التوجه إلى قصر للرئاسة بالمدينة الواقعة على البحر الأحمر، لكن الشرطة أوقفتهم بإطلاق النار في الهواء وباستخدام الغاز المدمع، كما قام عدد من أفراد الشرطة السريين بمهاجمتهم.
وكان الآلاف من أبناء محافظة الضالع بالجنوب أعلنوا انضمامهم للثورة الشعبية والمعتصمين بساحة التغيير بصنعاء. كما تظاهر آلاف أيضا بالبيضاء احتجاجاً على قمع المعتصمين في تعز وطالبوا برحيل الرئيس ونظامه.
المعارضة تندد
في غضون ذلك استنكرت المعارضة استخدام الأمن "القوة المفرطة" لتفريق مظاهرات أمس في تعز والحديدة.
وقالت أحزاب اللقاء المشترك إن الاعتداءات على المعتصمين تأتي ضمن ما سمته مسلسل جرائم اتهمت الرئيس ونظامه بارتكابها منذ أكثر من شهرين، مؤكدة أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وأن المسؤولين عنها سيلاحقون أمام القضاء الوطني والدولي.
وأضافت أن الرئيس وأقاربه لم يفهموا رفض الشعب لهم وأن ما يرتكب بحق المعتصمين لن يزيدهم إلا إصراراً وسيكسبهم مزيداً من الالتفاف الشعبي.
كما أدانت جماعة الحوثي في بيان لها ما وصفته بجريمة ارتكبها النظام بحق المعتصمين من أبناء ساحة الحرية، وأكدت أنها باقية على موقفها المساند لمطلب إسقاط النظام بالنضال السلمي.
واتهمت الحركة في بيان صدر عنها الرئيس صالح بتلقي الدعم من جهات تعطيه الضوء الأخضر لقمع الشعب اليمني.