بسم الله الرحمن الرحيم
وجدت نفسي وقد بدأت أصابعي تضرب المفاتيح على لوحة المفاتيح في حاسبي الآلي
وهو يحول ضرباتي إلى حروف.
كنت في حال حزين شديد,,
ما أسوأ أن توصف في ما ليس فيك
إن كان كلامًا معسولاً فأنت تقبل النفاق..
وإن كان شر.. فإنك تُهان.
صدفة كانت حيث وجدت نفسي هناك..
وبشخصي وبلا اسم مستعار
من زمن قريب قرب سبابتي من الوسطى.
بعيد بعد الإبهام منَ البنصر.
منير مثل ليل العاشقين..
و..
كنت قد أقمت في روضة لبعض الوقت.
الروضة كانت أشبه ما تكون بالرياض التي نسمع عنها في زمن ما قبل حب الجسد،
كانت في زمن الحب العذري الصادق..
زمن البراءة والحب من أجل الحب..
أقمت في الروضة ضيفًا عند زهورها اليانعة، وورودها الندية التي تبعث بأريجها في الفضاء الرحب، وتحمله إلينا نسيمات ريح جنوبية، وكان هناك أيضًا عصافير وفراش، وكروان، والدوري والحجل كانا، ولا أخفي عليكم وكان هناك ربما غراب ربما أكثر بقليل.
أقمت في الروضة أطوف على أكمام الزهر وأتنسم عبقها، وأمر على ثغور الورد وأتذوق طعم أريجها بحاسة شم قوية، وأسمع زرياب يناغي الكروان، ويزقزق الدوري، وأُراقب الفراشات اللعوب وهي تُعانق الزهيرات لتمتص بعض الرحيق، وأتسمر حين أرى نحلة تداعب الزهرة لتقبلها وترشف من رضابها لتعطينا ما فيه شفاء لنا... كنت.
وذات يوم نعق الغراب..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
تدخل غرّيدٌ وعوذني وهدأ روعي..
وكرر الغراب فعلته..
ساورتني الشكوك.. وبدأت أتساءل ماذا هناك؟
وعرفت أن وراء الأكمة ما وراءها.. ولكني أسأت التقدير..
ليس لجهل مني .. ولكن لطيبة زائدة، وحب أكثر للروضة وساكنيها..
ورحلت دون أن أرحل..
كنت أمر على الديار خلسة وأسترق السمع لأسمع ما يُسعد القلب
ومرة.. ودون سابق إنذار.. أُغلق باب الروضة..
جفت الأشجار.. هاجرت الأطيار..
تهت..
بحثت بكل ما لدي من حواس عن بعض ساكنيها، بصدق عن كل ساكنيها ما عدا الغربان..
اهتديت لبعضٍ منهم ولكن..
ويلتي من لكن هذه ..
لقد تبدلت أشياء وأشياء
سعدت حين لقيت بعض البعض..
ولكني حزين لأن البعض ..
ليس مهمًا..
إنها كلمات تراصت لتقول:
أجمل ما في الكون:
أن تزرع وردة وتحارب الظمأ حتى لا يقترب منها.
أن تغرس شجرة وترعاها وتشذبها وتعطيها ما تحتاج لتبقى يافعة قوية، تصمد في وجه الريح، وتقاوم التصحر.
أن تكتب جملة حروفها من الورود وصدرها الحاء والباء.
أن ترى البسمة ما بين السطور، والطيب يفوح من ما بين الحروف.
أن تعيش لتُسعد الغير بما لديك مهما كان بسيطًا.
حاولت.. أجدت.. فشلت.. أصبت .. أخطأت.. حزنت..
وما زلت..
جاء أمرٌ للعقل أن توقف ولا تكن حنظله..
توقف...
أبو الفرج والحال حال