لقي شخصان مصرعهما وأصيب نحو 25 آخرين الاثنين في مواجهات بين قوات حكومية ومسلحين مناصرين لآل الأحمر في صنعاء، وذلك بعد يوم واحد من تعليق المبادرة الخليجية إثر رفض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التوقيع عليها لإنهاء أزمة اليمن.
وقال مراسل الجزيرة نت بصنعاء حامد عيدروس إن إطلاق نار كثيفا وقع بالقرب من منزل الشيخ عبد الله الأحمر في منطقة الحصبة شمالي العاصمة اليمنية صنعاء، حيث يقيم شيخ قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر.
وقال المراسل إن إطلاق النار كان بين حراس الشيخ صادق الأحمر من جهة وقوات من الحرس الجمهوري وشرطة النجدة ومسلحين بزي مدني من الجهة الثانية، وإنه وقع بعد أن ضبط حراس الشيخ مجموعة من المسلحين تحاول إدخال أسلحة إلى مدرسة حكومية محاذية للبيت.
وذكر المراسل أن تعزيزات من الحرس الجمهوري وشرطة النجدة وصلت إلى عين المكان، وأن دبابات شوهدت وهي تتحرك من معسكر النجدة باتجاه المنزل، في محاولة لاقتحامه.
وأكد شهود عيان أن القوات الحكومية استخدمت قاذفات "آر بي جي 7" ورشاشات "12-7" وأسلحة أخرى خفيفة ومتوسطة أثناء الهجوم.
وتحدثت أنباء من عين المكان عن أن حرس الشيخ صادق الأحمر الذي انضم إلى الثورة في مارس/آذار الماضي سيطروا على مبنى وزارة الصناعة والتجارة القريب من منزله.
هجوم بساحة التغيير
من جهة أخرى، قال شاهد عيان من ساحة التغيير وسط العاصمة صنعاء، إن اشتباكات عنيفة تدور عند أحد مداخل الساحة، حيث أطلقت قوات حكومية النار باتجاه المدخل المحاذي للفرقة الأولى مدرع.
وقال الشاهد إن جنديا من تلك الفرقة أصيب إصابة خطيرة، وأضاف أنهم يسمعون سيارات الإسعاف وهي تمر دون أن يعرف هل هناك إصابات أو قتلى جراء الاشتباكات.
في هذه الأثناء، خرج أهالي مدينة البيضاء اليمنية في مسيرة حاشدة يطالبون خلالها مجلس التعاون الخليجي بوقف أي مبادرات، ووجه المتظاهرون الشكر لدولة قطر بسبب انسحابها من المبادرة، كما طالبوا بإسقاط الرئيس علي صالح ونظامه ومحاكمتهم جميعا.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من رفض عبد الله صالح الأحد التوقيع على مبادرة من مجلس التعاون الخليجي تقضي بتنازله عن السلطة لنائبه في غضون 30 يوما، في مقابل الحصول على حصانة من الملاحقة القضائية لنفسه ولأعوانه.
ويعرف اليمن حركة احتجاج مستمرة في شوارع المدن منذ أواخر يناير/كانون الثاني الماضي تطالب بإسقاط النظام، وقد شنت قوات الأمن حملة دموية على المحتجين سقط جراءها ما لا يقل عن 180 قتيلا، وفق حصيلة لناشطين في مجال حقوق الإنسان.
خيار سلمي
في المقابل، أكّد المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك في اليمن محمد قحطان التزام المعارضة اليمنية بالخيار السلمي من أجل إسقاط نظام علي عبد الله صالح. وأوضح أن الحرب الأهلية التي يتحدّث عنها الرئيس لا توجد إلا في مخيّلته.
أما الثوار في ساحة التغيير بصنعاء فقالوا إن حديث صالح عن سفك الدماء لا يخيفهم ولن يَثنيهم عن المضي في طريقهم. وأضافوا أنهم سيواجهون عمليات القتل بالورود وصدور عارية حتى تحقيق مطلبهم بسقوط نظامه.
وكانت ساحات التغيير بعدة محافظات يمنية شهدت مظاهرات حاشدة أمس للاحتفال بذكرى الوحدة مطالبين بإسقاط النظام ومهددين بتصعيد الاحتجاجات والتحرك نحو المؤسسات الحكومية, وهو التحرك الذي سبب مواجهات دامية في وقت سابق هذا الشهر عندما أطلقت قوات الأمن النيران لوقفهم.
أما مجلس التعاون الخليجي فقد أعلن خلال اجتماع طارئ عقد بالعاصمة السعودية الرياض على مستوى وزراء الخارجية، تعليق العمل بالمبادرة مرجعا ذلك إلى "غياب الظروف الملائمة للموافقة عليها"، ومعربا عن تطلعه إلى توقيع الرئيس صالح عليها في أسرع وقت لضمان تنفيذ الاتفاق والانتقال السلمي للسلطة.