أوراق اسبانية
(1)
الجسر
إسبانيا ..
جسرٌ من البكاء ..
يمتد بين الأرض والسماء ..
(2)
سوناتا
على صدر قيثارة باكيه
تموت ..
وتولد إسبانيه ..
(3)
الفارس والوردة
إسبانيا ..
مراوح هفهافة ٌ
تمشط الهواء ..
وأعين ٌ سوداء ..
لا بدءٌ لها .. ولا انتهاءْ
قبعة ٌ ترمى أما شرفة الحبيبه .
ووردة رطيبه ..
تطير من مقصورة النساء
تحمل في أوراقها الصلاة والدعاء
لفارس من الجنوب .. أحمر الرداء
يداعب الفناء ..
وكل ما يملكه ..
سيفٌ .. وكبرياءْ ..
(4)
بيت العصــافير
بإشبيليهْ
تعلق كل جميلهْ
على شعرها وردة ً قانيهْ
تحط ُّ عليها مساءً
جميع عصافير إسبانيهْ
(5)
مراوح الاسبانيات
إذا لملمَ الصيف أشياءهُ
ومات الربيع على الرابيه
تفتح ألف ربيع جديد
على ألف مروحة ٍ زاهيه ْ..
(6)
اللؤلــــؤ الأسود
شوارع غرناطة ٍ في الظهيره
حقول من اللؤلؤ الأسود ..
فمن ْ مقعدي ..
أرى وطني في العيون الكبيرهْ
أرى مئذنات دمشقَ
مصورةً ..
فوق كل ضفيرهْ
(7)
دونيا ماريا
تمزقني .. دونيا ماريهْ
بعينين أوسع من باديهْ
ووجه عليه شموس بلادي
وروعة ُ آفاقها الصاحيهْ ..
فأذكر منزلنا في دمشق
ولثغة َ بـِـركته الصافيه
ورقص الظلال بقاعاته
وأشجار ليمونه العاليهْ
وباباً قديماً .. نقشت عليه
بخط رديء .. حكاياتيهْ
بعينيك .. يا دونيا ماريهْ
أرى وطني مرة ً ثانيهْ ...
(
القرط الطموح
على أذني هذه الغانيه
تأرجح قرط ٌ رفيعْ
كما يضحك الضوء في الآنيهْ
يمد يديه .. ولا يستطيعْ
وصولاً . إلى الكتف العاريهْ ..
(9)
الثور
برغم النزيف الذي يعتريه ِ ..
برغم السهام الدفينة فيه ِ ..
يظل القتيل على ما به ِ ..
أجل َّ .. وأكبرَ .. من قاتليه ِ ..
(10)
نزيف الأنبياء ..
كوريدا ..
كوريدا ..
ويندفع الثور نحو الرداء
قوياً .. عنيدا ..
ويسقط في ساحة الملعب ..
كأي شهيد ٍ ..
كأي نبي ..
ولا يتخلى عن الكبرياءْ ..
(11)
بقايا العرب
فلامنكو ..
فلامنكو ..
وتستيقظ الحانة الغافيهْ
على قهقهات صنوج الخشبْ
وبحة صوت ٍ حزين ِ ..
يسيل كنافورة من ذهبْ
وأجلس في زاويهْ
ألم ُّ دموعي ..
ألم ُّ بقايا العربْ ..
الشاعر نزار قباني