عتبرت قيادات وشخصيات فلسطينية أن مخططات إسرائيل لتهويد القدس المحتلة دخلت مرحلة حاسمة، داعية إلى تضامن عربي وإسلامي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك في خضم مواجهات اندلعت صباح اليوم بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة من القدس المحتلة.
وأطلق تحالف القوى الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا لها دعوة للغضب ابتداء من اليوم بعد افتتاح إسرائيل "كنيس الخراب" في البلدة القديمة من القدس المحتلة.
وفي هذا الإطار دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إلى ما أسماه بأوسع اصطفاف عربي وإسلامي من أجل القدس. وأضاف في كلمة له أن على السلطة الفلسطينية أن ترفع يدها عن الشعب الفلسطيني كي يعبر عن غضبه مما يجري بحق مقدساته.
ومن جهته حمل رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك ما سماه بالنظام الرسمي الفلسطيني مسؤولية إعادة الوحدة الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وانتقد في اتصال مع الجزيرة الصمت العربي الذي قال إنه دخل مرحلة "سبات جليدي" تجاه انتهاك المقدسات بالقدس.
معالم القدس
بدوره قال قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي للجزيرة إن الانتهاكات الإسرائيلية تشكل مرحلة أخيرة في تهويد المسجد الأقصى وتغيير معالم القدس.
وأكد عضو الكنيست أحمد الطيبي أن الحكومة الإسرائيلية تسعى بهذه الخطوة لتوحيد الرأي العام الإسرائيلي وإحراج المعارضة بأنها تدافع عن "يهودية القدس والمستوطنات".
وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري في تصريحات صحفية إن "ما يجري في القدس ومحاولة استهداف المسجد الأقصى يجعلنا أمام حسم تاريخي، لأن الاحتلال بهذه الجريمة يتجاوز كل الخطوط الحمراء ويجعل الجميع أمام لحظة الحقيقة من مع القدس ومن ليس كذلك".
وأضاف أن الشعب الفلسطيني والعربي "لن يغفر لأحد استمرار حالة الصمت على تدمير المسجد الأقصى، لأن هذا المسجد جزء من عقيدة الأمة".
وفي المقابل انتقد تيسير نصر الله القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، الدعوات الصادرة لاندلاع انتفاضة ثالثة، معتبرا أن مثل هذه الانتفاضة ستجلب الكوارث على الشعب الفلسطيني.
من جانبه أكد تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة في بيان على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وإتمام المصالحة الوطنية كرد حقيقي على ممارسات الحكومة الإسرائيلية من انتهاكات واعتداءات في القدس.
وفي سياق متصل أكدت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحماس أنها تدرس سبل الرد على ما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات إسرائيلية، محذرة من تفجير الوضع من جديد في وجه الاحتلال.
مظاهرة
وفي غزة خرج آلاف من طلبة المدراس والجامعات في شوارع المدينة للتنديد بما تتعرض له القدس.
ودعا المتظاهرون إلى إشعال انتفاضة ثالثة نصرة للأقصى، كما طالبوا بتصعيد المقاومة ضد إسرائيل.
وقد منعت الشرطة الإسرائيلية حافلات انطلقت من بعض البلدات العربية داخل الخط الأخضر من الوصول إلى القدس المحتلة تحسبا من مشاركة ركابها في الاحتجاجات التي تشهدها المدينة.
ونشرت قوات الأمن الإسرائيلية الحواجز على العديد من الشوارع الرئيسية وأعادت هذه الحافلات من حيث أتت.
وعلى الصعيد الخارجي حذر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو من أن الانتهاكات الإسرائيلية تزرع بذور حرب دينية، داعيا المجتمع الدولي لحمل إسرائيل على وقف اعتداءاتها.
ونظم عشرات الأشخاص في العاصمة الأردنية عمان اعتصاما أمام مبنى مجمع النقابات احتجاجا على ما يجري في القدس. وقال مراسل الجزيرة إن المعتصمين رددوا شعارات تندد بالممارسات الإسرائيلية وكذا بالمفاوضات.