تُـهَـوِّدنا القِـيان - مُـهـداة إلى الشاعر المجاهد لطفي الياسيني / للشاعر مصطفى الزايد
--------------------------------------------------------------------------------
الليث البطل أبو مازن لطفي الياسيني الشاعر المجاهد:
أبتاه لاتحزن ، فهذا عصر انقلاب المعايير.
الرويبضة يتحدث في امر الأمة. وقدم رؤيته لمصالحها ومستقبلها.
القنوات الفضائية تستدعي أراجوزاً أو راقصة لتحاوره في ثورة الحجارة أو حرب العراق أو حصار غزة. وتسأله عن تقييمه للموقف ، وتوقعاته ، وكأنه القائد الفكري الذي تلتف الأمة حوله وتستنير بآرائه.
وهكذا أبلغتهم القنوات ما لا ينبغي لهم ، فصدقوا انفسهم ، وراحوا يصنفون ويقررون.
إليك أبتاه أهدي قصيدتي
تُـهَــوِّدنـا الـقِــيـانُ
وقفـت بهـا فعاتبـنـي الصـحـاب
ومــن تشجـيـه أطـــلال خـــراب
ولـكـنــي شـجـانــي زأر لــيـــث
يـصـول بقـيـده وهــو الـمـهـاب
نـظـرت بمقلتـيـه فـــلاح حـــزن
عمـيـق وانجـلـى فيـهـا عـتــاب
فقلت ألم تكن في الحـرب سيفـا
تـجـز بـحـده الـمـاضـي رقـــاب
وقـاتـلـت الـيـهـود بـكــل ســـاح
كـمـا تنـقـض مــن جــو عـقـاب
فيـا أبَ مــازن هــل جــد أمــر؟
فقـال: الدهـر بـات بــه انـقـلاب
تُـهـودنــا الـقـيــان وتـزدريــنــا
وتنـكـر مجـدنـا العـالـي ذنـــاب
وما ندري بها مـن ايـن جـاءت
ولا مـن نبـع مـن كـان الشـراب
فأشغلنـا الجـهـاد عــن الـرزايـا
شبابـا ثـم فـي الشـيـب الكـتـاب
فـلــم نـسـمـع بـهــن ولا رأيـنــا
فقلـت لهـا وقـد يغنـي الـجـواب
لكـم غَـنـَّـت قُـبـيلـك مــن قـيـان ٍ
وكـــم نـبـحـت بحلبـتـنـا كـــلاب
وكم رقصت على الجرح البغايا
وخــدرنــا بشـحـنـتـه خــطـــاب
فما أجدى الغنا والرقـص شيئـا
وما أغنى الخطاب ولا السبـاب
ومـا نـدري بمثلـك حيـن مــرت
بـدنـيــا أو تـعـاورهــا الــذئــاب
ولـــــــم نــســـمـــع ولا والله إلا
أنـيــن الـمـاجـدات بـــه نــــذاب
وأطـفـالا بـكــى مـمــا شـجـاهـم
نــواح الـنـاي واهـتـزت قـبــاب
وأســرى يألـفـون صلـيـل قـيــد
لـــه نـغـمـات ألــحــان عــــذاب
فغـنـي انــت للسـكـرى وهــزي
بـقــد فـيــه يـشـتـعـل الـشـبــاب
فنـحـن غنـاؤنـا الأنـفـال تـتـلـى
وترقـص فــي لياليـنـا الـحـراب
ونـامـي للحـريـر عـلـى حـريــر
إذا مــا أثـقـل الـنـاس الـشـراب
فــإنـــا كـلــمــا نـمــنــا بــثــغــر
وأيقـظـنـا بـصـرخـتـه الــتــراب
نهضـنـا للجـهـاد ومـــا علـمـنـا
بـمـا غـنـت لنصرتـنـا الـعــراب
يهـود نحـن! أنــت بــذاك ادرى
فعـلـمـك لا يـطـاولـه الـسـحــاب
وأنــت نقـيـة الأعـــراق تـرقــى
بأهـداف سـمـت فيـهـا الـرغـاب
وذات مـبــادئ ولــهــا الــتــزام
فمـا غنـت لــذي نـسـب يـشـاب
ولا رقصـت لغيـر العـرب يومـا
ولا هــــزت لأغــــراب تــهـــاب
مـبــادئ هـــذه! لـيـسـت بـيـانـا
يـعـدل حـيـن يختـلـف النـصـاب
فـمــا كـشـفـت مفاتـنـهـا لـقــوم
سوى من فيهـم عظـم المصـاب
لـعـمـرك إنــــه أمــــر عـجـيــب
وكم في عصرنا جـاءت عجـاب
ومــا عــدل الـزمـان بـنـا إذا مـا
أزيح الصقـر واصطـاد الغـراب
وقـام بـنـا الرويبـضـة اجـتـراء
وصنَّفـنـا القـشـامـر والـقـحـاف
------------------------------
الشاعر مصطفى الزايد