من صديقٍ وتمنى
حَطَّ في عُشّي قطاةٌ شَجْوُها نايٌ حَزِيْنْ
بَحَّةُ الضِحْكَاتِ تُنْبِي سِرُّها سِرٌ دَفِينْ
نادَتِ الأَحلامَ عِنْدِي فَلَهَى حُلْمُ الشَبَابْ
زَهْرةٌ فَاحَ شَذَاهاَ في نَسِيمِ الصُبحِ ذابْ
يَسْكُنُ الأَحْدَاقَ سِرٌ يَا ثُغُوراً باسِمَاتْ
بَوْحُهَا صَمْتُ العَذّارى في حَنَاياها آهاتْ
آهِ مِنْ مُزنٍ رَشَفْنَا مِنْ يَدَيْهَا في الصَبَاحْ
قَهْوَةٌ صَهْبَاءَ تَحْكِي قِصَّةَ الصَّبِّ وراحْ
أسْكَنَتْ في العُشِّ عَيْنَاً أسْلَمَتْهَا لِلرُقَادْ
لِمْ تَخَفْ قَنْصِي لأَنِّيْ عِشْتُ للأَطْيَارِ حَادْ
وَبَدأنا في شِواءٍَ وَهْيَ في أحْلَى سُبَاتْ
ثُمَّ فاقَت في دلالٍ هُوَ دَلُّ الكَاعِباتْ
وَقَرَأنا بَعْضَ شِعْرٍ فِيهِ فَرحٌ ودُمُوعْ
تَرْقُبُ الوَقْتَ وتَرنو حَانَ مِيعَادُ الرُّجُوعْ
تُرِكَ الخَدُّ لِكَفٍ والشِفَاهُ الحَالِماتْ
صَاختِ السَّمعَ تَذُوبُ فِي حُروفٍ راقِصَاتْ
مَرَّتِ السَّاعاتُ عَدواً في مِرَاحٍ وَحُبُورْ
كَمْ تَمَنينا بَقَاها وَتَمَنَّتْها دُهُورْ
أمْضَتِ اليَّومَ طَروباً وَتَمَنَّتْ لَو يَطُولْ
لَحْظَة السَّعدِ ثَوانٍ وَلَها ذِكْرى تَطُولْ
عِطْرُها في العُشِ باقٍ وَأَنا أهوَى الطُيُوبْ
رَاقها عِطْرِي فقالت: إنَّهُ عِطْرٌ لَعُوبْ
عَبْقُها طِيبُ العَذارى إيْهِ يا عَـبْقُ الحِسَان
لَنْ يَغيب البَوحُ حَتَّى فيمَا لَو غَابَ الزَّمَان
قَدْ أتى النَّظمُ لِذكرى فاحفَظِي مَا شِئتِ عَنّي
كُلَّمَا أَجَّ الحَنِينُ مَا وَعِيتِ مِنْهُ غَنِّي
واذكُري عُشِّي وعِطْري أيْنَمَا كُنْتِ وَكُنَّا
واقْبَلِي أحْلَى الأمَانِي مِنْ صَديقٍ وَتَمَنَّى[/
أبو الفرج تميم فرج
في روضة من رياض الخرطوم
وما كان دونت
21/3/1991