آخر الأخبار
اللبنانيون يعيشون على وقع طبول الحرب والزلزال المدمر
2010-03-15 01:24:13
غزة-دنيا الوطن
يعيش اللبنانيون في الفترة الأخيرة على وقع قرع طبول الحرب الإسرائيلية التي تؤرق راحتهم من جهة، وعلى مستجدات أخبار الجيولوجيين وتوقعات المنجمين من جهة أخرى. حالة من الخوف تسيطر على يوميات الناس وعلى محور أحاديثهم في كل المناطق اللبنانية وإن تفاوتت نسبتها بين منطقة وأخرى.
يبقى لسان حال كل المواطنين هو أن «الحرب هذه المرة لن تكون كسابقاتها» وهنا يختلف التحليل بين فئة وأخرى؛ ففي حين يرى البعض أن هذه المرة لن تكون أي منطقة لبنانية بمنأى عن الضربات الإسرائيلية بعد التهديدات المتتالية التي تطلقها إسرائيل وبعدما اختلف الواقع السياسي اللبناني بتوجهات أحزابه وفرقائه، يرى البعض الآخر أن الحرب لن تكون لبنانية فقط، بل إقليمية.
مع العلم أن هذه «التحليلات» تتقدم أو تقوى حينا وتتراجع أحيانا أخرى، وذلك بحسب المواقف الإسرائيلية من جهة، ومواقف أمين عام حزب الله حسن نصر الله من جهة أخرى؛ إذ إن موقف نصر الله الأخير خفف من وطأة هذا الخوف قليلا لكنه لم يلغ فكرة وقوع الحرب عاجلا أم آجلا.
ويقول حسن ح. من الجنوب اللبناني: «نحن نثق بكل ما يقوله نصر الله، وخطابه الأخير الذي استبعد فيه وقوع حرب إسرائيلية أراحنا قليلا، ولكن هذا لا يعني أننا نثق بإسرائيل وما يمكن أن تقدم عليه على الرغم من أن الخسارة التي منيت بها في حرب يوليو (تموز) 2006 ستجعلها تتريث كثيرا قبل إقدامها على أي خطوة خاطئة، وليس من عادة إسرائيل أن تخبرنا بحربها قبل أن تقوم بها.
لكن الأكيد أن هذه المرة لن نبقى لوحدنا في المواجهة، ستكون حربا إقليمية ستدخل فيها إيران وسورية وسيكون قدر إسرائيل الزوال».
من جهتها، تضع وفاء ض. من منطقة الشوف في جبل لبنان الحرب نصب عينيها، وتقول: «كنت أخطط لإعادة تأهيل بيتي في منطقة الشويفات لكن الأخبار السيئة والتحليلات التي نسمعها يوميا جعلتنا نؤجل الأمر إلى حين وضوح الخيط الأبيض من الخيط الأسود، لأننا قد نكون في وجه المدفع هذه المرة».
وتسأل: «في حرب يوليو (تموز) الماضية استطعنا الهرب إلى قرانا في الجبل، لكن اليوم الوضع اختلف؛ من يضمن عدم تعرضنا للصواريخ الإسرائيلية؟». وتضيف: «لكننا بالتأكيد لن نترك بيوتنا ونهرب لا إلى سورية ولا إلى غيرها». على وقع الخوف نفسه إنما لأسباب مختلفة تجتمع مع طبول الحرب فتولد حالة ذعر جعلت اللبنانيين يحتارون من ماذا يخافون وكيف يواجهون، هي أخبار الزلزال المدمر الذي توقع الجيولوجيون أن يضرب لبنان وقد ينتج عنه تسونامي! لا سيما أن هذه المعلومات تتقاطع مع توقعات يبثها بعض المنجمين الذين بدورهم توقعوا وقوع حرب إسرائيلية..
وكانت قد نشرت دراسة علمية أشارت إلى أن مسألة الوقت فقط هي التي تتحكم في حدوث كارثة طبيعية جديدة تضرب السواحل اللبنانية، كتلك التي ضربت فينيقيا قبل نحو 1500 عام وهدمت بيروت عام 551م وأغرقت معظم المدن الساحلية اللبنانية. ونقل الموقع الإلكتروني لمجلة «ناشيونال جيوغرافيك» العلمية عن المحلل في المركز اللبناني للأبحاث الجيوفيزيائية عطا إلياس أن «العوائق التي حالت دون معرفة أسباب الزلزال التاريخي قد انتفت حين أجري مسح لجيولوجية البحر المتوسط، وأظهر أن تحرك طبقات الـ(تكتونيك) أدى إلى انهيار قطعة من أرضية البحر ووقوع هزة أرضية بقوة 7.5 درجة على مقياس (مومنت)، الأمر الذي أطلق موجة تسونامي ضربت شواطئ فينيقيا.
والواقع الخطير هو أن الفترة التي تفصل بين حدثين جيولوجيين متماثلين، تقارب 1500 عام، ما يعني أن موعد تحول بيروت إلى دمار على عمق نحو 3 كيلومترات وغرق صور بالكامل أصبح قريبا جدا». وبعد شيوع هذه المعلومات استنفرت وسائل الإعلام اللبنانية للإضاءة أكثر على الموضوع الذي تحول إلى حديث الناس الذين يحاولون تحليل هذا الواقع الذي يعيشونه وكيفية الهرب منه، فتقول أليسار: «الحرب أصعب من الزلزال.
في الحرب نعيش على أعصابنا هاربين من منطقة إلى أخرى، أما في الزلزال فليس بإمكاننا القيام بأي شيء، فهو متى وقع لن يستمر أكثر من لحظات أو دقائق؛ إما الموت أو البقاء على قيد الحياة!». مع العلم أن هذه الأخبار جعلت المواطنين الذين يسكنون في مناطق قريبة من البحر يعيشون في حالة خوف أشد وقعا من غيرهم، وقد عمد بعض أهالي البترون في شمال لبنان ومدينة صور في الجنوب إلى نقل مكان سكنهم إلى مناطق بعيدة عن البحر على أمل أن يبتعدوا عن «شر» الزلزال.