ارتفع عدد القتلى في اليمن اليوم إلى اثني عشر في خضم أعنف حملة تشنها القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح ضد المحتجين المطالبين بإسقاط نظامه، التي أدت حتى الآن إلى مقتل نحو أكثر من سبعين شخصا، وجرح مئات آخرين في اليومين الماضيين.
وقتل تسعة من الاثني عشر برصاص قناصة بالقرب من شارع الجامعة القديمة في العاصمة صنعاء، كما قتل اثنان آخران في هجوم بالقذائف على ساحة التغيير بصنعاء، وشخص آخر في إطلاق النار على مسيرة حاشدة بصنعاء.
وفي مدينة تعز، قتل شخص وجرح خمسة آخرون جراء قصف بالمدفعية والدبابات قامت به قوات موالية للرئيس صالح في وقت مبكر اليوم. وبذلك يصل عدد القتلى في هذه الحملة إلى نحو سبعين منذ الأحد، بينما يعد الجرحى بالمئات.
وكانت القوات الموالية للرئيس صالح قد جددت قصفها لساحة التغيير، ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى، وزيادة التوترات بين القوات الموالية لصالح والمحتجين المدعومين بالقوات التي انشقت عنه وانضمت للمعارضة.
وكان مراسل الجزيرة في اليمن قد أفاد أن قوات موالية لصالح قد أطلقت الرصاص على مسيرة حاشدة في العاصمة صنعاء.
اشتباكات وقصف
ونقلت وكالة رويترز عن مسعفين سقوط ستة قتلى على الأقل في القصف بصنعاء، وهم أربعة جنود من الفرقة الأولى مدرع، الموالية للثورة، قتلوا في الاشتباكات مع قوات الحكومة، وشخصان لقيا حتفهيما في وقت سابق اليوم عندما سقطت ثلاث قذائف على مخيم للمعتصمين في ساحة التغيير.
وشاهد مراسلو رويترز قناصة متمركزين في الأدوار العليا لمبان مع خروج المحتجين إلى الشوارع، لكن لم تتضح هوية هؤلاء القناصة.
وذكرت رويترز -نقلا عن سكان- أن أصداء الطلقات النارية ترددت في الساعات الأولى من الصباح، وذلك بالرغم من أنباء عن هدنة بين القوات الموالية للرئيس صالح والفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء علي محسن الأحمر.
وقال شهود لوكالة يونايتد برس إنترناشيونال إن قوات من الحرس الجمهوري التي يقودها أحمد علي صالح، نجل الرئيس اليمني، استأنفت قصفها المدفعي المكثف على مواقع الفرقة الأولى مدرع وساحة التغيير بصنعاء اليوم، عقب هدوء حذر استمر ساعات.
وقالت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية في بيان إن غرف العمليات في مستشفيات العاصمة الخمسة تضيق بالضحايا، وهناك نقص كبير في المعدات الطبية، مؤكدة أنه تم إرسال سيارات إسعاف لإجلاء هؤلاء الضحايا.
ومن بين قتلى أعمال العنف في ساحة التغيير بصنعاء، المصور الصحفي حسن الوظاف، الذي كان يصور الأحداث حين أصيب برصاصتين في رأسه وكتفه. ويعمل الوظاف مصورا لصالح قناة الإخبارية السعودية.
ومن بين قتلى أمس طفل في شهره العاشر وشقيقه البالغ من العمر عشر سنوات، فقد سقطا حين تعرضت السيارة التي كانا فيها مع أسرتهما لنيران، قرب ساحة التغيير بصنعاء.
تواصل الاحتجاجات
وأوضح نشطاء أن المحتجين بدؤوا تنظم مسيرات انتقاما لمن سقطوا في الهجمات. وذكر النشطاء أن القوات الحكومية استخدمت المدفعية الثقيلة والبنادق الآلية ضد المحتجين، وقصفت مناطق سكنية في تعز الليلة الماضية.
يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه وكالة أسوشيتد برس أن آلاف المحتجين المدعومين من قوات عسكرية موالية للثورة اقتحموا أحد مقرات الحرس الجمهوري في صنعاء. وزاد التوتر صباح الاثنين في شوارع مدن يمنية أخرى، أبرزها إب والحديدة تضامنا مع المتظاهرين.
من جهة أخرى اعتقلت السلطات اليمنية اليوم أربعة من الناشطين السياسيين المعارضين للنظام بمدينة تعز.
وأفاد بيان صادر عن المركز الإعلامي للثورة بساحة الحرية بتعز، أن الأستاذ الجامعي محمد القاهري، وحامد البخيتي ونايف أبو خرشفة وعون الصناعي، تم اعتقالهم اليوم من الساحة، وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وطالب المركز بإطلاق سراح المعتقلين، واعتبر أن الاعتقال جاء إثر التصعيد السلمي في كل المدن والمحافظات اليمنية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، لم تلتق المعارضة اليمنية بعد موفد الأمم المتحدة جمال بن عمر، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، اللذين وصلا الاثنين إلى صنعاء لتسريع التوصل إلى اتفاق يضع حدا للأزمة بحسب دبلوماسي غربي.
وقال أحد مسؤولي اللقاء المشترك -وهو ائتلاف للمعارضة البرلمانية- لوكالة فرانس برس "إن المعارضة لا تستطيع التقاءهما في الوقت الذي تسيل فيه الدماء في صنعاء".