تصدّر مخيم قلنديا الأحداث في بواكير شهر رمضان؛ بعد سقوط شهيدين وقتلهما بدم بارد، من قبل قوات الاحتلال المدججة بمختلف أنواع الأسلحة.
فما أن تحضر المخيم لاستقبال شهر رمضان؛ حتى قدّم شهيدين من شبان المخيم مع صلاة فجر اليوم في أول أيام الشهر الفضيل.
القوى الفلسطينية سارعت لاستنكار الجريمة النكراء، حيث طالب الناطق باسم حماس سامي أبو زهري مليشيا عباس "بوقف ملاحقة عناصر المقاومة وتفعيل خيار المقاومة في الضفة لحماية الفلسطينيين".
مواصلة المقاومة
ولا يتوان شبان المخيم عن مواصلة مقاومة الاحتلال والتصدي لجنوده لحماية مخيمهم، ولا يثنيهم عن مواجهة الجنود على مداخل المخيم أو على حاجز قلنديا كثرة الأبراج ونقاط المراقبة والحراسة المنتشرة حوله.
يقول اللاجئ محمد صبيح من المخيم: "يرتبط اسم مخيم قلنديا مع حاجز أو معبر قلنديا الملاصق له والذي يسوم الفلسطينيين والصائمين طوال العام وخلال شهر رمضان مختلف أنواع العذاب؛ حيث تتقاطر في كل يوم من أيام رمضان مئات الحافلات من محافظات الضفة الغربية باتجاه معبر قلنديا الذي يعد بوابة كل الفلسطينيين نحو القدس المحتلة، وهو ما يؤدي لازدحام طرقات المخيم وحاراته ويجعله في حالة استنفار".
وبحسب المراكز الحقوقية فإن دخول معبر قلنديا في شهر رمضان المبارك، يعد خطوة متعددة المخاطر؛ فالانتظار والاصطفاف ليست العقبة الوحيدة في رمضان، حيث يصاب عادةً العديد من الفلسطينيين بجروح، ويتحول المخيم خاصة مداخله لساحات حرب مع الجنود.
عزل المخيم عن القدس
الشاب محمود خليل من المخيم يقول: "منذ أن قام الاحتلال ببناء الجدار وعزل المخيم عن القدس ووضع حاجز قلنديا، بات وضع المخيم لا يطاق بسبب اقتحامات جنود الاحتلال له، ومحاولات فتح المعبر للوصول إلى القدس المحتلة ".
وترصد المراكز الحقوقية اقتحامات متواصلة للمخيم ولمداخله حيث يتعمد جنود الاحتلال التفتيش البطيء وإهانة المواطنين واعتقال واحتجاز صغار السن.
الحقوقي إبراهيم مصطفى من رام الله يقول: "ترنو عيون المصلين من الضفة الغربية خاصة كبار السن والنساء لعبور الحاجز اللعين وزيارة أولى القبلتين وثالث الحرمين في شهر رمضان المبارك، وهو ما يؤدي إلى الازدحام على المعبر والمخيم في آن واحد، مما يشكل بؤرة توتر واحتكاك واشتباكات مع الجنود".
وقد تأسس مخيم قلنديا للاجئين في عام 1949 على مسافة 11 كيلومترًا إلى الشمال من القدس المحتلة . ويبلغ عدد اللاجئين فيه قرابة 20 ألفًا، ويمر الطريق الرئيس الواصل بين القدس ورام الله في المخيم. وتعود أصول الاجئين في المخيم إلى 52 قرية تابعة لمناطق اللد والرملة وحيفا والقدس والخليل.