مفجر ثورة السكاكين يروي تفاصيل أول عمليته طعن

تفاصيل مثيرة يرويها الأسير المُحرر والمفرج عنه ضمن صفقة التبادل إلى غزة عامر سعود أبو سرحان (39 عامًا) عن عملية الطعن الشهيرة التي قام بها مستفتحًا بها ما بات يعرف بـ"ثورة السكاكين".

فمع وقوع مجزرة المسجد الأقصى بتاريخ (8-10-1990) قرّر أبو سرحان الانتقام والثأر بطريقته الخاصة بعد رفع منع التجول الذي استمر لمدة أسبوعين عقب المجزرة.

وفي صبيحة 21 من الشهر ذاته امتشق أبو سرحان سكينًا قديمًا يوضع على مقدمة السلاح ومعروف باسم "السنجة"، كونها جيدة للطعن ويوجد بها فراغات تسمح بمرور الهواء، وبالتالي تسميم الجرح كما أنها تسهل في نزع السكينة بعد الطعن.

وقُبيل خروجه من منزله "بحي العبيدية" في بيت لحم للذهاب إلى إحدى مغتصبات مدينة القدس المحتلة والمعروفة باسم "تل البيوت" وبالتحديد بحي البقعة، جهَّز نفسه وخبأ السكينة في جيب خاصة داخل بنطاله وذهب لتنفيذ ما خطط له، معاهدًا الله أن لا يُدير ظهره أو ينسحب حتى يُستشهد!.

بدء التنفيذ

يروي أبو سرحان "دخلت إلى المستوطنة في ساعات الصباح الباكر، ووصلت لكنيس للمتدينين فوجدت فيه عددًا كبيرًا من كبار السن، فغيرت رأيي وسرت بأحد شوارع المستوطنة فإذا بمجندة تسير على الصعيد الأخر في الشارع الخالي من المارة الذي أسير على صعيده الأخر بنفس الوقت".

ويضيف "بدأت بالاقتراب منها شيئًا فشيئًا حتى وصلت لها، ثم سحبت سكيني وبدأت أطعنها طعنات متتالية، وهي كانت تقاوم وتتلطخ بالدماء، ثم تابعت طعني لها، حتى سقطت على مقدمة سيارة ولم تزل فيها روح وتحاول المقاومة، فكررت الطعن من جديد، ومن شدة ضرباتي كانت السكينة تلتصق بحديد السيارة!".

وسقطت المجندة بعد دقائق قتيلة دون أن يعلم أبو سرحان كم طعنة طعنها- كما يقول-، " وبعد ذلك أكملت السير بنفس الطريق وإذا بطفل صغير بين الطفولة يبلغ من العمر نحو (13 عامًا)، فترددت في قتله، وقررت عدم قتله".

ويواصل أبو سرحان السير والتجول داخل المغتصبة، وإذا بشخص كبير يبلغ من العمر نحو (40عامًا)، ويقول "ركضت نحوه فشاهدني أركض فقال لي بالعبري: مالك؟، فأخبرته أنهم يلاحقونني، فقال لي من؟ فأخرجت له السكين وطعنته حوالي ثلاث طعنات، وبحمد الله قتله دون عناء على عكس المجندة!".

اللحظات الأخيرة

ويسرد أبو سرحان اللحظات الأخيرة للعملية، عندما صادف داخل المستوطنة ضابطًا-عرف فيما بعد أنه من وحدة مختارة لمكافحة الإرهاب بالجيش الصهيوني- وحوله عدد من الأشخاص، وهو مسلح بمسدس.

ويتابع "صرخ بي الضابط: قف مكانك، فلم أرضخ لكلامه، وتوجهت له لأقتله فأطلق النار تجاهي وأصابت رصاصتين قدمي، ورغم ذلك لم أتوقف عن الركض نحوه!".

الضابط استمر في إطلاق النار نحو أبو سرحان ومعظم الرصاص كان يُصيب قدمه, ولم يُثنِه ذلك عن مواصلة الركض نحوه، مضيفًا "بدأت وقتها أشعر بالدوخة والغثيان، بينما كانت الدماء تنزف من قدمي بغزارة، إلى أن اقتربت منه وأصبح بيني وبينه نحو مترين".

هذا الموقف أصاب الضابط بالذهول-كما يصف أبو سرحان-، الذي انقض عليه رغم جراحه وطعنه طعنة مُميتة، ثم وقع فوقه وهجم عليه المستوطنون وأخذوا يضربونه، واعتدى عليه أحدهم بالسكين التي كانت بحوزة أبو سرحان، فأصيب في وجهه، وما زالت آثار الضربة بادية على وجه الأسير المحرر.

التحقيق والحكم

ولم يّفق عامر إلا ووجد نفسه بين يدي مُحققي الشاباك بسجن "المسكوبية" بمدينة القدس المحتلة، ليُنقل بعدها لعزلة سجن الرملة مدة 40 يومًا، لينال شرف اللقاء بقادة ومؤسسي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهم الشهيد صلاح شحادة والشهيد إسماعيل أبو شنب وغيرهم، كما يذكر أبو سرحان.

ويتابع "مّكثت حوالي عامين ونصف بالعزل دون أدنى مقاومات الحياة، فأول ستة أشهر لا يُسمح لي بالخروج للفورة كباقي الأسرى، كما أن الطعام المُقدم له رديء جدًا، لم يرتقِ لمستوى الطعام اللائق بأي إنسان، كذلك تقديم وجبة الإفطار بشهر رمضان على مدارة ثلاثة أعوام تقريبًا بعد الأذان بـ ثلاثة ساعات!".

وحكم الاحتلال على أبو سرحان بالسجن 3 مؤبدات و20 عامًا، قضى منها 20 عامًا، حتى جاء وقت الفرج على يد صفقةٍ مُشرفة أبرمت بين حركة "حماس" والجانب الصهيوني، والتي بموجبها تقرر الإفراج عن 1027 أسير وأسيرة على مرحلتين مقابل الجندي جلعاد شاليط.

وتنفس عامر-الذي كان مُتيقنًا بأنه سيخرج- الحرية بعد سنوات من الذل والعزل والتعذيب داخل السجون الصهيونية، وأفرج عنه إلى غزة برفقة 163 محررًا من الضفة المحتلة، ضمن المرحلة الأولى لصفقة التبادل

[size="7"]
جزاكم الله خيرا وبارك الله لكم وعليكم
دمتم بحفظ المولى
كل عام وانتم الى الله اقرب
[/size]

» حارس ياسر عرفات يروي تفاصيل من حياته
» الأسير الريماوي يروي تفاصيل فقدانه لبصره على يد جنود النحشون
» طارق ابو خضير يروي تفاصيل اعتداء الاحتلال واللحظات الاخيرة مع محمد قبل استشهاده
» الحلقة الأولى: بومبيو يروي تفاصيل تصفية سليماني ... ويعد نظام طهران «إرهابياً»
» مقدسي يروي تفاصيل تعرضه للتنكيل خلال الأحداث التي شهدها محيط المسجد الأقصى

صفحة 1 من اصل 1