بسم الله الرحمن الرحيم
هناك الكثير من الحروف المتراصات التي تمر علينا إن في جمل، وإن في غيرها ولا نعيرها كثير اهتمام.
ما بالكم بالكلمات التي تأتينا وهي نور وهدى لنا، إن في القرآن الكريم أو في السنة النبوية المشرفة.
وكذا في ما قالت العرب من أدب وشعر وقصة وحكاية، وفيها نجد الحكمة، ومنها نأخذ العبر والدروس.
وما تُرجم من أدب وشعر وقصة من أعمال الغير، إن كان في مثل كليلة ودمنة، وإن كان في شعر الخيام، وإن كان في ديار الغرب، وأخذنا منها كما أعطيناها.
رب العزة سبحانه وتعالى حرّم على النار عبده الهين اللين السهل.
وأحب من كان عنده من الرفق الكثير.
ويبغض الخُرق ومن يتعاطي به.
ودلنا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على أن البيت الذي يخلو من الرفق يخلو من الخير ومن البركة.
وما هو الرفق؟
وقصة الصحابي (ابن الأقرع) الذي جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُقبل الحسن معروفة؟؟؟
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا فَقَالَ الْأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ {البخاري - كتاب الدب - حديث رقم 5538 }
أليس الحب من الرفق؟، أليس الحنان من الرفق؟، أليس التكافل ومساعدة المحتاج من الرفق؟, أليس العطف على اليتيم، وإقراء الضيف، وإغاثة الملهوف من الرفق؟، أليس الكلمة الطيبة والتي هي صدقة من الرفق؟, والأسئلة كثير وكثير.
كل ما هو خالد وجميل في هذا الكون ينضوي تحت جناح الرفق.
قدمت بكل الذي سبق ولي الكثير ولكن لابد من الإيجاز، فنحن في عصر الوجبات السريعة، والأناة أصبحت من البدع.
أقول وليتك تسمعني بعينيك وأذنيك، وكل حواسك، وتقرأ ما أقول بقلبك وعقلك:
ـ بالإمكان أن تعيش بلا بصر.. ولكن ليس بالإمكان أن تعيش بلا أمل.
ـ واعلم بأن نور الأمل يضيء عتمة اليأس مهما اشتدت حلكتها، وأن شجرة الصبر ثمارها الأمل.
ـ وثق بأنك لن تعرف المستحيل ما دمت قد ملكت الأمل.
ـ كما وأن سفينة الحياة لن تغرق في ظلمات بحر اليأس، ما دام الربان هو الأمل.
ـ أتعرف ما هو أجمل شيء في الوجود؟ إنه الابتسامة التي تشق طريقها عبر لجة من الدموع.
ـ أدري أنك تدري أن الابتسامة مفتاح القلوب، وأن العقل سلاح الحياة، ولكني أُذكر فقط.
ـ الابتسامة هي الابتسامة في كل أرجاء الكون، ونفهمها بلا ترجمان.
ـ لا تتلكأ إذا وقف الحزن في طريقك مرة، فلا بد أن يطرده الفرح.
ـ حين يبتسم لك صديقك فعليه أن يبين لك سبب الابتسام، وإذا بكى فعليك أنت أن تبحث عن السبب.
ـ كلنا يدري أن الابتسامة الصادقة لا تكلف شيئا، ولكنها تعود بالخير الوفير، كما وأنها لا تستغرق الوقت الطويل، ولكن ذكراها تدوم طويلاً طويلا.
ـ اعلم وبيقين أن السعيد هو من يبتسم مبسمه ويخفق قلبه.
ـ واعلم أنه من الصعب أن تبتسم في بيت تُغرقه الدموع.
ـ العظيم هو من يبتسم ودموعه على وشك أن تنهمر، ومن قبلنا قالوا: إذا انتصر عليك أحدهم فابتسم، لأن ابتسامتك تفقده لذة نصره.
ـ رحمهم الله؛ علموني البكاء، ويا ليتهم علموني الابتسام.
ـ كثير من الرقص لا يكون طربًا، فالطير يرقص مذبوحًا من الألم.
ـ أن تبكي معناه أنك تُحب، فالحب دمعة.
ـ هل تعلم أن دموع العين رحمة؟ هي كذلك.
ـ ما أعظمك أيها القلب الحزين وأنت تعزف موسيقى المجد والأمل للآخرين لتسعدهم.
ـ يدمينا شوك الورد فنحزن لأن الوردة لها أشواك، ولكن وجود الوردة بين الأشواك حتمًا يسعدنا.
ـ كثر هم الذين ينسون من شاركهم الضحك، وكثر هم الذين يتذكرون من شاركهم الدموع.
ـ هل تعلم أن الشيء الوحيد الذي تقدمه دون أن تملكه هو السعادة؟
ـ وكذا اعلم أن يومك السعيد هو اليوم الذي تُسعد فيه غيرك.
ـ واعلم ثم زد علمًا بأن السعادة أثمن من أثمن الكنوز، الدليل أنك لن تجد من يقرضك إياها.
ما دمت السرعة مطلوبة، إذاً أختم بالقول:
أروع موسيقى هي موسيقى الصمت.
والدمعة في كل الأحوال هي الدمعة.
والبسمة في كل الأحوال هي البسمة.
وما دمت تستطيع أن تنال المراد بابتسامة، فلماذا تٌشهر سيفك؟؟؟
لذا مطلوب منك أن لا يكون هناك رياء ولا نفاق، ولا إبطال للصدقات بالمن والأذى.
وشكرًا.
أبو الفرج تميم فرج