وإنما .. فسخر بعضي من بعضي

بسم الله الرحمن الرحيم
خــواطر
الوقت شتاء
عقارب ساعتي تكد لتكمل الثالثة صباحاً.
النجمات تغالب دمعها.. حين تبدو،
ولسعة برد تأتي من جوف الليل،
وأنين البدر يأتي من بعيد كهزيم،
يأتي من أقاصي البعد الشاسع .
ثم ..
سكون ..
رائع, وموحش, ورهيـب .
كأنه صمت عاشق،
حيرة ناسك،
كأنه سكون الموت،
كأنه السكون.
بكت السماء،
دمعها ثلج أسود محروق.
اصطبغ خداها بورس مشوبٍ بسواد.
الكون يغضب.
وإذ بومضة العين بروق،
وانتحاب الدياجير عويل،
كلها تشارك في حيرة المحتار.
رويداً رويداً يهدأ النحيب،
وتكفكف السماء دمعها.
ومن جديد،
لسعة برد تأتي كرقطاءٍ،
تنفث سمها في كل المكان،
أتلفت حولي،
حتى وحدتي فرت .
أنزف عرقاً،
أرتعد،
أتدثر،
أحشو رأسي في غطائي،
أرتجف .
جال بخاطري أن أُشعلَ النار،
وإذ بالنار،
نار المجوس في الأحشاء مني تستعر.
وتعود فتتجمد.
أغدو كراقصة إفريقية،
أصرخ دون صوت،
فيأتي الصدى من أعماقي،
في داخلي بركان،
في رأسي إعصار،
وسمائي مليئة بالديم السوداء المنتحبة.
نفسي تندب نفسي إشفاقاً.
وبعضي يرثي بعضي.
أين أنت وحدتي؟
فيخرج لي البين لسانه.
أين أنت عبرات العين ؟
فيسخر مني الليل.
وإذ بجسدي كأنه السماء تبكي،
خلف الضلوع هزيم،
والطل عرق يتصبب،
ولسعة برد في حطامي،
تراها رؤى العين.
ومن بعيد،
يأتيني صوت طرقات،
تعلو ، تعلو ، تعلو
أضع سبابتي في أُذنيّ ،
فيعلو الصوت ويعلو،
حرت،
تهت،
فناجيت طيفاً كنت أرقبه،
ومن قرون انتظرت مقدمه،
ومن بين طيّات ستر الليل،
انسل خيط من نور،
خلته ضوء الفجر،
كثرت الخيوط، تجمعت، تجسدت،
إنها لطيف جد أعرفه، وأجهله.
عابساً كان،
صاح: صوته دوى في كل خلايا حطامي.
تحدى، تحدى، تحدى .
همست صُراخا،ً
سأفعل، سأتحدى،
تبسم الطيف ثم اختفى .
ولا زلت أعرفه وأجهله.
مددت يدي لأنضو غطائي،
يا لسخرية القدر،
لا غطاء ولا وجل،
لا فراش ولا ارتعاد،
لا هزيم ولا ثلوج،
لاشيء منها لاشيء .
وإنما …؟
فسخر بعضي من بعضي .
21 نيسان 1982 بيروت
أبو الفرج تميم فرج

حمد الله على السلامة

تحياتي للروعة والشتاء الرائع

أستغرب شح الردود

ولكن ليس للجمال شفيع الا وجوده

هكذا هي الروح

تحزن لتفرح

ربما تنكسر قليلا لكنها ستبقى لتشدو بالجمال


سيدي أبو الفرج ألف شكرا جزيلا لك


تحيتي