حذرت منظمة أوكسفام الخيرية البريطانية من أن الوضع باليمن على حافة الانهيار، حيث إن ثلث اليمنيين –أي ما يعادل 7.5 ملايين شخصا- يعانون من الجوع، ويضطر 64% من محافظة الحديدة غربي البلاد إلى تقليص عدد وجباتهم اليومية، وتوقف 19% من الأطفال هناك عن الذهاب للمدرسة وتوجهوا للبحث عن العمل لمساعدة عائلاتهم في توفير قوت يومهم.
وأضافت المنظمة -في تقرير أصدرته اليوم- أن الكثير من الأسر بالحديدة أجبرت على اتباع حمية غذائية قوامها الخبز والأرز فقط.
ولاحظت أوكسفام أن بعض الجهات المانحة كالبنك الدولي أوقف الشهر الماضي معونات بقيمة 542 مليون دولار لليمن، استنادا إلى المخاوف الأمنية والسياسية بأحد أفقر البلدان العربية، في حين يتطلب الوضع من هذه الجهات زيادة تمويلها لليمن.
وحثت منظمة الإغاثة الجهات المانحة على إنشاء مجموعة اتصال خاصة باليمن تتضمن دولا غربية كبرى ودول الخليج لتنسيق الجهود لمنح اليمن أموالا عاجلة لتجاوز الأزمة التي يعيشها، ويقول كاتب التقرير أشلي كليمنتس إن أسر عادية باليمن أخبرت المنظمة بأنها لا تجد المال لشراء مواد أساسية، ولا تعرف هذه الأسر متى ستتناول الوجبة القادمة.
أين المانحون
وأضاف تقرير أوكسفام أنه بينما تتعهد جهات مانحة بمليارات الدولارات لمساعدة دول تونس ومصر وليبيا لإعادة بناء اقتصادها وتلبية احتياجاتها الغذائية، فإن محنة اليمن تظل في طي النسيان بالنسبة للمجتمع الدولي.
ولم يتلق برنامج غذائي للأمم المتحدة لفائدة اليمن سوى 57% من المبالغ المطلوبة لتمويله، حيث منح مبلغ 166 مليون دولار من إجمالي 290 مليون دولار للعام الجاري، ويعاني برنامج الغذاء العالمي عجزا تمويليا يقارب 60 مليون دولار لأداء عمله في اليمن، وهو ما يمثل ثلث ميزانيته المخصصة لهذا البلد.
وكانت دراسة تقييم أجرتها أوكسفام في يوليو/تموز الماضي بمحافظة الحديدة أظهر تداعيات الأزمة الحالية باليمن على الأوضاع المعيشية للسكان، حيث فقد 20% وظائفهم ولم يجدوا بديلا عنها، وقال أكثر من 52% من المستجوبين إن دخلهم يتراجع منذ بداية العام الجاري، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنحو 60%.