جمعتا "الإصرار" للمعارضة "والحشد" للنظام
علماء يمنيون يطالبون صالح بالرحيل
طالب عدد كبير من علماء ومشايخ اليمن الرئيس علي عبد الله صالح بالتنحي فوراً, وعزل كافة أبنائه وأقاربه من مناصبهم. يأتي ذلك بينما تستعد المعارضة اليمنية لتنظيم جمعة مليونية في ساحة الحرية بـصنعاء أطلق عليها "جمعة الإصرار" بعد مظاهرات حاشدة أمس طالبت برحيل صالح.
فقد أعلن شيوخ قبائل وعلماء دين في بيان صدر أمس بعد اجتماع موسع مطالبهم للانتقال السلمي للسلطة. وجاء على رأس المطالب دعوة الرئيس إلى التنحي الفوري عن السلطة, وإقالة أقاربه من المؤسسات الأمنية والعسكرية.
كما دعا البيان -الذي تم إلقاؤه من على منصة ساحة التغيير بصنعاء- شيوخ ووجهاء البلاد كافة إلى إعداد وثيقة شرف تمنع حدوث اعتداءات أو حروب أهلية.
وبخصوص المبادرات المقترحة لحل الأزمة الحالية وعلى رأسها المبادرة الخليجية، أكد كبار علماء اليمن ومشايخها رفضهم المطلق لأي مبادرة أو وساطة لا تنص صراحة على تنحي الرئيس صالح.
وأيد البيان المشترك ثورة الشباب السلمية مطالباً كل فئات المجتمع بالالتحاق بالثورة, وإفساح المجال لكل الأطياف السياسية في البلد للمشاركة في بناء دولة المؤسسات ودولة النظام والقانون.
وطالب العلماء والمشايخ بحل قضية الجنوب والساحات على أساس المواطنة, ورفع كافة الممارسات القمعية ضد أبناء الشعب.
كما أكدوا حق الشباب في مظاهراتهم في كل الميادين والساحات، وضرورة حماية الأجهزة الأمنية لهم.
جمعة "الإصرار"
في هذه الأثناء، يستعد مئات الآلاف من اليمنيين لتنظيم جمعة مليونية بساحة الحرية أسموها "جمعة الإصرار" للتأكيد على إصرارهم وتمسكهم بمطلبهم الوحيد المتمثل في رحيل الرئيس ومحاكمته وأبنائه ورموز نظامه.
ويأتي هذا التحرك استكمالا للمسيرات والمظاهرات التي شهدتها عدة مدن خلال الأسابيع الماضية، فخلال يوم أمس خرجت مظاهرات طلابية حاشدة في جامعة إب، وقال شهود عيان إن نحو ثمانية أشخاص أصيبوا بجراح بعد مشاركتهم في المظاهرة.
وشهدت مدينة الحديدة مظاهرات مماثلة حيث طالب المتظاهرون باستمرار الاحتجاجات حتى يسقط النظام، معلنين بالوقت نفسه رفضهم المبادرة الخليجية.
وتظاهر آلاف الطلاب من جامعة تعز
، ورفعت المظاهرة التي انطلقت من مبنى الجامعة وتوجهت إلى ساحة الحرية شعارات تصف صالح بالرئيس المخلوع. كما شهدت المدينة مسيرة رمزية شارك فيها أطفال للتنديد بالأجهزة الأمنية لما تقوم به من أعمال قتل ضد المحتجين.
في المقابل، يستعد الحزب الحاكم والسلطة المحلية بتعز لحشد مناصرين للرئيس صالح الجمعة بجوار فندق ديلكس وسط المدينة.
وسينضم للحشد مسؤولون كبار بالدولة ينحدرون من هذه المحافظة أمثال رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني، ووزير الإدارة المحلية بحكومة تصريف الأعمال رشاد العليمي.
وستكون "جمعة الحشد" فرصة جديدة للحزب الحاكم لإظهار حجم مناصريه للرد على الثورة التي انطلقت شرارتها يوم 11 فبراير/ شباط الماضي.
رفض "الخليجية"
في الأثناء رفضت المعارضة الانضمام إلى محادثات ترعاها السعودية لنقل السلطة في البلاد، وأمهلت صالح أسبوعين لترك السلطة.
وقال الرئيس الدوري لتجمع اللقاء المشترك المعارض ياسين سعيد نعمان للجزيرة إن المعارضة تؤكد على تنحي صالح ، وترفض المدة الواردة بمقترحات نقل السلطة بالمبادرة الخليجية.
بدروه، قال محمد المتوكل -وهو أحد زعماء المعارضة البارزين- إن التوضيحات المقدمة لهم باللقاء الذي جمعهم بسفراء السعودية والكويت وعُمان باليمن عن المبادرة الخليجية لم تكن ملائمة لمطالب المعارضة.
وكانت دول مجلس التعاون قدمت مبادرة لحل الأزمة السياسية ترتكز على تنحي الرئيس صالح من منصبه لنائبه، وتقديم ضمانة للرئيس وعائلته ونظامه بعدم المحاكمة، ثم تشكيل حكومة وطنية.