اذا ذكر الله وجلت قلوبهم
وهنا نستحضر قصة طبيب مسلم الذي عاد احد مرضاه والذي كان طريح
الفراش لا يدرى سبب مرضه , ولا يعرف له علة ظاهرة , فتناول الطبيب
يد المريض ليقيس النبض , واخذ اثناء ذالك يسال من حوله عن احواله
ثم عرج فسأل عن جيرانه , فأخذ النبض عندها يسرع شيئا فشيئا , حتى
اذا سأل عن جار بعينه وهنا اسرع النبض أكثر , حتى اذا سأل عن ابناء
هذا الجار اضطربت اوصال المريض وازداد النبض علوا , فلما ذكر له
ابنة حسناء واتى ذكر اسمها سرت الرعشة من نبضه لجسده والذي بدأ
يرنجف , وبصره الذي زاغ , ووجهه الذي امطر العرق , فقال : الطبيب
هذا ليس بمريض ؟ وانما هذا رجل عاشق .
ولله المثل الأعلى , ايحضر القلب ويضطرب عند ذكر الحبيب ولا يذكر عند
ذكر المجيب ؟ اتخشع الجوارح لذكر المخلوق ولا تبالي بذكر الخالق , اينقطع
الفؤاد كمدالغياب فان وزائل ولا تبالي بهجران باق ودائم ؟ .
اين ذاك الجيل الذي قدموا ماقدموا للاسلام ومع ذالك قلوبهم وجلة " والذين
يوتون ما اتوا وقلوبهم وجلة " فتسأل امنا عائشة اهم الذين يعصون ويشربون
الخمر وووو , فقال لها عليه الصلاة والسلام : لا يابنت الصديق , بل هم من
يصومون ويتصدقون وووو وقلوبهم وجلة لربهم .
فمتى نضع قلوبنا تحت الأختبار حتى نعرف اي قلوب هي ؟ ايحضر عند ذكر ربه .
ايخشع لسماع كلامه , اتدمع العين خوفا وطمعا , ايسرع ليلبي النداء ..
قال رجل للحسن البصري : يا اباسعيد اانت مؤمن ؟ فقال له " الأيمان ايمانان
فإن كنت تسألني عن الأيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وووو فأنا مؤمن , وان كنت
تسألني عن قوله تبارك وتعالى " انما المومنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا
تليت عليهم ءايته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون " الى قوله " اولئك هم المومنون
حقا " فوالله ما ادري انا منهم ام لا ؟ "
احياء القلوب اذا تليت عليهم آيات الرحمن خرو سجدا وبكيا , بينما غيرهم خر عليها
صما وعميانا ,
قال ابن القيم " فالوعي توصف به الاذن كما يوصف به القلب , يقال قلب واع , وأذن
واعية , لما بين الأذن والقلب من ارتباط , فالعلم يدخل من الأذن للقلب , فهي بابه ....
لهذا قيل في قوله تعالى " وتعيها اذن واعية " اي تعي القلوب ما تسمع ألأذان من
الخير والشر ...
فأي القلوب ينبض داخلنا , اهو من وجل لذكر ربه فوجلت معه الجوارح , ام هو قلب
وجل لغير خالقه ولغير مولاه فتاهت معه الجوارح وغفلت بغفلة ذاك القلب .