احزر هذه الحزورة واربح جائزة سقوط النظام

احزر هذه الحزورة واربح جائزة سقوط النظام
أحمد عمر

احزر هذه الحزورة واربح جائزة سقوط النظام 08qpt997

عضّ زين الزاهدين بن علي على يديه ندما لأنه خاف وهرب، وكان قد عضّ على العرش التونسي بالنواجذ، وعلى الشعب التونسي بالأنياب و'العيون' والبراثن، ولأن بن مبارك غير زين العابدين فقد قرر البقاء، وها هو يعضّ حافريه ندما لأنه لم يهرب.
ويبدو غرور مبارك وابنه جمال الذي اتضح أن اسمه جمال الدين، وليس 'جمال مصر' كما كانت دعايات التوريث تروّج، واضحا، فقد كابر على التنحي بلسانه وشخصه، وسارت أقاويل عن محاولات للانقلاب المضاد، بذريعة انه لم يتنح بنفسه ولسانه. ويظهر غرور بن السيد مبارك جليا في المكابرة على الوقوف أمام القضاء، لذلك ادّعى المرض، بل وأعاد تمثيل دوره السابق قبل التنحي فثمة من يخدمه ويلقمه رضاعة المكرفون. إلا أنّ مشهد مبارك في قاعة المحكمة غير مشهد صدام، فصدام وبقية المتهمين جلسوا في 'التختة' على الطريقة الامريكية، وليس في القفص. كما أنّ صدام، في تقديري، كان سيرفض أن ينام على سرير حتى لو كان مريضا. ويذكر بهذا وذاك امتعاض آل عبد الناصر من منتجي فلم ناصر 56 لأن أباهم ظهر بالبيجامة في الفيلم، فالزعيم الذي انتصر في حرب حزيران ولد بالهندام الكامل؟! لاقى صدام عطفا وإعجابا لأسباب كثيرة منها أن الحاكم هو ب ب (أحزر اسمه) الأمريكي، والقضاء الأوروبي والغربي عموما الذي يقدس الشكليات، يجعلنا نتعاطف مع المجرم بعامة، ويحول المحاكمة إلى 'شو' فالضحية (وقد تكون امّة كاملة) ماتت ولم يرَ احد دماءها أو دموع أهلها، وقد يكون المجرم وسيما أو ملحّنا (بالحجة)، كما أنّ المحكمة توفر له هنداما، وتحرسه بمحامين (أو امّة من المحامين) متنكرين في عباءات فضافضة، ثم تغرقنا في أصول وتقاليد هائلة من الإجراءات والمراسيم بحيث أنّ أي خلل فيها يجعل الأحكام قابلة للطعن بالسكاكين عن طريق النقض. وازعم انه يمكن 'للإمام ' المبارك - لو كان موهوبا - أن يكسب تعاطف كثيرين غير الشيخ محمود عامر، لكنه بلا موهبة سوى موهبة حل حزورة: الحل عن العرش. بالقوة طبعا.
أما السرير فله مآرب أخرى غير الهش ّعلى وتر الشفقة والعاطفة منها؛ تسخير موظف لخدمة 'عاجز سرير'. ولا بد انه عندما خرج قد همس في نفسه مثل كوبر نيكوس: نعم إنها تدور. مهما يكن من أحاديث وأفعال حول الثورة المضادة، فقد ظهر الهلال، وآن لهذه الشعوب أن تحتفل بعيد الحرية السعيد. لكن محاميا مصريا طلع علينا بفزورة شبيه مبارك، ناسيا أنّ لكل مواطن من الشبه أربعين، واقفين أو ممددين على الأرائك إلا الزعيم العربي الفرد الصمد فليس له شبيه ولا نظير.
المظاهرات كسماد للحى الحكام

تأخر كاتب هذه السطور حتى تعرف على الشيخ الشعراوي، الذي لا تزال الفضائيات تبث أحاديثه وخواطره القرآنية، الشيخ الذي كان عمر الشريف يقفل هواتفه حتى يتابع احاديثه من غير تعكير، واعتقد أنّ الشيخ هو صاحب مذهب الخطابة 'المونودرامي' بالتمثيل والإيماء. كما لم اعرف الشيخ وجدي غنيم حتى البارحة، ولعله أكثر الدعاة براعة في فن التمثيل وربما أكثرهم سخرية ومرحا، وكان ضيفا على قناة الجزيرة مباشر، في برنامج 'سياسة في دين'، وهو عنوان قلبه غنيم ليجعله: 'الإسلام ضد العلمانية' وربما بكل خشونة، حتى انه كان يطيح بمبدأ المساواة الإنسانية. غنيم سمّى العلمانية ساخرا بالملوخية، وهي 'وجبة' ادونيس المفضلة التي لا يملّ من أكلها.
تجاوز غنيم الخشونة إلى الدحم والصدم عندما سمّى الأقباط بالصليبين! وعلى النقيض منه نرى شيخا حكوميا معمما عمامة سلطانية (ليس المقصود بالعمامة السلطانية المثل المصري: ح تلبسني السلطانية)، ومسلّح بابتسامة بيضاء خالدة أكثر من ابتسامة جيوكندا الخالية من الأسنان، (حزّر فزّر اسمه) يتحدث في فضائية دينية حديثة جدا عن الصحابة والأنبياء، ويوحي عند حديثه عن أي معجزة نبوية وكأنها معجزة من معجزاته! والأكثر غرابة منه لحية وزير أوقاف، يداوم على الظهور في فضائية دينية، التي طالت أربع سنتيمرات عن سابق عهدها - من الواضح انّ المظاهرات تنفع سمادا للحى الرسميين - ظنّا منه أن اللحى تزيد التقوى وعمر النظام (حزّر فزّر اسمه).

غرائب فضائية

- لي رأي 'آخر' في حلقة قديمة من حلقات الاتجاه المعاكس، كان بسام البني - ضيفها - يدافع عن شيطان التدخين وفوائد النيكوتين ومغانم القطران الذي منعته السلطات السورية في الأماكن العامة، لالتهام المزيد من الضرائب من الرعية. سأغتنم الفرصة لقوله في هذه الأيام المباركة، وهو أنّ البني لو قال هذه الجملة لكفته: يا معشر سكاكي القوانين وأحزمة السير وصفعات الضرائب والقيود والطوابير أمام الأفران وشبابيك الغرامات: حرام عليكم أن تحرموا علينا حتى الانتحار بالتدخين. دعونا نموت ونتحرر منكم.. بالموت تدخينا.
- آداب حمل القرآن : ظهر جمال مبارك وهو يحمل القرآن الكريم، ولأنها المرة الأولى، ويفتقر إلى 'الخبرة'، فكان يحمله وراء ظهره حينا وتحت إبطه حينا!
- مسلسل الخربة مسلسل؛ كوميدي، أو هكذا توحي موسيقاه التصويرية، وحركات الممثلين واللوغو.. ولم اضحك، ولا أدري هل السبب هو أنّ' 'الكوميديا واطية تحت سطح البحر' أم أنّ الأحداث الحافّة بالمسلسل تراجيدية.
- اصطلحت الإخبارية السورية على تسمية المعارضين السوريين 'بالمعترضين'، وهو ابتكار لغوي فريد، غرضه تخسيس الصفة، فالمعارض له صفة الديمومة وهي محجوزة - أما المعترض فمؤقت!!
- تنقل الكاميرات الأخبار بكرم وسماحة مظاهرات في أوربا، وأحيانا عدد المتظاهرين لا يجاوز العشرات وربما تنقل العدسات خبرا طريفا (كالمصري الذي ربط نفسه بالسلاسل في السفارة المصرية في إحدى الدول الأوروبية) أما في بلادنا فيجب أن تكون المظاهرة بالآلاف حتى تملأ العين.
- شاهدت مشهدا وحيدا من مسلسل معاوية والحسن والحسين (الترتيب ليس من عندي)، في فضائية السادسة، كان فيه احد المتنكرين بهيئة الصحابة يتحدث مع آخر ويقول له: إنها مؤامرة دبرت بليل .. فظننت أنني اسمع نشرة أخبار عربية. وتهيأ لي إني سمعت في احد هذه المسلسلات الدينية هذا الحوار:
نَقُولُ كَاهِنٌ. قَالَ الوليد لا وَاَللهِ مَا هُوَ بِكَاهِنِ لَقَدْ رَأَيْنَا الْكُهّانَ فَمَا هُوَ بِزَمْزَمَةِ الْكَاهِنِ وَلا سَجْعِهِ قَالُوا: فَنَقُولُ مَجْنُونٌ قَالَ مَا هُوَ بِمَجْنُونِ لَقَدْ رَأَيْنَا الْجُنُونَ وَعَرَفْنَاهُ فَمَا هُوَ بِخَنِقِهِ وَلا تَخَالُجِهِ وَلا وَسْوَسَتِهِ قَالُوا: فَنَقُولُ شَاعِرٌ قَالَ مَا هُوَ بِشَاعِرِ لَقَدْ عَرَفْنَا الشّعْرَ كُلّهُ رَجَزَهُ وَهَزَجَهُ وَقَرِيضَهُ وَمَقْبُوضَهُ وَمَبْسُوطَهُ فَمَا هُوَ بِالشّعْرِ قَالُوا: فَنَقُولُ سَاحِرٌ قَالَ مَا هُوَ بِسَاحِرِ لَقَدْ رَأَيْنَا السّحّارَ وَسِحْرَهُمْ فَمَا هُوَ بِنَفْثِهِمْ وَلا عَقْدِهِمْ قَالُوا: فَمَا نَقُولُ يَا أَبَا جهل؟ قال: نقول عنها انها صور مفبركة.
- دعاء الإفطار: اللهم لك صمت وعلى حريتك التي حرمت منها بالأنياب و'العيون' والبراثن أفطرت، وعلى إذلال الطوابير والغرف المظلمة والتحقيقات صبرت، ومن سياطهم أكلت، ومن اهانتهم شبعت، ومن بصاقهم ارتويت، ذهب الظمأ وابتلت الأرض بالدماء وسقط النظام ان شاء الله.

كاتب من كوكب الأرض

تحية الاسلام
تحية النصر المبين
تحية الشموخ والعزة
تحية الكرامة
تحية المرابطين
في ارض الرباط
الى يوم الدين
جزاك الله خيرا
وبارك الله
لك وعليك
حروفك واطلالتك
وعبق كلماتك
بحر من العطاء
لن ينضب
كلماتك سفينتي
التي ابحر بها
في عباب البحر
الى شاطئ
البر والامان
حروفك ابجدية عشق
من سالف الازمان
موسيقى كلماتك الحانية
انشودة تتحدى
السجان والقضبان
قوافيك حصار
يحاصر قوى الشر
والاثم والعدوان
شهادتي بك مجروحة
ارسلها اليك
على جناحي
طائر الفينيق
من عتمة الدرب
الى مصباح
الامل والبريق
دمت بحفظ المولى

» مركز إسرائيلي: سقوط النظام الأردني لم يعد مستبعداً
» معمر القذافى يبحث عن تسوية مع الغرب دون سقوط النظام
» مفاجأة من العيار الثقيل.. وريث الأسرة الملكية يتوقع سقوط النظام السياسي في العراق قريبا!!
» حزر واربح 10000 شيكل كاش
» منح جائزة نوبل في الطب ٢٠٢٢ لباحث تطور سويدي وكالات الأنباء:أعلن معهد "كارولينسكا" في ستوكهولم اليوم الاثنين منح جائزة نوبل في الطب هذا العام للسويدي سفانتي بابو، الباحث في مدينة لايب

صفحة 1 من اصل 1