انحدار جماهيرية ميردوخ وابنه سيف الإعلام

انحدار جماهيرية ميردوخ وابنه سيف الإعلام
مالك التريكي

انحدار جماهيرية ميردوخ وابنه سيف الإعلام 22qpt697

قبل مدة رأى كثير من المعلقين الغربيين في مظاهرات الشباب في إسبانيا (وبدرجة أقل، في اليونان) تأثرا مباشرا، بل شبه فوري، بثورة الشباب العربي الذي أطاح بما تيسر من أعضاء نادي الطغاة ولا يزال يكافح ببسالة للإطاحة بمن تعسر منهم.
مقارنة معقولة. ذلك أن المشترك بين بعض الشباب الأوروبي ومعظم الشباب العربي هو انسداد الآفاق وانعدام فرص العمل الكريم. كما أن ما أصبح مشتركا بين أنظمة الطغيان العربية وبعض الأنظمة الأوروبية، في اللحظة التاريخية الحالية، هو العجز عن حل المشكلات الاقتصادية الخطرة التي صارت تنذر بنسف السلام الاجتماعي من الأساس. ولو أنه عجز نسبي في الأداء أوروبيا، وعجز مطلق في الكفاءة عربيا.
'عجز ديمقراطي' (حسب الصورة المجازية المستلهمة من عجز الميزانيات والشائعة في الأدبيات المتعلقة بدول الاتحاد الأوروبي ومؤسساته) في الحالة الأوروبية بسبب فقدان الدول سيادتها في المجال الاقتصادي. وعجز وجودي، إن جاز التعبير، في الحالة العربية بسبب افتقار العاجز... المستبد -المبتدع لنظام الرداءة الدكتاتورية- إلى القدرة الذهنية على قراءة 'الكتابة على الجدران' (حسب العبارة الإنكليزية التي تعني وضوح العلامات المنبئة بما هو آت)، ناهيك عن القدرة الإنسانية على وضع النفس موضع الغير.
مقارنة معقولة إذن بين الحالتين العربية والإسبانية. على أن المقارنة الأطرف هي تلك التي عقدها بعض المعلقين الغربيين في الأيام الأخيرة بين الشعوب العربية الثائرة وبين ... الطبقة السياسية البريطانية! أما وجه العلاقة (حتى الأمس القريب) بين شعوب عربية مقهورة وبين نخبة بريطانية محظوظة بعراقة التراث الديمقراطي البرلماني، فهو الخوف وإيثار السلامة! ذلك أن ما شوه الديمقراطية البريطانية طيلة العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية هو شدة جزع جميع الساسة (إلا من رحم ربك) من جبروت روبرت ميردوخ صاحب الامبراطورية الإعلامية التي بلغت من الهيمنة حد تعطيل إرادة النخبة المنتخبة (بتحديد الاتجاهات والأولويات سلفا وفرض الخطوط الحمر، خاصة في السياسة الخارجية)، إضافة إلى التحكم في ذهنيات الجماهير (بدغدغة الغرائز وتملق العصبيات والتحيزات والأهواء).
كان لمردوخ قوة الفيتو ضد أي سياسي أو مشروع قانون لا يخدم مصالحه. ولم يكن لأحد أن يبلغ منصب رئيس الوزراء إلا إذا كان ميردوخ له ظهيرا ونصيرا. وما كان لأي سياسي، مهما علا شأنه، أن يتحدى ميردوخ فيتجرأ، مثلا، على الدعوة إلى مجرد النظر في إمكانية أن يكون لبريطانيا مصلحة في الانضمام إلى العملة لموحدة (اليورو).
ولهذا فقد كان من التعهدات التي قدمها توني بلير لمردوخ، عندما سافر إلى استراليا لينال بركته قبيل انتخابات 1997، أن يبقي بريطانيا بمنأى عن مساعي الاندماج الأوروبي. وإذا كان المعلق سايمون جنكنز على حق في اعتبار توني بلير وغوردون براون من 'أطفال ثاتشر' (رغم الفارق الظاهري في الانتماء الحزبي) فإن الملاحظة لا تكتسب تمام معناها إلا إذا أضيف أن العامل الأهم في استكمال تحويل حزب العمال إلى نسخة كربونية من حزب المحافظين (تحت اسم 'حزب العمال الجديد') هو أن ميردوخ قد نجح في الترويج لأطروحات اليمين التسطيحية إلى حد تحويلها إلى شبه ثقافة وطنية.
كان ميردوخ يدير امبراطوريته بمثلما كان يدير القذافي جماهيريته، ناطقا بالقانون ومشرعا للحلال والحرام في البزنس والسياسة. لكن آخر فضائح جرائد المفاسد والتفاهة قد حررت النخبة البريطانية من عقدة الخوف فإذا بها تثور على دكتاتورية التابلويد بمثلما تحررت الشعوب العربية من الخوف فثارت على دكتاتورية آخر زمن. وكأن ميردوخ أراد التأكيد على وجاهة هذه المقارنة، فإذا به لا يجد ما يرد به على مساءلات اللجنة البرلمانية سوى أجوبة سوريالية مستمدة من الحكمة القذافية. جلس الرجل بجنب ابنه وريث العرش جيمس سيف الإعلام، وأمام زوجته-حارسته من المعتدين بالكعك و'أم علي'، ليقول: ممكن إعادة السؤال؟ آه... لا. لم يكن لي علم بشيء. صحيح أني رب الامبراطورية، لكني لا أديرها. ليس لي دور تنفيذي. كل ما في الأمر أني منحتهم ثقتي الغالية فخان أبناء الحرام الأمانة...
الحكمة القذافية ذاتها: أنا خالق الجماهيرية ومنشىء البشرية. فأنبئوني: من أنتم؟ صحيح أن لي حارسات، لكن ليس لي منصب سياسي. فهلا أخبرتموني: كيف لي أن أتنحى وأنا لا أحكم؟ كيف لي أن 'أنعدم' وأنا غير موجود أصلا؟

تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
أزكى التحيات وأجملها..وأنداها
وأطيبها..أرسلهااليك
بكل ود وحب وإخلاص..
تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي
من تقدير واحترام..
وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي
من ثناء واعجاب..فما أجمل
أن يكون الإنسان شمعة
تُنير دروب الحائرين..
دمت بخير
رحم الله والدي ووالديك
كل عام وانت الى الله اقرب
الحاج لطفي الياسيني
شهيد المسجد الاقصى المبارك
عذرا لتكرار الردود فانا قعيد ومشلول
اسمع نتنياهو.... ابن النورية
امك سبعة وستين مية بالمية

» رجل وابنه
» الأسرى هم العنوان .. وفلسطين .. هي الأرض والقدس والنسان - تظاهرة جماهيرية في برلين اا
» غزة تشيّع زوجة "الضيف" وابنه
» النائب يونادم كنا ؛ يتعرض للقذف بالحذاء خلال ندوة جماهيرية اقيمت اليوم في بلدة عنكاوة ! الأحد 02 ـ 1
» إهانة العرب في الإعلام والإنترنت

صفحة 1 من اصل 1