يا أيها الطود: مهداة إلى والدنا الشيخ لطفي الياسيني / للشاعر علي خميس الفردان

يا أيها الطود: مهداة إلى والدنا الشيخ لطفي الياسيني / للشاعر علي خميس الفردان

--------------------------------------------------------------------------------

يا أيها الطودُ قدْ أحسنتَ مغفرتي
وقلتَ قولاً كأنسامِ الرياحينِ

طيبتَ نفسي فطابَ اليومَ مشربُها
يا سامحَ اللهُ أخطائي وتزييني

بللتَ قلباً حزيناً ضامئاً صديئاً
أطربتَهُ فاستوى عذبَ التلاحين

أحسستُ أن مياهَ المزْنِ قدْ هطلتْ
فاعشوشبَ الجذبُ في أرضِ المزايينِ

أرضُ الأخاءِ قدْ اهتزتْ بكمْ وربتْ
وأنبتتْ روضُها شوقَ المحبينِ

يا زارعَ القلبَ ريحاناً وتسليةً
يا جانيَ الخيرَ من صدقٍ وتبيينِ

إنَّا على الأرضِ نمشي فوقَ جلدتِنا
غداةَ صبحٍ ترابُ الأرضِ يحويني

فلستُ أرضى حبيباً باتَ في ألمٍ
منْ فرطِ جهلي ومنْ كُبري وتخويني

قدْ عُذْتُ باللهِ ما هذي فعالُ أبي
ولا رضعتُ حليبي غيرَ منْ ديني

أنصاعُ طوعاً إذا عزتْ أخوتنُا
أُضمدُ الجرحَ مهما النارُ تكويني

أدوسُ في الشوكِ كي تنجو أحبتُنا
وأُرخِصُ النفسَ لما الأرضُ تدعوني

نَحمي الذِّمارَ وإنْ فُلَّتْ خناجِرُنا
ونرتمي في لظاها دونَما هَوْنِ

شأنُ الأخوةِ فوقَ الرأس نرفعُهُ
أخي ظهيري ونفسي بعدهُ هوني

يا ربِّ هذي يدي والليلُ يغْمُرُني
والصبحُ إمّا سيأتي أو سيحويني

غفرانكَ اللهُ من ذنبٍ أراودُهُ
شفاعةً منْ نبيّ اللهِ تكفيني
--------------------
للشاعر علي خميس الفردان

صفحة 1 من اصل 1