زيادة المرء في دنياه نقصــــــــان وربحه غير محض الخير خسـران
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهـــم فطالما استبعد الإنسان إحســـــــان
أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنســـــــان
فإني أساء مسيء فليكن لك فـــي عروض زلّته صفح وغـــــــــفـران
واشدد يديك بحبل الله معتصـــــماً فإنه الركن أن خانتك أركــــــــــــان
من يتّق الله يحمد في عواقـــــــبه ويكفّ شرّ من غرّوا ومــــن هانوا
من استعان بغير الله فـي طــــــلب فإن ناصره عجـــــز وخــــــــــذلان
من سالم الناس يسلم من غوائلهم وعاش وهو قرير العين جـــــذلان
من يزرع الشرّ يحصد من عواقبه ندامة ولحصد الــــــــزرع إبّــــــان
ورافق الرفق في كل الأمور فــلم يندم رفيق ولم يذممك إنســــــــــان
فإن لقيت عدوّاً فألقـــــــه أبــــــداً والوجه بالبشر والأشراف أغصان
لا تحسب الناس طبعاً واحداً فلهم غرائز ليس تحصــــــيهنّ ألـــــوان
لا تستشر غير ندب حـــــازم يقظ قد استوى فيه أسرار وإعـــــــلان
فللتدابير فرسان إذا ركـــــــــضوا فيها أبرّوا كما للحرب فرســــــــان
فللأمور مواقيـــــــــت مقـــــــدرة وكلّ أمر لــه حــــــدّ وميـــــــــزان
فلا تكن عجلاً في الأمــــــر تطلبه فليس يحمـــــد قبل النصح عجلان
لا تحسبنّ سروراً دائماً أبـــــــــداً من سرّه زمــــــــــن ساءته أزمان
كلّ الذنوب فإن الله يغفرهـــــــــــا إن شيّع العبيد إخــــــــلاص وإيمان
وكل كسر فإن الله يحبــــــــــــــره وما لكسر قناة الدين جـــــبـــــــران
أبو الفتح البستي