بِلا عُنوَان؟

بلا عنوان
أَنَا مَنْ أَضْحَكَ البَاكِي وَأَسْعَدَهُ
وأَنْسَى صَاحِبِ الأشْجَانِ آهاتُه
أَنَا عَاشِقُ الرّوْضَ وَأَيْكَتَهُ
وَلِلْرَبِيْعِ كُنْتُ طُيُوبَ زَهَرَاته
والقَلبُ مِنِّي يُمْسِي راقِصًا طَرَبًا
شُلَّ الحَزِيْنُ وَمَاتَتْ فِيْهِ نَغَمَاتُه
وَعَيْنِي كِانَ الهَدْبُ يَحْرُسُها
ذَابَ الهَدْبُ فِي دَمْعِي وِسِجَحَاتُه
وَشَعْرِي كَانَ مَوْصُوفًا بِحُلْكَتِهِ
شَابَ الشَعْرُ وَفَرَّتْ مِنْهُ خُصُلاتُه
وَثَغْرِي كَانَ مِسْكُونًا بِبَسْمَتِهِ
أَيْنَ اليَومَ يَا خِلاَّنِ بَسْمَاتُه؟

سَمِيْري الليْلَ وَالنُدْمَانَ أَنْجُمُهُ
وَذِكْرَى القَلب تَقْتُلُهُ بِأَنَّاتِه
وَكَاسِي هَذَا البَيْنُ يَمْلَؤُها
وَخَمْرِي بَاتَ مَفْقُودًا بِحَانَاتِه
سَلُونِي عَنِ الأَسْبَابِ أَسْرُدُها
وَتَحْكِي قِصَّةَ المفؤود دَمْعَاتُه

حَبِيْبِي شَرُودٌ بَاسِمٌ أَبَدًا
وَيَقْتُلُنِي وَيُحْيِيْنِي بِنَظَرَاتِه
كَمَا العُشَّاقِ عِنْدَ البَدْرِ أَذْكُرُهُ
كَمَا المَجْنُونِ فِي الأَشْعَارِ هَمَسَاتُه
كَمَا جَمِيْل بَاتَ الليْل مُعْتَلاً
كَمَا الحَرَّان يَبْرَى حِيْنَ مَلْقَاتِه

حَبِيْبِي مَلِيْكُ الحُسْنِ مُفْرَدهُ
نُجُومُ الليلِ قَدْ خَرَّتْ بِشَاماتِه
تَحَارُ الشِمْسُ مِنْ نُورٍ بِجَبْهَتِهِ
وَالبَدْرُ يَغْرُبُ مَقْهُورًا بِحَسَرَاتِه
وَالصَمْتُ صَمْتُ الليلِ رَوْعَتُهُ
أَمَّ الحَدِيْثُ فَكُلّ السِحْر كَلِمَاتُه
يَا لَيْتَ عُمْرِي لَوِ الَأشْعَار تُسْعِفُنِي
والوَحْي يَأْتِي بِوَصْفٍ فِيْهِ حَسَنَاتُه

بَقِيَتْ لِيَ الذِكْرَى مِنْ بَعْدِ غَيْبَتِهِ
وَيَكْفِي القَلبُ ما فِيْهِ مِنْ مُعَاناتُه
إِنْ عَادَ حِبِّي عُدْتُ أُسْعِدكُمْ
وَالقَلبُ يَشْفَى مِنْ أَسْقَامِ عِلاَّتِه

عدن. الشاليهات
25/4/1983