خنســـاء العـــراق
أنا لله وأنا إليه راجعون
لقد انتقلت الى رحمة الله الحاجه أم محمد
زوجة أحد شيوخ عشائر الجنوب من مدينة البصره الحبيبه وتحديدا من الزبير
كانت أم محمد من عائله قبليه جذورها من المنطقه الغربيه ولكونها بنت شيخ زوجوها بشيخ أحد قبائل الجنبوب لكون والدها صديق للشيخ . بعدها أنجبت خمسة أولاد وكلهم ذكور ولم تعيش مع أبو محمد كثيرا لوفاته بعد زواجهم بعشرة أعوام وبقت مع أهل زوجها ولم تتزوج وجلست تربي أولادها كانت أم محمد طويلة القامه وجميله جدا ويلقبوها بالشيخه لكونها بنت شيخ وأخت شيخ وزوجة شيخ كبروا الأولاد وصاروا رجال تزوج محمد من ابنة أختها ورزق بتسعة أولاد وبمشيئة الله أستشهد محمد رحمه الله في القادسيه وقد بكته كثيرا ولاكنها كانت قويه وجلست تعاون زوجة ابنها في تربية اولادها وبعدها بسنتين أستشهد أحمد في حرب القادسيه فزادها حزننا وبقيت الماجده صابره على فراق اولادها وأملها الوحيد أن تربي أولادهم جيد لأن الشهيد الثاني ترك لها ثلاثة أولاد وكنا نراها تذبل وتتعب وتراعي الضيوف والأحفاد والأرض وقبل ان تنتهي حرب أيران بعدة أشهر تأسر أثنان من أولادها وبقي عندها ولد والأحفاد ترعاهم وكلهم يعيشون في بيت الشيخ وكما تعلمون ان بيت الشيخ يتكون من جزئين جزء للرجال وجزء للنساء والأولاد وكان أبنها يدرس المحاماه وتخرج وكان ولا زال من البعثيين المناضلين في محافظة البصره وبعدها أصبح أحد القضاة في الجنوب. نرجع الى ماجدتنا عندما رجع الجيش العراقي من الكويت كانت مع ولدها المحامي تركض يمينا ويسارا من أجل مساعدة الجرحى وحسب ما روت لنا أن الغوغائيين وجماعة حزب الدعوة الأيراني الأنتماء كانوا يجمعون أفراد الجيش ويرموهم بالرصاص وبعدها يضعوهم في حفر كبيره ويردموا عليهم التراب والأن يسموها المقابر الجماعيه المهم الشيخه أم محمد تريد أن تساعد بأكثر من أن تداوي جروج أفراد الجيش فهي تعلم أن المرأه في الجنوب لا يصح أن تكشف رأسها أمام الرجال وعلى باب مضيفها فمن أجل ضباط العراق فعلت ذلك وكانت تمسك بتوثيه وتتوعد كل من يأتي من أجل التفتيش للبحث عن ضباط الجيش لأنها رأت أغلب الضباط يقتلون فقامت بكشف رأسها وأدخلت قبادات من الجيش وضباط ووقفت على باب المضيف ومنعت جماعات حزب الدعوه من الدخول الى مضيف النساء وهربتهم بأتجاه بغداد بمساعدة أخ لها وبعض شيوخ العشائر ومنهم كان مدير أمن البصره في ذلك الوقت وبقي ممتن لها ويزورها بأستمرار وفي يوم من الأيام جائها الشهيد رحمه الله أبو حسن كما كانت تناديه وهو المقصود الرفيق علي حسن المجيد بعد أن قضى على المتمردين وخلص الجنوب منهم ورحبت به وطلب منها أن تذهب معه الى بغداد عندما سمع بكل ما قامت به هذه الماجده وشكرها كثيرا ووعدها خير من أجل أولادها الأسرى وبعد كم شهر بعث لها سياره أقلتها الى بغداد ومن ثم الى القصر الجمهوري وكان سيغمى عليها من الفرحه عندما شاهدت أولادها الأثنين موجودين هناك وبعدها ظهر لها القائد الشهيد صدام حسين وكان يقول لها هله ببنت النشامه هله بأم الرجال وأخت الرجال هله برفعة الراس وكانت تهيم وتود ان تقبل يديه الشريفتين ولكنه أبى وقبل رأسها وقال لها أنت الخنساء وكانت عيناه تدمع لأنها في حينها أنشدته شعرا سأوافيكم به عندما أستلمه من حفيدها وكرمها وبقيت تعيش في الجنوب وجاء الأحتلال الغاشم ودمر ذكريات أم محمد لأن هذه المره أخذ منها ثلاثة شهداء أولادها الذين كانوا في الأسر أستشهدوا في مكتب الرفيق الشهيد علي حسن المجيد وحفيدها أستشهد في بغداد وهو كان أبن الشهيد ملازم أول محمد بركات وهنا كانت نهايه الماجده صحيا لأنها تعرضت لأكثر من جلطه وكما تعلمون يا رفاقي أعز الولد ولد الولد أي أنها أحتسبت أولادها كلهم شهداء ولكن الذي قضى عليها حفيدها لأنها كانت تعتبره أمتداد لولدها الشهيد محمد وبأستشهاده قطع نسله لأنه كان الولد الوحيد لوالده والباقي بنات وكانت حسب رواية أحفادها لآخر لحظه عنما يأتون للتفتيش ويطرقون الباب تصرخ بهم وتخفي صورة القائد معها تحت وسادتها فهذه هي العراقيه التي أعزها القائد لا تفرط بقيمها وتبقى رفعة راس للنشامه هذه من قال عنها أبو عدي انت خنساء العراق.
نطلبوا لها الرحمه ومثواها الجنه
عاش العراق عاشت الأمه المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وعلى رائسهم الشهيد القائد صدام حسين المجيد
أم صدام