تطورات دراماتيكية - ما بين الاستيطان و المفاوضات...! * نواف الزرو
---------------------------------------------
يعترف السيد عمرو موسى -عميد البيت العربي- قائلا:"فى زحمة التناقضات والخلافات العربية تمضى إسرائيل قدماً فى تنفيذ مخططها فى القضاء على فرص السلام المتوازن بالإمعان فى تهويد القدس واستيطان الأرض وفرض المزيد من القيود على المسجد الأقصى ووصل الأمر بهم إلى أن غزوا المسجد بمجموعات من السوق والدهماء بتواطؤ من سلطات الاحتلال، بالإضافة إلى إدعائهم ملكية إرث دينى له هدف سياسى هو تأكيد بقاء الاحتلال فى قلب الوطن العربى/ الثلاثاء 2 / 03 / 2010 م"، ويؤكد " أن تنفيذ المخطط الصهيونى قائم على قدم وساق وأن مسار التفاض تهدف من ورائه إسرائيل أن تجعله غطاءً لاستمرارها فى سياسة استبطانية توسعية تلتهم الأرض التى يفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية وهو من شأنه أن يؤدى إلى الانهيار الكامل للموقف الدولى القائم على رؤية حل الدولتين، الأمر الذى سيؤدى بالضرورة إلى خيار الدولة الواحدة على أرض فلسطين التاريخية/ الثلاثاء 2 / 3 / 2010 م".
والاهم ان السيد موسى يطالب العرب بوقفة حاسمة نحو سياسة الاستيطان والتهويد الإسرائيلية فى الأراضى العربية المحتلة، ويضيف "يجب إن نتبع القول الصادق "لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين" ولقد لدغتنا عشرات المرات وآن الأوان لعودة اليقظة والوعى العربى".
ورغم هذا الكلام الواضح الصريح للسيد موسى، الا "ان لجنة متابعة مبادرة السلام العربية توافق على اجراء مفاوضات غير مباشرة اسرائيلة- فلسطينية لمدة اربعة اشهر "كمحاولة اخيرة رغم عدم الاقتناع بجدية" اسرائيل او رغبتها في تحقيق السلام/ ووكالات /03/03/2010 ".
اذن- لقد اتت الضغوطات المختلفة الامريكية الاوروبية الاسرائيلية الرامية الى اجبار الفلسطينيين على العودة الى عملية المفاوضات اكلها، ونجحت في لي الذراع العربية قبل الفلسطينية، بل ان العرب لم يتجرؤا حتى الآن على اتخاذ موقف اكثر وابعد جرأة واستراتيجية في مواجهة الغطرسة والعربدة الصهيونية، ان على صعيد الاستيطات والتهويد الذي وصل الى تهويد حتى التراث والمعالم العربية الاسلامية، وان على صعيد الحروب الاخرى التي تشنها على الشعب الفلسطيني...!
فالاطراف المعنية على عتبة الاستئناف رغم الضجة العربية والدولية على قرار بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس ، تصوروا- هذا الاجماع العربي الدولي على ادانة قرارات الاستيطان الاسرائيلية، وهو اجماع لم يحدث قبل ذلك..!.
ورغم ذلك، تأتي الادارة الامريكية على الضحية الفلسطينية لتزيد من الفتك المعنوي بها، فميتشل يطالب السلطة بالبدء بالمفاوضات غير المباشرة فورا، وبايدن يدعوها الى استئناف المفاوضات دون تأخير، بل ويطالبها بالغاء حفل تدشين ميدان الشهيدة دلال المغربي-وقد حدث-...!، والرباعية تدعوها لاستئناف سريع للحوار.
ولكن هناك في"اسرائيل" اجندة اخرى تماما، فالمعادلة التي تحكم السياسات الاسرائيلية هي:"ليقول العالم- غير اليهود- ما يقولونه، ولكن قاطرة الاستيطان ماضية، وآلاف المستوطنين يضحكون على طول الطريق الي جبل أبو غنيم والشيخ جراح وشعفاط ورأس العامود –وفي كل الامكنة الاخرى-....!
فيا لها من تطورات دراماتيكية في عملية السلام...!
ونعود ثانية لنؤكد ان الاصل في هذا الصدد في الوعي السياسي الاسرائيلي المتبلور"ان هناك اجماعا في اسرائيل على تخليد الاحتلال للضفة"، فهاهو الوزير الإسرائيلي بيني بيغن- وله ثقل استراتيجي في الليكود والحكومة- يؤكد لنا بعد كل هذه التطورات:"وفقا لمفهومي فإنه لن تكون هناك سيادة غير إسرائيلية في المنطقة الواقعة غربي نهر الأردن ولن تقوم دولة فلسطينية"، وأضاف بيغن أنه "في هذه القضية أنا لا أختلف مع توجه رئيس الحكومة نتنياهو، لكني سأستمر في النضال من اجل آرائي داخل الحكومة ولا نية لدي بالتنازل عنها"، وتابع بيغن أنه "منذ عشر سنوات يتداولون فكرة الدولتين وتقسيم البلاد، لكن هذه الفكرة غير واقعية، لأن دولة عربية فلسطينية قابلة للحياة وتنشد السلام مع إسرائيل هي أمر ونقيضه، وهي تناقض مطلق- الاذاعة العبرية-2010-3-9".
المحلل الاسرائيلي تسفي بارئيل يكتب في هآرتس 7/3/2010 تحت عوان "يعيدون الاريكة" موضحا:"أخيرا توفر السلم الذي أنزل محمود عباس عن الشجرة، لجنة المتابعة العربية هي التي اعطته الاذن لاجراء محادثات غير مباشرة مع اسرائيل ولن تزيد مدتها عن اربعة اشهر وانتقالها الى المحادثات المباشرة لن يتم الا اذا جمد البناء في المستوطنات بشكل مطلق. المفاوضات، كما هو معروف، لا يمكنها ان تموت موتا سريريا، وعليه فانها نالت حقنة اضافية، وحدهم في غرفة واحدة، لا بد انها بيعت لتجار الخردة مع تنزيلات بحيث لا تكون حاجة بعد ذلك لها"، مضيفا:"خطأ. بعد 19 سنة من مدريد، 17 سنة من اوسلو، حرب في افغانستان؛ حرب في العراق، دول قامت في اعقاب انحلال الاتحاد السوفياتي، ايران التي بدأت في حينه فقط في لعق جراح الحرب الايرانية – العراقية باتت في الطريق الى قنبلة نووية، انتفاضة، خمس ونصف ولايات لرؤساء امريكيين، سبعة وزراء اسرائيليين ورئيسين فلسطينيين – ومرة اخرى يعودون الى نقطة الصفر، الى محادثات غير مباشرة ومحادثات رواق، الى الاريكة وصيغة مدريد، هذا الديكور المعروف لم يعط شيئا في الماضي ولا اساس للافتراض في أن ينجح هذه المرة".
ولذلك نوثق ايضا – ان الفرص الحقيقية للتسوية الدائمة لن تقوم لها قائمة، ولسوف تستحيل إمكانية التوصل إلى مثل هذه التسوية، فعلى أرضية مشروع حكومات "اسرائيل" المتعاقبة فإن مثل هذه المفاوضات المتجددة أيضاً ستكون عقيمة، وستراوح مكانها.
ونعتقد اننا مقبلون ليس فقط على اربعة شهور-مدة المفاوضات غير المباشرة- عقيمة ومضيعة للوقت والارض، وانما على عامين عقيمين من المفاوضات العبثية ربما يجران عامين آخرين واكثر، في ظل مثل هذا العجز الفلسطيني العربي .
ونجدد القول مع السيد موسى:"لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين"، ولقد لدغتنا اسرائيل عشرات المرات وآن الأوان لعودة اليقظة والوعى العربى".
فهل تحمل القمة العربية القريبة في ليبيا يا ترى هذا الشعار الملح في مواجهة الغطرسة الصهيونية..!
ان غدا لناظره قريب...!
---------------
* نواف الزرو