صخرة وجود السلام
عكيفا الدار
3/16/2010
بنيامين نتنياهو محق تماما. فمنذ 1967 لم توقف اي حكومة اسرائيلية البناء في القدس والشرق والغرب سيان. منذ ان طبقت حكومة اشكول السيادة الاسرائيلية على القدس الاردنية وضمت اليها القرى حول المدينة، اصبحت 'القدس الموحدة' جزءا لا ينفصل من دولة اسرائيل. رئيس الحكومة مخول ان يأمر وزير الداخلية بأن يؤخر قليلا البحث في اللجنة اللوائية لخطة توسيع حي يهودي وراء الخط الاخضر ويستطع ان يطلب الى رئيس البلدية تأجيل تقديم خطته لتغيير وجه الحوض المقدس. لا يستطيع اي رئيس حكومة صهيوني ان يخرج من فيه عبارة 'انا التزم بتجميد البناء في القدس'.
كذلك محمود عباس محق تماما. فمنذ 1967 لم تعترف اي دولة بضم شرقي القدس الى دولة اسرائيل. والى ذلك لا تستضيف القدس والغرب كالشرق اي سفارة أجنبية. بل إن الرئيس جورج بوش الذي اعتبر محبا لصهيوني، حرص على أن يوقع في كل ستة أشهر تعليق القانون من سنة 1995 في شأن نقل سفارة الولايات المتحدة الى عاصمة اسرائيل. يرى الفلسطينيون انه لا يوجد اي فرق بين اجازة خطة لبناء مئات الوحدات السكنية في رمات شلومو وبين اقامة بؤرة استيطانية جديدة قرب عوفرا. ان تعميق الوجود الاسرائيلي في 'حديقة الملك'، عند منحدرات الحرم الشريف يضر بهم اكثر من اقامة منطقة صناعية جديدة قرب اريئيل بأضعاف مضاعفة.
وباراك اوباما محق هو ايضا. لقد توقع الوسيط الامريكي ان يمتنع بنيامين نتنياهو في الاشهر القريبة عن تغيير الوضع الراهن في المناطق التي مصيرها موضوع على مائدة التفاوض. أدركوا في واشنطن ان نتنياهو لا يستطيع ان يسمح لنفسه بأن يعلن تجميد البناء في شرقي القدس. لقد أرادوا في الحصيلة العامة ألا تعلن اسرائيل توسيع البناء في شرقي القدس. وللأسف أمل الامريكيون ألا تفاجئهم بالبدء بخطة جديدة في اثناء زيارة نائب الرئيس وعشية البدء بمحادثات التقارب.
ومحمود احمدي نجاد محق اكثر من الجميع وهو يذوب اليوم ارتياحا. ان القدس هي جبهة ايران وحليفاتها في المنطقة المفضلة، للمصادمة مع الولايات المتحدة وحليفاتها في الشرق الاوسط. لا تستطيع طهران تأمل في مكان اكثر راحة وتوقيت أكمل لتعرض الجماعة الدولية بادية العورة. عندما يجتمع قادة الدول العربية في طرابلس، سيتابع آيات الله عن كثب تلوّي قادة الجامعة العربية حول اقتراح امضاء مبادرتهم السلمية العقيم من 2002.
يبدو على حسب تجربة الماضي ان نتنياهو يستطيع أن يتوقع خفوت الاهتمام بالبناء في رمات شلومو كما يخفت الاهتمام بحوادث الطرق القاتلة. بعد يوم او يومين تعود الحياة الى مسارها. واشنطن السياسية تقلقها انتخابات الكونغرس التي ستجرى بعد أقل من ثمانية أشهر. ان سنة الانتخابات هي موسم ازهار جماعة الضغط الموالية لاسرائيل والتي تأثيرها كبير في الحزبين وفي حزب الرئيس اوباما ايضا. 'القدس الموحدة، عاصمة الشعب اليهودي الخالدة'، كانت دائما ابدا سلاح يوم الدين لليمين الاسرائيلي واليهودي في الانقضاض على تل الكبيتول.
تذكر قصة رمات شلومو جميع محبي القدس الحقيقيين بأن هذه المدينة الصعبة هي صخرة وجود السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وبيننا وبين الاديان الثلاثة التي تؤمن بقداستها. الازمة الجديدة حول الاخلال بالوضع الراهن في شرقي القدس تجسد الخطر الكامن في اقتراح تأخير حل الخلاف في قضية السيادة على برميل البارود هذا الى نهاية المباحثات في التسوية الدائمة. ما ظل البرميل مفتوحا، فسيوجد متطرف او غبي، او رئيس البلدية نير بركات او الشيخ رائد صلاح الذي يرمي بالثقاب.
ستشتعل القدس.
ان لم يكن ذلك غدا فبعد غد. ان أزمة تجميد البناء هي ضائقة اللحظة الاخيرة. لم يعد يوجد فراغ كثير لمحادثات التقارب ولرحلات مكوكية أخرى لمبعوثين رئاسيين رفيعي المستوى اكثر او اقل. هذا هو وقت زعيم القوة العظمى لاستلال خطة أوباما لدولتين عاصمتهما القدس.
نقلا عن صحيفة هآرتس العبرية
صخرة وجود السلام
عكيفا الدار
3/16/2010
بنيامين نتنياهو محق تماما. فمنذ 1967 لم توقف اي حكومة اسرائيلية البناء في القدس والشرق والغرب سيان. منذ ان طبقت حكومة اشكول السيادة الاسرائيلية على القدس الاردنية وضمت اليها القرى حول المدينة، اصبحت 'القدس الموحدة' جزءا لا ينفصل من دولة اسرائيل. رئيس الحكومة مخول ان يأمر وزير الداخلية بأن يؤخر قليلا البحث في اللجنة اللوائية لخطة توسيع حي يهودي وراء الخط الاخضر ويستطع ان يطلب الى رئيس البلدية تأجيل تقديم خطته لتغيير وجه الحوض المقدس. لا يستطيع اي رئيس حكومة صهيوني ان يخرج من فيه عبارة 'انا التزم بتجميد البناء في القدس'.
كذلك محمود عباس محق تماما. فمنذ 1967 لم تعترف اي دولة بضم شرقي القدس الى دولة اسرائيل. والى ذلك لا تستضيف القدس والغرب كالشرق اي سفارة أجنبية. بل إن الرئيس جورج بوش الذي اعتبر محبا لصهيوني، حرص على أن يوقع في كل ستة أشهر تعليق القانون من سنة 1995 في شأن نقل سفارة الولايات المتحدة الى عاصمة اسرائيل. يرى الفلسطينيون انه لا يوجد اي فرق بين اجازة خطة لبناء مئات الوحدات السكنية في رمات شلومو وبين اقامة بؤرة استيطانية جديدة قرب عوفرا. ان تعميق الوجود الاسرائيلي في 'حديقة الملك'، عند منحدرات الحرم الشريف يضر بهم اكثر من اقامة منطقة صناعية جديدة قرب اريئيل بأضعاف مضاعفة.
وباراك اوباما محق هو ايضا. لقد توقع الوسيط الامريكي ان يمتنع بنيامين نتنياهو في الاشهر القريبة عن تغيير الوضع الراهن في المناطق التي مصيرها موضوع على مائدة التفاوض. أدركوا في واشنطن ان نتنياهو لا يستطيع ان يسمح لنفسه بأن يعلن تجميد البناء في شرقي القدس. لقد أرادوا في الحصيلة العامة ألا تعلن اسرائيل توسيع البناء في شرقي القدس. وللأسف أمل الامريكيون ألا تفاجئهم بالبدء بخطة جديدة في اثناء زيارة نائب الرئيس وعشية البدء بمحادثات التقارب.
ومحمود احمدي نجاد محق اكثر من الجميع وهو يذوب اليوم ارتياحا. ان القدس هي جبهة ايران وحليفاتها في المنطقة المفضلة، للمصادمة مع الولايات المتحدة وحليفاتها في الشرق الاوسط. لا تستطيع طهران تأمل في مكان اكثر راحة وتوقيت أكمل لتعرض الجماعة الدولية بادية العورة. عندما يجتمع قادة الدول العربية في طرابلس، سيتابع آيات الله عن كثب تلوّي قادة الجامعة العربية حول اقتراح امضاء مبادرتهم السلمية العقيم من 2002.
يبدو على حسب تجربة الماضي ان نتنياهو يستطيع أن يتوقع خفوت الاهتمام بالبناء في رمات شلومو كما يخفت الاهتمام بحوادث الطرق القاتلة. بعد يوم او يومين تعود الحياة الى مسارها. واشنطن السياسية تقلقها انتخابات الكونغرس التي ستجرى بعد أقل من ثمانية أشهر. ان سنة الانتخابات هي موسم ازهار جماعة الضغط الموالية لاسرائيل والتي تأثيرها كبير في الحزبين وفي حزب الرئيس اوباما ايضا. 'القدس الموحدة، عاصمة الشعب اليهودي الخالدة'، كانت دائما ابدا سلاح يوم الدين لليمين الاسرائيلي واليهودي في الانقضاض على تل الكبيتول.
تذكر قصة رمات شلومو جميع محبي القدس الحقيقيين بأن هذه المدينة الصعبة هي صخرة وجود السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وبيننا وبين الاديان الثلاثة التي تؤمن بقداستها. الازمة الجديدة حول الاخلال بالوضع الراهن في شرقي القدس تجسد الخطر الكامن في اقتراح تأخير حل الخلاف في قضية السيادة على برميل البارود هذا الى نهاية المباحثات في التسوية الدائمة. ما ظل البرميل مفتوحا، فسيوجد متطرف او غبي، او رئيس البلدية نير بركات او الشيخ رائد صلاح الذي يرمي بالثقاب.
ستشتعل القدس.
ان لم يكن ذلك غدا فبعد غد. ان أزمة تجميد البناء هي ضائقة اللحظة الاخيرة. لم يعد يوجد فراغ كثير لمحادثات التقارب ولرحلات مكوكية أخرى لمبعوثين رئاسيين رفيعي المستوى اكثر او اقل. هذا هو وقت زعيم القوة العظمى لاستلال خطة أوباما لدولتين عاصمتهما القدس.
نقلا عن صحيفة هآرتس العبرية