منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشاعر لطفي الياسيني

لطفي الياسني ،منتدى لطفي الياسيني شاعر المقاومة الفلسطينية
 
الرئيسيةبحـثدخولالتسجيل
المواضيع الأخيرةمنتدى لطفي الياسيني ابراج اليوم ابراج الغد تفسير الاحلام مقالات عن الابراج حظك اليوم حظك اليوم مع الابراج الحب أن أحبك ألف مرة ، وفي كل مرة أشعر أني أحبك لأول مرة - نزار قباني - توقعات الابراج وحظك اليوم الثلاثاء, 27 كانون الاول 2022 برج الحمل من 21 مارس إلى 20 إبريلرواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! I_icon_minitimeاليوم في 1:12 من طرفمنتدى لطفي الياسينيما حقيقة الاشتباك الدبلوماسي والسياسي الفرنسي الإسرائيلي؟ منذ ساعتين مثنى عبد اللهرواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! I_icon_minitimeاليوم في 1:01 من طرفمنتدى لطفي الياسينيالقضاء العراقي يصدر أحكاماً بالسجن بحق نور زهير ومدير مكتب الكاظمي ومستشارهرواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! I_icon_minitimeأمس في 21:58 من طرفمنتدى لطفي الياسينيالتعداد السكاني في العراق حق يراد به باطل : أ.د. سلمان الجبوري*رواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! I_icon_minitimeأمس في 21:46 من طرفمنتدى لطفي الياسيني إحصاء السكان في الحضارات القديمة بقلم الأستاذ الدكتور صلاح رشيد الصالحي تخصص: تاريخ قديم بغداد 2024 إحصاء السكان في الحضارات القديمة صورة خيالية لدخول الجيش الاشوري المدينة منتصرا، ويستقبله سكانها بالدعاء والموسيقى مع وجهائها، بينما الملك الاشوري راكبا حرواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! I_icon_minitimeأمس في 12:18 من طرفمنتدى لطفي الياسينياسرائيل ‘تعطي الضوء الاخضر‘ للتوقيع على مقترح التسوية مع لبنانرواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! I_icon_minitimeأمس في 0:07 من طرفمنتدى لطفي الياسينيجريدة الشعبرواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! I_icon_minitimeالأحد 24 نوفمبر 2024 - 23:06 من طرفمنتدى لطفي الياسينيأحداث غير عادية ... لها أبعاد عديدة : د.ضرغام الدباغرواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! I_icon_minitimeالأحد 24 نوفمبر 2024 - 22:50 من طرفمنتدى لطفي الياسينيسلامة العراق من التهديدات الاسرائيلية .. : د.عبدالرحيم الرفاعيرواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! I_icon_minitimeالأحد 24 نوفمبر 2024 - 22:29 من طرفمنتدى لطفي الياسينيSearch Search اخر الاخبار بعد تمديد العملية 24 ساعة .. “أربيل” تنجز 100% من عملية التسجيل ضمن التعداد السكاني ! 23رواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! I_icon_minitimeالأحد 24 نوفمبر 2024 - 2:54 من طرف

أختر لغة المنتدى من هنا


 

 رواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لطفي الياسيني
لطفي الياسيني


أمير المقاومين

أمير المقاومين
معلومات إضافية
الأوسمة : شاعر متميز
فلسطين
رواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! Pi-ca-10
ذكر
المشاركات المشاركات : 80306
نقاط نقاط : 715287
التقييم التقييم : 313
العمر : 118

رواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق!   رواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! I_icon_minitimeالإثنين 22 مارس 2010 - 17:38





رواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق!
-------------------------------------
رواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق!
محمد منصور


رواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! Shmaaaia

دمشق ـ ما تزال دمشق في ذاكرة اللجوء الفلسطيني ملأى بالقصص والحكايا والتذكارات الدافئة... قصص تمتزج بذكريات قديمة عن دمشق التي كانت، وحكايا تروي مصائر التشرد واللجوء التي عاشها الفلسطينيون زماناً ومكاناً وتاريخاً وذكرى، حتى صارت مصائرهم، جزءاً من صورة المدينة منذ خمسينيات القرن العشرين، بكل ما مر عليها من تقلبات وتحولات، وما استقبلته من هجرات وموجات نزوح أخرى.
حول هذا الموضوع الهام والشيق، يقدم الصحافي والكاتب الفلسطيني علي الكردي، روايته الأولى: (قصر شمعايا) والتي تكاد تكون أقرب إلى (الرواية التسجيلية) رغم ما توحي به من فضاء متخيل، إذ يضمنها جزءاً من سيرته الذاتية، حين لجأ مع عائلته في ستينيات القرن العشرين، إلى إحدى غرف هذا القصر الذي بناه الثري اليهودي شمعايا أفندي عام 1865 بدمشق، ليكون تحفة معمارية باذخة، فإذا به يتحول إلى مجمع سكني لما يقرب من خمسين عائلة فلسطينية لاجئة، أسكنتهم الحكومة السورية في هذا القصر باعتباره (من أملاك اليهود الغائبين) لأن ورثته غادروا سورية مع من غادر من أبناء الطائفة!
صراع الهوية والعقائد والبحث عن وطن!
أهمية رواية (قصر شمعايا) تنبع منذ البداية من مناخها الدرامي المشبع بصراعات متعددة المستويات... فمن صراع الهوية الذي يستشعر به بطل الرواية (أحمد الشيخ طالب) في الوسط الدمشقي أولا، حيث كان يعيش في قلب النسيج المعقد لمدينة دمشق القديمة، وليس في تجمعات لاجئين داخل مخيماتهم، وحيث كان يأخذ طحين وكالة الأونروا وقد تحول إلى أرغفة من عجين الأمهات، إلى الأفران لخبزه، فيستشعر نظرات الآخرين الخفية المواربة التي تحتمل الشفقة أو الدهشة، وهو يحمل سدر العجين أو الخبز على رأسه أثناء ذهابه وإيابه إلى الفرن، إلى صراع العقائد والطوائف في تلك الكيلومترات القليلة التي تضم حارة اليهود بدمشق، يحاذيها حي الأمين ذو الأغلبية الشيعية، وحي الشاغور السني، ثم إلى الشمال الغربي حي باب توما المسيحي، لتتحول إلى فسيفساء متنوع تتلاقى فيه الديانات والإثنيات، وتنجلي فيه طقوس الموت والحياة والحزن والفرح باختلافها وتشابهها، وصولا إلى صراع المصائر وأحلام بناء أو استعادة الوطن، فقد حملت نكبة 1948 مجموعة من اللاجئين الذين هجروا من ديارهم، إلى قلب مكان يعيش فيهم من يمكن أن يكونوا للوهلة الأولى (أعداءهم) وهنا في حي اليهود الدمشقي راح اليهود من ساكني هذا الحي، يتسرب بعضهم تحت جنح الظلام، للالتحاق بـ (الوطن البديل) بينما راح بعض اللاجئين الفلسطينيين يختفون أيضاً تحت جنح الظلام، كي يلتحقوا بالعمل الفدائي، ويستعيدوا (الوطن السليب) من رحم (الوطن البديل) الذي كان يتشكل ويتحول إلى أمر واقع... وهكذا كلما اقترب (الوطن البديل) بالنسبة لليهود الذين غررت بهم الدعاية الصهيونية كي يتركوا النسيج المتفرد الذي كانوا يعيشون به في قلب دمشق القديمة، كلما ابتعد (الوطن السليب) بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، وشحب الأمل بالعودة إلى البيوت التي حملوا مفاتيحها معهم!
مكان يتبّدل!
بهذه الكثافة الدرامية يختار علي الكردي مادة موضوع روايته الأولى، فيغوص في الزمان والمكان والتاريخ والدين والطوائف والوطنية'والمقاومة وحلم العودة وحلم الرحيل... قبل أن ينقلنا إلى داخل (قصر شمعايا) حيث نستعرض مصائر تراجيدية صاخبة لمجموعة من العائلات الفلسطينية التي سكنت هذا القصر، فحولته إلى شيء آخر لا علاقة له بماضيه الباذخ... ويبرع علي الكردي في وصف صورة القصر وما طرأ عليه من تحولات في غير موضع من الرواية بعين مرهفة، قادرة على التقاط المفارقات البصرية التي حفرت مجراها في ملامح المكان وروحه، فيقول:'
(كان قصر شمعايا وحده نسيجا متفرداً يختلف عن باقي دور اليهود الأكثر تواضعاً التي سكنها اللاجئون، وإذا كان هذا الأمر في البدايات ميزة إيجابية، فقد تحول مع مرور الزمن إلى كارثة على ساكنيه، فالبيوت الأكثر تواضعاً استوعبت عددا محدودا من العائلات اللاجئة، وبالتالي كانت مشاكلهم أقل... بينما قصر شمعايا الذي يضم فسحتين سماويتين يتوسطهما كنيس استوعب في داريه العلوية والسفلية أكثر من خمسين عائلة، كل منها كان نصيبه غرفة واحدة، وبما أن بعض غرف القصر كانت عبارة عن قاعات كبيرة مزينة جدرانها بزخارف نباتية ونقوش جميلة، وأرضيتها مكسوة برخاميات إيطالية ملونة، فقد قسم بحواجز خشبية لتتسع إلى عدة عائلات لاجئة، تتقاسم فيما بينها الروائح والأصوات والمشاجرات وأنين الليل وهمساته).
ثم يمضي الكاتب إلى رصد الصورة التي آل إليها قصر شمعايا، في سعي حثيث لكتابة رواية عن مكان يتبدل، ويتحول إلى (حالة زمنية) نرى في غرفه وعلى جدرانه، مسار زمن يحمل معه مفاجآت تاريخ يكتب ومصائر بشر تُعاش، وتترك بصمات حياتها على المكان... يقول:
(لم يبق من قصر شمعايا الذي خلعت بوابته الخارجية سوى اسمهن حيث تحولت فسحتاه السماويتان بسبب اكتظاظ سكانه، وحاجتهم إلى توسيع غرفهم، إلى غابة من براكيات الخشب والزينكو والأسمنت، متداخلة مع بعضها بفوضى وقبح شديدين بعد أن بنت كل أسرة تحويطة حول غرفتها من تلك المواد الرخيصة التي قضمت جزءاً من فسحة الدار، فحولتها إلى متاهة غرائبية، وخاصة بعد أن تيبست الأشجار واقتلعت، وتهدمت حواف الفسقية التي انقطعت عنها المياه فحولها أحد الجيران إلى تحويطة ضمها إلى غرفته، بينما تخلعت درابزينات الأدراج من أماكنها، وباتت أراجيح خطرة لأطفال الدار الأشقياء، كذلك تسربت الرطوبة إلى الجدران الخشبية المليسة بالطين والتبن، وانفتحت فيها ثغرات راحت'الجرذان تسرح وتمرح في جيوبها. لم يمكن بالإمكان مقاومة هذا الخراب الذي حل بالقصر الجميل بسبب الازدحام الذي لم يستوعبه، وبسبب الفقر المدقع، الذي لم يجلب معه سوى مزيد من البؤس والتردي)
دمشق كنموذج للتعايش!
لا يقتصر الإحساس بتحولات المكان في الرواية على قصر شمعايا وحده، بل يتعداه إلى خارجه... ها هنا يلتقط علي الكردي جغرافيا دمشقية بالغة الثراء، لا يقدمها عبر وصف سياحي، أو استعراضي مجرد، بل عبر وصف مشهدي فيه الكثير من الاحتفاء بتبدل طقوس المكان، بين الأحياء المسلمة والمسيحية وبين الأسواق والبيوت الطينية والعمارات الفاخرة، فيطرح المكان أسئلة طفولية عن معنى وطقوس الدلالات بين أصوات مقرئي القرآن التي تتصادى بخشوع من هذا المذياع أو ذاك من دكاكين السوق فيما أصحابها منشغلون بترتيب بضائعهم، او تنظيف الفسحات الصغيرة أمام محلاتهم، وبين أصوات أجراس الكنائس بإيقاعها الرتيب... أو بين صور الجنائز الموزعة بين الأديان الثلاثة ومظاهر الاحتفالات الدينية باختلاف طقوسها ومعانيها، مثلما يطرح المكان أيضاً أسئلة الفقر والغنى، والشقاء والرفاه، وأحلام الخلاص من الفقر وتغيير المصير والقدر:
(... وحينما أنظر إلى تلك الأبنية الهادئة، العبقة برائحة الياسمين الدمشقي، أتذكر بيتنا المتهالك في قصر شمعايا، فأغص بمرارة، وأتخيل نفسي رجلا قوياً غنياً، يملك شقة في واحدة من هذه العمارات الحديثة).
وتتحول جغرافية المكان بأبعادها الدينية والدرامية، إلى جزء من اكتشاف معنى الحياة وفلسفة المدينة العربية القديمة، وإلى جزء من صداقة جمعت بطل الرواية مع شاب مسيحي هو (جورج بغدان) وآخر يهودي هو (موسى) فنرى في هذه الصداقة بكل تجاذباتها وانعطافاتها ونقاشاتها الحارة، صورة أخرى للمكان، لدمشق القديمة التي تتقاسم قلبها الأديان السماوية الثلاثة:
(وكان الحديث يجرنا إلى أسباب وخلفيات هذا التوزّع الذي قسم أحياء دمشق القديمة على هذا النحو، حيث يقع الحي اليهودي على تخوم الحي المسيحي من جهة، وعلى تخوم الأحياء الإسلامية، التي تنقسم بدورها إلى أحياء سنية وأخرى شيعية، حيث تتعايش هذه الأديان والطوائف بانسجام وتآلف، على الرغم من بعض الغيوم التي شابت هذا النسيج في مراحل تاريخية معينة، لكأن المدينة العربية القديمة مصممة في الأصل على ضوء هذا التعايش الأصيل والمتسامح بين الديانات والطوائف).
تراجيديا اللجوء الفلسطيني!
ومن رواية المكان وطقوسه من الجمعة الحزينة إلى عاشوراء، يتابع علي الكردي تحليل غابة من الطقوس والرموز، ويدخل في سياق ذلك في غابة البشر الذين جمعهم قصر شمعايا، وفرقتهم الأيام وهجرات الاغتراب... نماذج شديدة الثراء لبشر أقوياء، وآخرين متخاذلين، للاجئين تأقلموا مع حياة الفقر والتشرد وقارعوها بضراوة، ولآخرين هزمتهم الغربة، وسلبهم الوطن'السليب طعم الحياة ونكهتها خارج ترابه، وقد لجأ علي الكردي في سبيل تقديم الصورة الكاملة لهذا العالم، إلى لعبة تعدد الأصوات في البناء السردي، فقد تموضع داخل بطل الرواية (أحمد الشيخ طالب) مثلما قدم أجزاء من الرواية عبر راو آخر، هو صديق بطل الرواية المسيحي جورج بغدان... ولعل هذا الخيار الفني كان على قدر كبير من الضرورة الدرامية التي أثرت السرد، وقدمت صورة هؤلاء اللاجئين، ليس من وجهة نظر واحد منهم فقط، بل من وجهة نظر شخص يراهم من الخارج... ولعل أجمل مقاطع الرواية في هذا السياق ما يقوله جورج بغدان عن الكيفية التي رأى بها ساكني قصر شمعايا:
(أتاحت لي الزيارات المتتالية إلى قصر شمعايا، التعرف أكثر فأكثر على أجواء وحيوات لم أكن أظن أو أعلم أنني في يوم من الأيام سوف أتعرف عليها بهذا العمق، وبهذه التفاصيل الإنسانية المدهشة في تنوعها، ومنذ ذلك الحين لم يعد الفلسطيني- اللاجئ بالنسبة لي، مجرد شخص أحمل عنه تصورات هلامية، وأكن له مشاعر تعاطف إنساني مجرد، بل صار شخصاً من لحم ودم، وقصص وحكايات ومصائر بشر، حيث شهدت بنفسي التحولات التي طرأت عليهم، فحولت بعضهم إلى شهداء أو مشاريع شهداء... أو أسرى ومنفيين... أو مهاجرين في أصقاع الأرض... ومن يومها لم تعد الصورة التي شكلتها عنهم أحادية أو مثالية، لأنني اكتشفت بأم عيني أنهم بشر مثلنا،'يحملون معهم كل ما نحمل من تناقضات وأهواء ونوازع... لهم أحلامهم وانكساراتهم وبينهم الصلب القوي المقاوم، وبينهم الضعيف الانتهازي المساوم... بيد أن قضيتهم الاستثنائية -ربما- هي التي جعلت منهم رواية تراجيدية لم تكتمل فصولها بعد)
صورة متوازنة لليهود العرب!
لكن الرواية لا ترصد حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود، بل تمد عينها إلى مراقبة مصائر جيرانهم اليهود في الوقت نفسه، وبنفس القدر من الحس الإنساني، والتجرد من النظرة العدوانية المسبقة، وهذه ميزة تحسب للكاتب بلا شك، إذ استطاع أن يناقش وضع اليهود العرب، باعتبارهم جزءاً من نسيج اجتماعي متنوع، وليسوا طارئين على المنطقة كي تتلقفهم الدعاية الصهيونية بدعايات الهجرة... ولعل أجمل الصور التي قدمها الكاتب هنا... صور لقاءات اليهود مع الفلسطينيين على أبواب الأفران في الأعياد، من أجل خبز حلويات العيد... هنا تتجلى الإشارات والرموز، مثلما تتجلى العواطف والمشاعر... حيث يتوقف الكاتب عند العلاقات العاطفية التي راحت تنشأ بين بعض الشبان الفلسطينيين، وبعض الفتيات اليهوديات... بعضها انتهى بصمت وألم، وقد حالت بينه صورة وطن ومرجعيات تهجير واحتلال، وبعضها الآخر استحال قصة مأساوية، كما في قصة الشاب الفلسطيني المراهق، الذي وقع في حب ابنة جيرانه اليهودية التي تصغره بعامين، ثم كبر حبهما إلى درجة أنهما قررا الزواج، لكن كلا العائلتين وقفت بحدة في وجه هذا الزواج، ومارست الطائفة من ورائهما كل أشكال الضغط وأنواع الترهيب والترغيب... وفي أحد الصباحات صب الشاب الكاز على نفسه، وأشعل النار بجسده... وعندما سمعت الفتاة ما حل به، تجرعت السم لتلحق به ووجدت جثة هامدة في اليوم الثاني.
لم يرصد الكاتب قصص حب فقط، بل تحدث أيضاً عن شرنقة العزلة التي كانت تغرق بعض الجيران اليهود في ستار من الوحدة والغموض،'في الوقت الذي انفتح بعضهم الآخر على التعامل مع جيرانهم الفلسطينيين بود وانفتاح وتسامح... وتحدث أيضاً عن شحوب الأمل الذي راح يراود بعض الفتيات اليهوديات، بعد تسرب الشبان تحت جنح الظلام في عمليات الهجرة غير الشرعية، التي كانت تتم تحت ستار من السرية الحديدية، والتي دفع ثمنها الكثير من اليهود العرب، عندما اكتشفوا فداحة الخطأ، الذي جعلهم ينسلخون عن المجتمع الذي عاشوا فيه، من أجل وهم الوطن البديل!
فصول قصيرة وأصوات متعددة!
يغلب على الرواية الفصول القصيرة اللاهثة التي لم ينشغل علي الكردي كثيراً بهندسة عمارتها، وتتداخل الأصوات في البناء السردي للرواية، حتى ليبدو وكأن بطل الرواية يطلب فسحة من الصمت أو الغياب، وتكرس هذا الإحساس في القسم الثاني، حين يلتحق أحمد الشيخ طالب، وهو على أبواب دخول الجامعة بالعمل الفدائي، ويشترك بعملية داخل فلسطين المحتلة، فيؤسر خلالها ويقضي سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية قبل أن يعود في عملية تبادل أسرى تمت في منتصف الثمانينات... يعود إلى المكان ذاته ليرصد هجرة بعض ساكنيه أو اختفاءهم، وليتابع مصائر جديدة في زمن اختلفت قيمه ومعاييره... زمن صار لا يشبه طموحاته وأحلامه، ولا مساومات بعض الثوار وانتهازية بعض القيادات... وهو نفس الزمن الذي تشاركه فيه ابنة عمته (رشا) حبه الأول، التي تغربت في أمريكا مع زوج خليجي، لتعيش مرارة الاغتراب الروحي الأقسى، وهي ترى إلى خواء زوجها الإنساني، ثم إلى تحول أحد ولديها إلى مشروع أصولي متطرف، والآخر إلى جندي يشارك في الجيش الأمريكي الذي سيغزوالعراق، وسط شعور بفداحة المصيبة، ممزوجاً بنوع من الخزي العميق والشعور الغاضب بالخذلان!
ترثي رواية (قصر شمعايا) بصدق وشفافية بالغتين زمانا ومكاناً وحلماً... فهي رواية تراجيدية بامتياز، كل ما فيها يحكي عن تناقضات حياة تنهار وتتداعى وتصبح أكثر بشاعة كما قصر شمعايا نفسه.. وكما بطل الرواية الذي حاول أن يعيش قناعاته بصدق قبل أن تنزوي أحلامه وتنسحب إلى زاوية معتمة في زمن موغل في الرداءة والانكسار... يرثي علي الكردي هذا كله بلغة بسيطة عذبة، تنبذ الافتعال والفخامة، وتجيد تصوير المشاعر والتعبير عن الجوهر، وملاحقة التفاصيل، ورسم المشهدية التي تمور بالحركة، ولعله يقدم هنا نموذجاً لرواية فلسطينية، تتحدث عن الجوهر الإنساني للجوء، وعن إحساس اللاجئ بدرامية المكان من حوله خارج جغرافية (المخيم) التي أشبعت واستهلكت، ولهذا يمكن أن تضاف هذه الرواية إلى كثير من الأعمال الأدبية التي تتحدث عن دمشق بمقدار ما تتحدث عن فلسطين، والتي تتحدث عن اختلاف وثراء طقوس الأديان، بمقدار ما تتحدث عن فلسفة التعايش والتسامح، إنما مع التمسك الأصيل بالثوابت والحقوق، باعتبارها مظهراً من مظاهر العيش بكرامة، مهما طرأ على قضية فلسطين من تحولات وتبدلات!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
«أستعرض الموضوع السابق | أستعرض الموضوع التالي»
 مواضيع مماثلة
-
» الفلسطينيون وحارة اليهود بدمشق
» Icon16التوطين ومشاريع توطين اللاجئين الفلسطينيين : محمود كعوش
» أوروبا تصدم اللاجئين: إيواء دون تقديم حياة أفضل
» * يد المنون تختطف الفنانة السورية الأنسانة الطيبة دينا هارون في احد المستشفيات بدمشق وهي في مقتبل العمر عن عمر يناهز 44 عام بعد حياة حافلة بالعطاء الفني والانساني .
» كاريكاتيرا بعنوان "غرق اللاجئين الفلسطينيين" بريشة الفنان صهيب منصور من مدينة قلقيلية.

خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
 Konu Linki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 Konu HTML Kodu HTML code
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ رواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق! ] مخالف ,,من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشاعر لطفي الياسيني :: المنتديات الإخبارية ::  هنا فلسطين :: قرى ومدن فلسطين-
انتقل الى: